تقارير
تقاريرمستثمر في السوق الأميركي

عام تاريخي لوول ستريت.. الرهانات تقلب مسار الأسواق

أنهت مؤشرات أسهم وول ستريت تعاملات العام 2023 على ارتفاعات جماعية بعد تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة بفضل تحول شهية مخاطر المستثمرين في الربع الأخير من 2023 صوب الأصول عالية المخاطر، بعدما فقد مؤشر العملة الأميركية زخمه بفعل توقعات الأسواق ببداية وشيكة لدورة من التيسير النقدي تنخفض فيها أسعار الفائدة ويتراجع العائد على السندات والأموال الفيدرالية.
وانطلقت مؤشرات الأسهم الأميركية بالسرعة القصوى بمجرد ظهور إشارات خافتة على توقف الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة مطلع الربع الأخير من العام 2023.

ومع تأكد الإشارات على توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة دخلت أسهم وول ستريت في موجة عارمة من الارتفاعات مع بدء الرهان على تحول الفيدرالي لسياسة نقدية تيسيرية.

رهانات المتداولين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في مارس حاليًا 84%
فيدووتش
الأعلى على الإطلاق

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط حالة من التفاؤل مع تجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا أعلى مستوى له على الإطلاق.

يأتي ذلك وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في أوائل العام المقبل.

ومع تجاوز مؤشر S&P أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق والذي وصل إليه في يناير 2022، تأكد دخول المؤشر في موجة صاعدة بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى إغلاق للسوق الهابطة في أكتوبر 2022.

اقرأ أيضًا- فشل ذريع في 2023.. القمح والذرة وفول الصويا
ارتفاع جماعي

ونجحت المؤشرات الرئيسة الثلاثة في تحقيق ارتفاعات شهرية وربع سنوية، بالإضافة إلى مكاسب مكونة من رقمين في عام 2023.

وفي غضون ذلك حققت الأسهم مكاسبها الأسبوعية التاسعة على التوالي، مع سير مؤشر ستاندرد آند بورز في طريقه لأطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ عام 2004.

ونجح مؤشر الأسهم الصناعية الكبرى (مؤشر داو جونز) في تسجيل مستوى قياسي مرتفع يوم الخميس الماضي.

في حين أن مؤشر ناسداك مضى على الطريق الصحيح لتحقيق أقوى قفزة سنوية له منذ عام 2003، منتعشا بقدر حاد من تراجع العام الماضي.

هناك مشاعر تفاؤل سائدة وتبدو منتشرة بوضوح في الأسواق
بيتر أندرسن
أداء المؤشرات

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال 2023 متجاوزًا أعلى مستوياته على الإطلاق، مغلقًا عند مستويات 4769 نقطة، بعدما سجل مكاسب أسبوعية لمدة 9 أسابيع، ليقفز 24% بنهاية العام 2023.

وتجاوز مؤشر داو جونز الصناعي مستوى قياسيا جديدا ليغلق عند مستوى 37689 نقطة، بمكاسب بلغت نسبتها 13.7%، مسجلا رقمًا قياسيًا جديدًا خلال عام 2023.

وقفز مؤشر ناسدك إلى مستويات 15011 نقطة، ليقفز بنسبة 43.4% على مدار العام 2023 ليسجل أفضل أداء له منذ عام 2020.

اقرأ أيضًا- صفقة أميركية لإسرائيل دون موافقة الكونغرس
تسعير الأسواق

ومع تزايد تلميحات وإشارات الفيدرالي ومسؤوليه بشأن بلوغ ذروة الفائدة، والوصول إلى مستويات التقييد، قام المستثمرون بتضخيم رهاناتهم بتخفيض أسعار الفائدة مطلع عام 2024.

وتبلغ رهانات المتداولين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في مارس حاليًا 84%، ارتفاعًا من حوالي 21% في نهاية نوفمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية فيد ووتش.

الارتفاع الذي استمر تسعة أسابيع في المؤشرات الرئيسة دخل في ذروته قبل أسبوعين
إيليا سبيفاك
أحداث ساخنة

وشهد عام 2023 زيادات قوية في أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي توقفت أخيرًا في سبتمبر، بعدما قفزت إلى أعلى مستوياتها في 22 عامًا.

تزامنا مع الأزمة المصرفية الأميركية في مارس، والتي شهدت انهيار 3 من البنوك الأميركية، وما تبعها من تخفيض المؤسسات الدولية لتصنيفات بنوك أميركية كبرى.

وفي الوقت ذاته شهدت وول ستريت خلال 2023 طفرة في أسهم الذكاء الاصطناعي، التي اندفعت لتسجيل ارتفاعات قياسية.

ولم يخلُ المشهد من الأزمات الأميركية على غرار سقف الديون الفيدرالية، والإغلاق الحكومي مع تناحر الحزبين الجمهوري والديمقراطي على بنود الإنفاق.

وكانت التوترات الجيوسياسية حاضرة بقوة، بدءا من أوروبا حيث أزمة روسيا وأوكرانيا، مرورًا بالصين وتايوان، وانتهاء بالشرق الأوسط وحرب غزة.

اقرأ أيضًا- تركيا تستهدف امتلاك أكبر مطار بالعالم
قطاعات تتألق

وبرز قطاع تكنولوجيا المعلومات (S&P 500 Information Technology) كأكبر قطاع رابح في عام 2023، بزيادة قدرها 57.2.

واستفاد القطاع من أسهم الذكاء الاصطناعي وارتفاع الأسهم الضخمة، إضافة إلى مؤشر المستهلك (S&P 500 Consumer Discretionary).

في حين كان قطاع المرافق (S&P 500 Utilities) هو الأكثر تضرراً مع انخفاض بنسبة 10.4%.

الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة في عام 2024، والاقتصاد سيستمر في إظهار ما يسمى الهبوط الناعم الناجح
بيتر أندرسن
مشاعر التفاؤل

وقال بيتر أندرسن، مؤسس شركة أندرسن كابيتال مانجمنت في بوسطن: "هناك مشاعر تفاؤل سائدة وتبدو منتشرة بوضوح في الأسواق".

وأضاف: "أرى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة في عام 2024، وأن الاقتصاد سيستمر في إظهار ما يسمى الهبوط الناعم الناجح".

وتابع أندرسون: "هذا من شأنه أن يوفر أساسًا متينًا للارتفاع المستمر في عام 2024 لسوق الأسهم".

اقرا أيضا- السعودية تصدر الضوابط الجمركية
ارتفاع متواصل

ولفت رئيس الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف إيليا سبيفاك إلى أن الارتفاع الذي استمر تسعة أسابيع في المؤشرات الرئيسة دخل في ذروته قبل أسبوعين.

وربط سبيفاك بين الصعود وإشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة وفتح الباب أمام تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة في عام 2024.

ويرى رئيس الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف إيليا سبيفاك أن الأسواق شهدت تحولا كبيرا فيما يتعلق بتوقعات سعر الفائدة الفيدرالي.

حتى الآن موعد الخفض يتأرجح ما بين نهاية مارس ومايو
إيليا سبيفاك
مارس أو مايو

وقال رئيس الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف: "رأينا الدولار والعوائد تنخفض بسبب توقعات أسعار الفائدة وهو ما عزز من صعود الأسهم".

وأضاف إيليا سبيفاك: "أرى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لا يريد المبالغة في تأييد وجهة نظر متشائمة لأن توقعات التضخم قد تتأرجح بعد ذلك".

وأشار إلى أن بيانات التضخم تعزز وجهة النظر بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة أوائل العام المقبل على الأرجح.

ولفت سبيفاك إلى أن المستثمرين ركزوا على تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ووجهات نظرهم حول الاقتصاد وأين يرون أسعار الفائدة في الأرباع القادمة، وحتى الآن موعد الخفض يتأرجح ما بين نهاية مارس ومايو.

3 مرات

وتوقع محللو سيتي بنك أن يكون الفيدرالي أكثر حذرا فيما يتعلق بتغيير توقعات سبتمبر الماضية.

ويتوقع خبراء سيتي بنك أن يتم خفض توقعات التضخم، تزامنا مع خفض الفائدة بنحو 75 نقطة أساس بنهاية 2024.

ولفت خبراء سيتي بنك إلى أن المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأميركي جيروم باول أكد على أنه من السابق لأوانه التكهن بموعد خفض الفائدة.

ورجح خبراء سيتي بنك أن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تقرير نتائج كل اجتماع على حدة فيما يتعلق بقرار الفائدة المناسب.

اقرأ أيضًا- الذهب في 2024.. موعد مع تحطيم الأرقام القياسية

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com