شهية المخاطر تُؤجل كسر الذهب لحاجز الـ 2100 دولار
مع أنه بدد جانبًا من مكاسبه أمس الثلاثاء، إلا أن ارتفاعات الذهب صوب المستويات القياسية التي سجلها نهاية العام الماضي ما تزال قائمة، في ظل حالة من التردد التي تسيطر على شهية المخاطر التي باتت حبيسة لتوقعات أسعار الفائدة من جانب، والتوترات الجيوسياسة التي تشهد تصاعدًا مقلقًا من جانب آخر.
وفي غضون ذلك تحوم أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء بالقرب من مستويات أمس الثلاثاء، والتي تأتي مع ارتفاع غير مبرر للدولار الأميركي.
بيانات هامة
وأظهرت بيانات إس آند بي غلوبال انكماش النشاط الصناعي في الولايات المتحدة خلال ديسمبر بأسرع وتيرة منذ شهر أغسطس 2023.
ومن شأن تلك البيانات أن تغذي التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في مارس المقبل حتى لا يبدد الفيدرالي الأميركي مكاسب الهبوط السلس الذي قد يتحول لهبوط وعر.
الذهب الآن
تحوم العقود الآجلة للمعدن الأصفر -تسليم فبراير- عند مستويات 2073.5 دولارًا للأوقية، خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء.
وفي المقابل تشهد الأسعار الفورية للذهب زخمًا أكبر، حيث زادت العقود الفورية بحوالي 0.4% أو ما يعادل 8 دولارات، وصولا إلى مستويات 2065.6 دولارًا للأوقية.
الذهب أمس
زادت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير قليلا بحوالي 0.1% ما يعادل نحو 1.6 دولارًا، وصولًا إلى مستويات 2073.40 دولارًا للأوقية.
وزادت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.6% إلى 2079 دولارًا للأوقية، بمكاسب بلغت حوالي 12 دولار.
وشهدت أسعار الذهب في 2023 تسجيل مكاسب قوية بنسبة في حدود 13.4%، أو ما يعادل 245.6 دولارًا.
اقر أيضًا- 2024 خطوة إماراتية جديدة صوب نادي التريليون دولار
شهية المخاطر
وضعفت تحركات شهية المخاطرة مع تراجع معنويات المستثمرين للمخاطرة تجاه مختلف الأصول والسلع، واتجهت لاقتناء أوجه الملاذ الآمن مثل الذهب والسندات.
وجاء العزوف الشديد عن المخاطرة مدفوعا بتصاعد حدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط وتزايد احتمالات اتساع دائرة الصراع.
وأبحرت سفينة إيرانية بالبحر الأحمر أول أمس الاثنين، في إشارة لاحتمال اشتعال العمليات الهجومية التي يشنها الحوثيون بالمنطقة في الفترة الأخيرة.
وفي الوقت ذاته أعلنت الولايات المتحدة عن صد طائراتها هجوما جديدا استهدف سفينة تابعة لشركة ميرسك الدنماركية.
اتجاه صاعد
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا: "ما يزال الاتجاه الصعودي على المدى القصير للذهب قائمًا فوق مستوى الدعم الرئيسِ البالغ 2017 دولارًا للأوقية".
وأضاف وونغ: "كان هناك تغيير في اللهجة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر، لذا سيبحث المتداولون عن مزيد من الوضوح بشأن هذا الميل الحذر".
وتابع وونغ: "أدت الآمال بأن البنك الفيدرالي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من مارس إلى زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن".
بيانات مهمة
ولفت المحلل الفني للذهب وانغ تاو إلى أن المستثمرين سيركزون على فرص العمل في الولايات المتحدة والوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر لاستبيان مسار سعر الفائدة الفيدرالي.
وعلى الصعيد الفني، قد يعيد الذهب الفوري اختبار الدعم عند 2062 دولارًا للأوقية، والاختراق أدناه قد يفتح الطريق نحو 2053 دولارًا، وفقًا لوانغ تاو.
تسعير الأسواق
وفقًا لبيانات فيد ووتش فقد زادت رهانات الأسواق على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يقترب من خفض أسعار الفائدة في أعقاب بيانات التضخم الأخيرة.
وكشف تسعير الأسواق وفقًا لفيد ووتش عن قيام المتداولين الآن بتسعير نسبة 88% فرصة لتخفيف السياسة النقدية في مارس المقبل.
وقال رئيس قسم الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف: "تشكل مخاطر إعادة التمويل تهديدًا قويًا للاستقرار المالي؛ حيث تحد الفائدة المرتفعة من نمو الاقتصاد".
وأضاف إيليا سبيفاك: "إذا كشفت البيانات عن تباطؤ اقتصاد أميركا فإن الفيدرالي سيكون مجبرًا على زيادة التحفيز على عجل عبر خفض الفائدة ما يؤدي إلى تسارع ارتفاع أسعار الذهب".