تقارير
تقاريرمتداول في سوق الأسهم - رويترز

مع انتظار الفيدرالي.. الذهب يتحول فجأة ويخسر 30 دولارا

تحولت أسعار الذهب فجأة صوب المنطقة الحمراء لتعكس اتجاها صاعدا على مدار الجلسات الثلاثة الماضية مع انحسار المخاوف بشأن تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وسط أنباء عن هدنة وشيكة لحرب غزة.

وفي الوقت ذاته زادت وتيرة عزوف المتداولين عن اقتناء الذهب مع اقتراب صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، والذي يأتي بعد بيانات أسعار مستهلكين أفادت أن التضخم لا يزال راسخا وأكثر قوة، وبعيدا عن مستهدفات البنك.

يواجه الذهب بعض التحديات؛ نظرًا إلى الجدول الزمني المتأخر المحتمل لخفض أسعار الفائدة
تيم ووتر
الذهب الآن

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء انخفضت أسعار المعدن الأصفر بقوة لتفقد ما يقرب من 30 دولارا في الأوقية تزامنا مع الارتفاعات القوية لمؤشر الدولار الأميركي.

ونزلت العقود الآجلة للذهب الان بحوالي 30 دولارا أو ما يقرب من 1.3%، نزولا إلى مستويات قرب الـ 2330 دولارا للأوقية، للعقود الآجلة تسليم يونيو.

وفي غضون ذلك تراجعت أسعار التعاملات الفورية، لتهبط عقود التسليم الفوري بحوالي 20 دولارات أو ما يعادل 1% إلى مستويات قرب الـ 2320 دولارا للأوقية.

فقدان الزخم

ولفت محللو سيتي بنك في مذكرة إلى انحسار الآمال في تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة هذا العام، مع تحول التركيز إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية لمزيد من الوضوح بشأن السياسة النقدية.

وقال محللو بنك سيتي: "فقد الذهب الزخم بعد أنباء التوصل إلى هدنة، بعدما حصلت الأسعار على بعض الدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع، وهو ما دعمها أمام البيانات الأميركية التي كانت تمنح الدولار مزيدا من القوة".

اقرأ أيضاً- أسعار النفط تراقب إشارات الهدنة والحرب وقوة الدولار

و قال وزير الخارجية الإسرائيلي: "إن التوغل المزمع في رفح قد يُؤجل في حالة التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح رهائن، وقال متحدث باسم البيت الأبيض: "إن إسرائيل وافقت على الاستماع إلى المخاوف الأميركية بشأن الآثار الإنسانية للغزو المحتمل".

وكتب محللو سيتي، في مذكرة: "من المحتمل حدوث تراجع موسمي في الطلب على الذهب خلال منتصف عام 2024، ولكن اتجاه الاستهلاك الأقوى عبر بنك الشعب الصيني يدعم الحد الأدنى لسعر الذهب؛ ما يعزز الحالة الأساسية عند 3000 دولار للأوقية من الذهب على مدى الأشهر الـ12 إلى الـ15 المقبلة".

أسعار الذهب قد تواجه اختبارا لبعض مستويات الدعم الرئيسة على الجانب السلبي
تيم ووتر
الذهب أمس

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو 2024، بنسبة 0.4%، أو ما يعادل 10.5 دولارا، وصولا إلى مستويات 2357.7 دولارا للأوقية بنهاية تعاملات أمس الاثنين.

وزادت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.21%، صعودا إلى مستويات قرب 2342.9 دولار للأوقية خلال تعاملات أمس، بينما ارتفعت بنهاية تعاملات الجمعة لليوم الثاني على التوالي.

وبنهاية تعاملات الأسبوع الماضي كانت أسعار النفط قد خسرت 67 دولارا من قيمتها، لتتراجع خلال أسبوع بحوالي 2.7%.

اقرأ أيضاً- جي بي مورغان: الفيدرالي قد يفشل في سيناريو الهبوط السلس
تسعير الفائدة

وتتوقع الأسواق الآن فرصة 35% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التجزئة الأميركية في الأسبوع الماضي.

ووفق بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. (CME FedWatch)، فقد زاد احتمال أن يجري التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 60%.

يأتي ذلك بعدما أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام، لتتحول التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة حتى نوفمبر من سبتمبر.

ويقوم المستثمرون حاليا بتسعير خفض واحد لسعر الفائدة هذا العام، ويتوقعون حدوثه في نوفمبر وفقًا لأداة "فيدواتش" FedWatch الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية.

فقد الذهب الزخم بعد أنباء التوصل إلى هدنة بعدما حصلت الأسعار على بعض الدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية
سيتي بنك
جني أرباح

وقال المحلل لدى ماركس للمعادن، إدوارد ماير: "كان هناك بعض الضغط على بعض المستثمرين، خاصة على الجانب المؤسسي لجمع بعض الأموال، وقد فعلوا ذلك عبر بيع بعض مراكزهم في مجال السلع الأساسية".

وأضاف إدوارد ماير: "لقد أدّى جني الأرباح بعد الارتفاع المطوّل في أسعار الذهب وانخفاض الأسعار بالشرق الأوسط إلى تراجع عام في سعر المعدن النفيس".

وتابع ماير: "في حين أن التوترات السياسية قد تراجعت قليلًا، إلا أن الدولار قد يضعف وقد ترتفع أسعار الذهب قليلا إذا أظهرت البيانات رقما أساسيا لنفقات الاستهلاك الشخصي متسقا أو أقل من المتوقع، ومع ذلك إذا ارتفعت أرقام التضخم؛ فقد يتعرّض الذهب لمزيد من الضغوط".

اقرا أيضاً- إشارات قاتمة.. الشكوك تحوم حول نمو الاقتصاد الصيني
بعض التحديات

ويرى كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد تيم ووتر أنه وعلى المدى القصير، يواجه الذهب بعض التحديات؛ نظرًا إلى الجدول الزمني المتأخر المحتمل لخفض أسعار الفائدة.

وقال ووتر: "إذا ظلت أسعار الذهب في نطاق 2200 إلى 2350 دولارا، فسيكون المعدن الثمين في وضع جيد للاستفادة من أي تراجع محتمل بالبيانات الكلية الأميركية خلال الأرباع المقبلة".

وأضاف ووتر: "اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال المدة من 30 أبريل إلى 1 مايو وبيانات الوظائف غير الزراعية أمر أساسي للأسواق هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستقر عند 5.25% إلى 5.5%".

وقال ووتر: "إذا سمعنا ميلا متشددا من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع إلى جانب فقد تواجه أسعار الذهب اختبارا لبعض مستويات الدعم الرئيسة على الجانب السلبي".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com