زمن الذهب.. مكاسب كبيرة ومستويات تاريخية وشيكة
استهل المعدن الأصفر تعاملات العام الجديد على ارتفاعات قوية مدعومًا بتوقعات على نطاق واسع بأن يبدأ الفيدرالي الأميركي رحلة خفض الفائدة في مارس أو مايو المقبلين على أقصى تقدير.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء، اتسعت مكاسب الذهب بأكثر من 14 دولارًا في الأوقية ليقترب من مستويات الـ2100 دولار من جديد.
الذهب الآن
ارتفع سعر الذهب في العقود الآجلة تسليم فبراير إلى مستويات 2084 دولارًا للأوقية بزيادة في 0.8% رابحًا ما يقرب من 14 دولارًا في الأوقية.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بحلول الساعة 10:20 صباحًا بتوقيت دبي بحوالي 13 دولارًا في الأوقية أو ما يعادل 0.7% وصولاً إلى مستويات قرب الـ2077 دولارًا للأوقية.
اقرأ أيضًا- طاقة الإماراتية تنفذ مشروع ضخم في مكة
توجهات الأسعار
لفت رئيس قسم الاقتصاد العالمي في "تاتسي لايف" إيليا سبيفاك إلى أن أسعار الذهب نجحت في إنهاء العام بالقرب من مستوياتها القياسية.
وقال رئيس قسم الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف: "في عام 2024 سيكون توقيت وعمق تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هو المحرك الرئيسي للأسعار".
تسعير الأسواق
وفقًا لبيانات "فيد ووتش"، فقد زادت رهانات الأسواق على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يقترب من خفض أسعار الفائدة في أعقاب بيانات التضخم الأخيرة.
وكشف تسعير الأسواق وفقًا لـ"فيد ووتش" عن قيام المتداولين الآن بتسعير نسبة 88% فرصة تخفيف السياسة النقدية في مارس المقبل.
وقال رئيس قسم الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف: "تشكل مخاطر إعادة التمويل تهديدًا قويًا للاستقرار المالي، حيث تحد الفائدة المرتفعة من نمو الاقتصاد".
وأضاف إيليا سبيفاك: "إذا كشفت البيانات عن تباطؤ اقتصاد أميركا فإن الفيدرالي سيكون مجبرًا على زيادة التحفيز على عجل عبر خفض الفائدة ما يؤدي إلى تسارع ارتفاع أسعار الذهب".
2023
أنهى الذهب اختبار 2023 محققًا نجاحات كبيرة، تمكن خلالها من تسجيل مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة مدعومًا بتوقعات الأسواق لاقتراب دورة جديدة للسياسة النقدية.
وقفزت أسعار الذهب خلال عام 2023 مع تراجع الدولار وضعف العائد على سندات الخزانة الأميركية مع تحول شهية المخاطر في الربع الأخير تزامنت وتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة.
وفي اجتماع ديسمبر الأخير للفيدرالي هذا العام، لفت رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى أن أسعار الفائدة ربما تكون قد وصلت لذروتها ومن المرجح أن تبقى مقيدة عند هذا المستوى لفترة قبل الحديث عن الخفض.
اقرأ أيضًا- بداية قوية للنفط.. الحرب والتخفيضات فرصة لا تزال سانحة
مكاسب الذهب
أنهت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تعاملات 30 ديسمبر 2022 عند مستويات 1826 دولارًا للأوقية، وبعد مرور عام أغلقت أوقية الذهب آخر جلسات 2023 عند مستويات 2072 دولارا.
وبنهاية عام 2023 تكون أسعار العقود الآجلة قد ربحت 246 دولارًا في الأوقية بزيادة 13.5%.
وسجلت أسعار الذهب أفضل أداء سنوي في ثلاثة أعوام وسط تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أوائل العام المقبل.
تفاؤل شديد
وكتب محلل فاندسترات Fundstrat مارك نيوتن في مذكرة حديثة: "صعود الذهب فوق مستويات الـ2000 دولار أمر إيجابي للغاية من الناحية الفنية، وأتوقع أن الذهب قد بدأ في الارتفاع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق".
وأضاف محلل السلع والمعادن فاندسترات Fundstrat: "أن التحرك فوق 2009.41 دولار كان من شأنه أن يؤدي إلى نطاق 2060 دولارًا - 2080 دولارًا".
وتابع نيوتن: "اختراق المقاومة عند 2080 دولارًا سيشير إلى اختراق فني محدد، وهو ما يتوقع حدوثه وسيؤدي بسرعة إلى ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة".
اقرأ أيضًا- رهان المليون دولار.. بيتكوين تتخطى مستويات مهمة للغاية
السعر الأعلى
وفي غضون ذلك لفت نيوتن إلى أن مجموعات البيانات المختلفة لديها تسجيل لمستويات قياسية وتسعير مختلف طفيفًا لقمة الذهب، لكن جميعها تعود إلى عام 2020.
ووفقا لبيانات سوق داو جونز، فإن أعلى مستوى هو 2089.20 دولار للأوقية، وبالنسبة لـ Refinitiv، يبلغ سعر الأوقية 2072.50 دولار، بينما تقدره "بلومبرغ إنتليغنس" عند مستويات 2075.47 دولار.
وقال نيوتن: "في كل الأحوال وبغض النظر عن السعر الحقيقي لذروة الذهب السابقة، فإن أسعار الذهب سترتفع في النهاية إلى ما هو أبعد من هذه الأرقام".
وكتب نيوتن المذكرة: "الهدف الفني للذهب هو مستويات 2500 دولار للأوقية، ويبدو من الأفضل شراء المعادن الثمينة نظرًا لانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وزيادة الصراع الجيوسياسي المستمر".
نقطة تحول
تحولت الأسواق إبان اجتماع الفيدرالي الأميركي في سبتمبر الماضي من توقعات باستمرار التشديد النقدي إلى حالة من عدم اليقين حتى اجتماع نوفمبر التالي.
بيد أنه ومع نهاية اجتماعي بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر وديسمبر، دخلت الأسواق في حالة من اليقين بشأن وصول الفيدرالي إلى ذروة رفع أسعار الفائدة ونهاية دورة التشديد.
وفي غضون ذلك بدأت الأسواق تراهن على خفض أسعار الفائدة في اجتماع مارس أو مايو المقبلين، بعدما تأكدت من وصول الفيدرالي الأميركي إلى نقطة تقييد أسعار الفائدة.
اقرأ أيضًا- الخليج رئة أوروبا.. قلق ألماني من توترات الشرق الأوسط