وفي غضون ذلك، تباينت أسعار الذهب في العقود الفورية والعقود الآجلة، حيث اتجهت الثيران لدعم الأسعار الفورية بينما لا تزال كلمة الدببة هي الأقوى في سوق العقود الآجلة.
وتشير حالة التباين تلك إلى أن سوق العقود الآجلة يرجح ارتفاع أسعار الفائدة، وفي المقابل يراهن سوق العقود الفورية على تثبيت الفيدرالي لمعدلات الفائدة.
لا تزال أسعار الذهب حبيسة، تردد المستثمرين بشأن ضخ مزيد من السيولة لشراء المعدن الأصفر وسط توقعات متزايدة بشأن استمرار السياسة المتشددة من جانب الفيدرالي.
وتنعكس سياسة الفيدرالي الأكثر تشددًا على تحركات الأصول، حيث تؤدي إلى قوة الدولار وإقبال المضاربين على العملة الأميركية باعتبارها ملاذًا آمنا يدر أرباحا مرتفعة بفعل زيادة الفائدة.
وفي الوقت ذاته، تنسحب ارتفاعات الدولار على الأسهم والذهب، حيث إن تلك الأصول مقومة بالدولار وهو ما يرفع من تكلفة حيازة السبائك والأسهم.
وفي غضون ذلك، أظهرت تداولات العقود الآجلة للمعدن الأصفر عن تغلب الدببة ( مصطلح يعبر عن البائعين) على توجهات الأسواق، حيث فقد المعدن الأصفر ما يقرب من 4 دولارات نزولًا صوب أدنى مستوياته في أسبوعين.
وخلال هذه اللحظات، انخفض الذهب في العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% إلى مستويات قرب مستويات الـ 1940 دولارا للأوقية.
وفي المقابل من تغلب المشاعر السلبية على توجهات متداولي العقود الآجلة، دفعت رهانات الثيران( مصطلح يعبر عن المشترين) على ارتفاع الأسعار الفورية.
وشهدت تداولات الذهب في العقود الفورية ارتفاعًا خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الخميس، بحوالي 5 دولارات وصولا إلى مستويات أعلى الـ 1920 دولارًا للأوقية.
وأشار كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي أن الأسواق لا تثق بنهاية مجلس الاحتياطي الاتحادي من التشديد النقدي للدورة الحالية.
ولفت المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي إلى أن التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في 2024 ما زالت غير واضحة إلى حد كبير.
وقال كريستوفر وونغ : "قد يستمر هبوط المعدن الأصفر حتى يتضح نهج الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي فيما يتعلق بالتيسير النقدي".
يرى المحلل الإستراتيجي في آي جي، يب جون رونغ، أن توجيهات الفيدرالي لصنع السياسات على أساس كل اجتماع على حدة أبقت الرهانات على تشديد إضافي في نوفمبر.
ولفت يب إلى أن القفزة في أسعار النفط لا توفر الكثير من الطمأنينة بشأن توقعات التضخم العالمي، وتعزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول.
وفي الوقت ذاته، يرى كبير محللي السوق التجاريين في كيه سي إم تيم ووتر، أن الذهب سيظل تحت رحمة ما يحدث لعوائد سندات الخزانة الأميركية قبيل اجتماع الفيدرالي في سبتمبر.
وبنهاية تعاملات، أمس الأربعاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بحوالي 0.4% لتفقد ما يزيد عن 8 دولارات نزولًا إلى مستويات قرب الـ 1944 دولارًا للأوقية.
وفي غضون ذلك، تراجعت عقود التسليم الفوري للذهب بحوالي 0.5% أو ما يعادل 9 دولارات للأوقية نزولا إلى مستويات دون الـ 1918 دولارًا للأوقية.
وفي غضون ذلك، أوضح تقرير حديث لبنك جيه بي مورغان أن الاستثمار في الذهب قد ارتفع على مدار العام الماضي، بقيادة مشتريات البنوك المركزية.
ووفقًا لتقرير جي بي مورغان، لا تزال مشتريات البنوك المركزية حول العالم داعمًا رئيسيا لأسعار الذهب، بعدما وصلت المستريات إلى أعلى مستويات في 11 عامًا
ولفت المحللون الاستراتيجيون في جي بي مورغان إلى أن وتيرة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس هي العامل الأكثر أهمية لتقييم المسار المستقبلي للأسعار.
وأضح محللو جي بي مورغان أن المحركات تغيرت عن فترة ما قبل الوباء حيث كانت مشتريات صناديق الاستثمار المتداولة هي العامل الأهم قبل وباء كوفيد-19.
ولفت محللو جي بي مورغان إلى أن مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر في الربع الثاني من العام الحالي كانت عند مستوى طبيعي.