وأظهرت بيانات، اليوم الجمعة، صدرت عن Caixin Insight Group التابعة إلى S&P Global أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin في الصين سجل نموا خلال شهر أغسطس على النقيض من التوقعات.
وتأتي تلك البيانات التي كشفت اليوم عن نمو مؤشر مديري المشتريات الصيني لأعلى مستوى منذ يوليو 2021، على النقيض من البيانات التي صدرت أمس عن مكتب الإحصاء الصيني والتي كشفت عن استمرار الانكماش للشره الخامس على التوالي.
ووفقا للبيانات، فقد سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin في الصين نموا عند 51.0 نقطة خلال أغسطس.
وجاءت تلك القراءة بما يخالف توقعات الأسواق التي رجحت تعميق المؤشر لانكماشه إلى مستوى 49 نقطة، أي دون مستويات الحياد.
وتأتي القراءة الأخيرة لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin أعلى من القراءة الفعلية في يوليو والتي كشفت عن انكماش إلى 49.2 نقطة.
يتم حساب مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من خلال استطلاع لحوالي 500 مدير مشتريات، لتقييم ظروف العمل، والتوظيف والإنتاج والطلبات الجديدة والأسعار وتسليم الموردين والمخزونات.
ويعتبر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin في الصين مؤشرا رئيسيا للقوة الاقتصادية وتفاعل الشركات بسرعة مع ظروف السوق.
وتشير القراءة التي تفوق مستويات الحياد عند 50 نقطة إلى توسع القطاع التصنيعي، وفي المقابل تدل القراءة دون مستويات الــ50 على حدوث انكماش اقتصادي.
وفي غضون ذلك، أشار وانغ تشي، الخبير الاقتصادي في مجموعة Caixin Insight Group إلى ارتفاع تكاليف المدخلات للمرة الأولى منذ فبراير.
وقال الخبير الاقتصادي في مجموعة Caixin Insight Group : "لقد تحسنت ظروف التشغيل والعمليات لدى المصنعين داخل الصين في أغسطس".
وفي الوقت ذاته، لفت وانغ تشي إلى حدوث زيادات جديدة في الإنتاج والأعمال، تزامنًا وعودة العمالة إلى النمو.
وأشار تشي إلى أن الارتفاع الطفيف في الأسعار قد خفف من ضغوط الانكماش، وأن الخدمات اللوجستية ظلت سلسة خلال أغسطس الماضي.
ولفت الخبير الاقتصادي في مجموعة Caixin Insight Group إلى انخفاض مخزون المواد الخام، في إشارة إلى بوادر للتعافي الصناعي مع تمسك المصنعون بتفاؤلهم، وإن كان ذلك محدودا إلى حد ما.
وقال تشي: "بالنظر إلى المستقبل من المرجح أن تنحسر التأثيرات الموسمية تدريجيا، لكن المشكلة الأساسية لا تزال هي عدم كفاية الطلب الداخلي وضعف التوقعات التي قد تشكل حلقة مفرغة لفترة أطول من الزمن.
ولفت تشي إلى أن اقتصاد الصين خطر الإخفاق في تحقيق هدف النمو، مع استمرار سعى المسؤولين لمكافحة التعثر في قطاع العقارات وضعف إنفاق المستهلكين وتراجع نمو الائتمان.
وصدرت أمس بيانات رسمية كشفت عن استمرار انكماش قطاع التصنيع الصيني، حيث جاء للشهر الخامس على التوالي دون مستويات الحياد عند 50 نقطة.
ووفقًا لبيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين الصادر عن الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات (CFLP)، ومركز الصين للتسويق (CLIC) فإنه لا يزال القطاع غير قادر على التعافي والوصول إلى معدلات النمو.
وأظهر مسح رسمي أمس الخميس انكماش نشاط الصناعات التحويلية في الصين للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، مما يؤدي لاستمرار الضغط على المسؤولين لتعزيز النمو الاقتصادي وسط طلب ضعيف في الداخل والخارج.
وعلى الجانب المشرق، عادت الطلبيات الجديدة إلى الارتفاع للمرة الأولى منذ خمسة أشهر وأشار أصحاب المصانع إلى أن أسعار المنتجين تتحسن للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، لكن قطاع الخدمات واسع النطاق ظل في الاتجاه النزولي.
وانكمش المؤشر الفرعي لطلبات التصدير الجديدة للشهر السادس على التوالي في الصين دون توقعات الأسواق.
بينما انخفض مؤشر مديري المشتريات في القطاعات غير التصنيعية، الذي يتضمن مؤشرين فرعيين لنشاط قطاعي الخدمات والبناء، إلى 51.0 من 51.5 في يوليو .
جاء ذلك بقيادة التراجع المستمر في نشاط الخدمات، في حين ارتفع مؤشر مديري المشتريات المجمع، الذي يشمل النشاط التصنيعي وغير التصنيعي، إلى 51.3 من 51.1 نقطة.
وفقًا لما ذكره أنتوني ساجليمبيني، كبير استراتيجيي السوق في Ameriprise يرغب المتداولون في رؤية أرقام اقتصادية تشير إلى أن النشاط الاقتصاد في الصين ينمو بالفعل.
وفي غضون ذلك قال نيو تشونباو، مدير صندوق في Wanji Asset Management: "إن السياسات والخطط المقترحة لن تكون كافية لتعويض القلق الأوسع بشأن الاقتصاد الصيني".
وأضاف نيو: "مفتاح رفع معنويات السوق هو إنقاذ الاقتصاد، وسوق العقارات هو الأساس والخطوة الأولى".
وأكد مدير صندوق في Wanji Asset Management أن السوق تفتقر إلى الثقة لأن المستثمرين لا يرون تدابير ملموسة لإصلاح الاقتصاد المتباطئ.