محاولة جديدة للإنقاذ.. الصين تحمي عملتها بقرار عابر للحدود
في محاولة جديدة من السلطات الصينية لإنعاش الاقتصادي المتأزم، طلبت الصين من شركات الأوراق المالية ووحداتها الخارجية التوقف عن القيام بأعمال غير مشروعة عبر الحدود.
وشمل القرار الجدي تعاملات شركات السمسرة في الأسهم وبيع الأموال للمستثمرين المحليين، في محاولة لسد الثغرات التنظيمية.
ماذا يعني؟
ووفقًا لقرار السلطات التنظيمية في بكين يجب على الوحدات الخارجية للشركات إيقاف جميع الأنشطة التسويقية والعروض الترويجية التي تستهدف المستثمرين داخل الصين.
إضافة إلى إغلاق جميع القنوات لفتح حسابات جديدة، بما في ذلك التطبيقات والمواقع الداخلية، بحلول 31 أكتوبر، وفقًا لإشعار من لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية.
اقرا أيضًا- رغم صدمة المخزونات.. العقوبات على روسيا وإيران تجدد آمال النفط
الضغط على الين
وتسعى الساطات الصينية تخفيف الضغط على العملة المحلية من خلال زيادة التدقيق ومنع التهرب من ضوابط رأس المال المحلية.
وتحاول بكين الحد من تدفقات رأس المال عبر الحدود التي يمكن أن تهدد الاستقرار المالي.
وفي الوقت نفسه، بدات السلطات الصينية في تنفيذ سلسلة من الإجراءات لاستعادة الثقة في الأسواق المحلية بعد تراجع الأسهم.
مزيد من الرقابة
وقال شارني وونغ، المحلل لدى بلومبرغ إنتليجنس: "يوفر الإشعار الأخير للجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية يقينًا بشأن حظر الوساطة عبر الحدود".
وأضاف وونغ: " السلطات الصينية تسعى بكل جهدها لوقف تسرب الأموال عبر قنوات غير رسمية تؤدي إلى ضعف الين وزيادة الطلب على الدولار".
تعهدات صينية
وفي الشهر الماضي تعهد قادة الصين بإعادة تنشيط سوق الأوراق المالية ، الذي كان يترنح مع انحسار النمو الاقتصادي للبلاد والمتاعب في سوق العقارات.
وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC): "إن استقرار سوق الأسهم يمثل أولوية، وكذلك سيتم تشجيع الشركات المدرجة على إعادة شراء الأسهم، وتقديم تدفقات ثابتة من توزيعات الأرباح للمستثمرين ".
وأضافت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC) : "بدون بيئة سوق ماليةمستقرة نسبيًا، لا يوجد أساس لإنعاش السوق ورفع المعنويات".
وقال بانغ شيتشون ، مدير الأبحاث في شركة Nanjing RiskHunt Investment Management Co : "إن الإجراءات ستعطي دفعة قصيرة الأجل للسوق حيث لا يزال المستثمرون متشائمين للغاية".
وأضاف بانغ شيتشون: " واضعي السياسة لن يتمكنوا من تغيير أساسيات السوق، حيث أن السوق الصاعدة تتطلب سياسات حقيقية من شأنها أن تعزز التوسع الائتماني."
أجواء قاتمة
وتأتي أحدث التداعيات في شركة كانتري غاردن في الوقت الذي تواجه فيه مجموعة تشاينا إيفرغراند تحديات في إعادة هيكلة ديونها، لترسم صورة قاتمة لقطاع العقار الصيني.
وفي غضون ذلك عمدت بكين إلى مجموعة من الإجراءت والمحفزات التي يبدو أنها لم قتنع المستثمرين حتى الآن في محاولة لاستعادة الثقة وزخم النمو.
وفي وقت سابق خفض استراتيجوا سيتي غروب توقعات نم الناتج المحلي الإجمالي بسبب خيبة الأمل في قرارات التحفيز التي اتخذت حينذاك.
ولفت محللو البنك إلى ان أزمة القطاع العقاري لا تزال تلقى بظلال سلبية على توقعات النمو في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم حيث أن القرارات التي اتخذت حتى الآن لم تنجح في استعادة الثقة بشكل كامل.
اقرا أيضًا- السعودية تطلق المخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد
مزيد من الضغوط
ونظرًا لتعرض النظام المصرفي الصيني للديون، يرى محللو سيتي غروب أن أزمة المطورين الرئيسيين للعقار ستضيف المزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن الاقتصاد الصيني شهد تباطؤًا هذا العام على الرغم من عدة جولات من إجراءات التحفيز لضمان إكمال المشاريع وتحيز الاقتصاد.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن مبيعات المنازل الجديدة خلال الأسبوع الذهبي جاءت أقل بنسبة 17 % و24 % من المستويات التي تم تسجيلها خلال نفس العطلة في عامي 2022 و2019.
البيانات الأخيرة
وتشير البيانات الأخيرة إلى أن بعض قطاعات الاقتصاد الصيني، مثل نشاط المصانع، مستقرة، بيد أن الانتعاش لا يزال محفوفا بالمخاطر وفقًا لمحللي سيتي غروب.
وأشار الاقتصاديون في سيتي غروب إلى المخاوف بشأن الطلب المحلي وضغوط سوق العمل، إلى جانب الاضطرابات المستمرة في سوق المستهلك.
تعافي محتمل
وكتب الاقتصاديون في سيتي غروب :"إن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي قد تتحسن، مضيفين أن انكماش صادرات البلاد قد يتقلص أيضًا بعد توسع مسوحات التصنيع الرسمية لأول مرة منذ ستة أشهر".
ورفع محللو سيتي غروب توقعاتهم للنمو في الصين إلى 5% هذا العام، حيث تساعد البيانات الواعدة في بناء قدرة البلاد على تحقيق هدفها الحكومي الرسمي للنمو.
ويرى الاقتصاديون في سيتي غروب بقيادة يو شيانغ رونغ أن الاقتصاد الصيني وصل إلى القاع، بعد سلسلة من البيانات التي أكدت أن القصتاد الصيني فقد زخم النمو عقب التخلي عن سياسة صفر كوفيد وإعادة فتح الاقتصاد.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن سياسة التحفيز والقرارات الي اتخذتها السلطات في بكين تشير إلى احتمال أن الطلب سوف يرتفع وسط زخم الدعم الحكومي.
وكان بنك سيتي غروب أحد أكثر البنوك تشاؤمًا تجاه الاقتصاد الصيني حيث توقع محللو البنك في وقت سابق ألا يتجاوز النمو 4.7%.