وما بين الانكماش والنمو لا يزال قطاع التصنيع الصيني حائرًا، بيد أن العامل المشترك يظل هو انعدام الثقة بقدرة قرارات التحفيز على انتشال الاقتصاد المتباطئ من عثرته.
وفي الوقت ذاته تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بمواصلة دعم وتحفيز الاقتصاد الصيني عبر إصدار مجموعة جديدة من قرارات التحفيز.
أظهرت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) تحسنًا مستمرًا في ظروف التصنيع في الصين في نهاية عام 2023.
وأشارت الشركات إلى زيادات أقوى في الإنتاج والطلبات الجديدة وسط تقارير عن طلب أقوى في السوق، وفي نفس الوقت، انخفضت أعمال التصدير الجديدة بأضعف معدل في ستة أشهر.
وتعليقًا على بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) للتصنيع العام في الصين، قال وانغ زهي قال كبير الاقتصاديين في Caixin Insight Group: "ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العام Caixin China بمقدار 0.1 نقطة إلى 50.8 في ديسمبر، وهي المرة الرابعة خلال خمسة أشهر التي يدخل فيها المؤشر مرحلة التوسع، مما يشير إلى التحسن المستمر في هذا القطاع".
وأضاف كبير الاقتصاديين في Caixin Insight Group: "توسع كل من العرض والطلب مع استمرار السوق في الصعود، وتعزيز الإنتاج والمبيعات كل ذلك يعطي إشارات إيجابية على تحسن الاقتصاد".
وصلت الطلبيات الجديدة إلى مستويات قياسية جديدة منذ مايو وفبراير على التوالي جنبًا إلى جنب والطلب القوي بشكل خاص على السلع الاستهلاكية.
ولكن الشراء في الخارج ظل محدودًا مع انكماش مقياس طلبيات التصدير الجديدة للشهر السادس على التوالي، على الرغم من تراجع معدل الانكماش.
وقال وانغ زهي: "انخفض معدل التوظيف بشكل ملحوظ، رغم التوسع في عرض السوق و لم يترجم الطلب إلى زيادة في التوظيف".
وأضاف وانغ زهي: "لا تزال المؤشرات الفرعية في انكماش للمرة التاسعة خلال الأشهر العشرة الماضية، لتسجل أدنى مستوياتها في سبعة أشهر".
وبشكل عام، كانت مؤسسات التصنيع تفتقر إلى العمل على زيادة فرص العمل، مع تقليص حجم بعض الشركات، وفقًا لوانغ زهي.
ويرى كبير الاقتصاديين في Caixin Insight Group أنه بالنظر إلى العام الجديد، لا يزال هناك مجال لإجراء تعديلات في السياسات المالية والاقتصادية والسياسات النقدية.
وقال وانغ زهي: "ينبغي تعزيز الجهود الرامية إلى زيادة فرص العمل لتخفيف الضغط على سوق العمل، وتحسين سبل عيش الناس، وفي نهاية المطاف تعزيز ثقة السوق على المدى الطويل".
ومع ذلك ظلت الثقة فيما يتعلق بالعام المقبل ضعيفة تاريخياً ، حيث إن الشركات حافظت على نهج حذر في التوظيف، حيث انخفضت مستويات التوظيف في الولايات المتحدة الشهر الرابع على التوالي.
واستمرت ضغوط التكلفة في الاعتدال في نهاية العام، مع ارتفاع التكاليف بأضعف وتيرة منذ أغسطس، بينما تراجعت درجة تفاؤل المصنعون الصينيون حيث تحوم قرب أدنى مستوياتها.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات (PMI) من 50.7 في نوفمبر إلى 50.8 في الشهر الأخير من عام 2023، وهذا يدل على تحسن صحة القطاع للمرة الرابعة خلال الأشهر الخمسة الماضية، وإن كانت الأزمة لا تزال قائمة.
ووفقًا لتقرير ستاندرد أند بورز غلوبال نما النشاط الصناعي الصيني بوتيرة أعلى من المتوقعة في ديسمبر، مقارنة بالبيانات الرسمية التي أشارت إلى انكماش القطاع للشهر الثالث على التوالي، وذلك في ظل تباطؤ الطلب خلال العام الماضي.
وارتفع مؤشر كايكسين لمديري المشتريات الصناعي إلى 50.8 نقطة في قراءة ديسمبر، بعد أن بلغ 50.7 نقطة في نوفمبر، ومقارنة بتوقعات انخفاضه إلى 50.4 نقطة خلال نفس الفترة، ليسجل القطاع أعلى وتيرة للنمو في 7 أشهر.
أظهرت البيانات الصادرة عن الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات، أول أمس الأحد، تباطؤ نمو النشاط بالقطاعين التصنيعي وغير التصنيعي في الصين خلال شهر ديسمبر الماضي.
وسجل مؤشري مديري المشتريات بالقطاعين داخل الصين قراءة أقل من التوقعات للشهر الثالث على التوالي.
ووفقا للبيانات الواردة، سجلت الصين انكماشا في مؤشر مديري المشتريات PMI للقطاع التصنيعي إلى 49.0 نقطة، وهي أسوأ من توقعات الأسواق التي رجحت نمو المؤشر إلى 49.6 نقطة.
وكانت قراءة ديسمبر أسوأ كذلك، من القراءة السابقة لشهر أكتوبر، والتي سجلت انكماشا عند 49.4 نقطة.
وعن مؤشر مديري المشتريات للنشاط غير التصنيعي داخل الصين لشهر ديسمبر، أوضحت البيانات الصادرة تباطؤ نمو المؤشر إلى 50.4 نقطة.
وجاءت البيانات أقل من توقعات الأسواق بقليل والتي أشارت لتسجيله نحو 50.5 نقطة، ألا انها أفضل بقليل من القراءة السابقة لشهر نوفمبر الماضي والتي سجلت 50.2 نقطة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطاب طلع الأسبوع: "مستعدون لتعزيز التعافي الاقتصادي خلال عام 2024 وتحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل بشكل مستقر عن طريق إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية أكثر كفاءة وفاعلية، جنبا إلى جنب مع الانفتاح الاقتصادي".
وأضاف الرئيس الصيني: "سوف نقوم بتعزيز النشاط داخل الصين وبذل الجهود من أجل دعم قطاعي التعليم والتكنولوجيا داخل البلاد".
وفي الوقت ذاته لفت شي إلى التحديات والصعوبات التي تواجه النمو في البلاد خلال العام الجديد، وخصوصا تلك التي تشهدها بعض الشركات من حيث الأنشطة.
وكذلك تحديات سوق العمل في الصين علاوة على تداعيات الكوارث الطبيعية التي شهدتها بعض الأقاليم المجاورة.