وتأتي خسائر المعدن الأصفر مع عودة قوة الدولار الأميركي بفعل التصريحات الأكثر تشددًا من جانب مسؤولي الفيدرالي الأميركي في الأيام القليلة الماضية.
ويزيد ارتفاع الدولار من تكلفة شراء وحيازة السبائك الذهبية على المستثمرين بالعملات الأخرى وهو ما يمثل رياحًا عكسية لارتفاع المعدن الأصفر.
وهبط العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء باكثر من 1% ليفقد الذهب حوالي 22 دولار، نزولًا إلى مستويات 1955.8 دولار للاوقية.
وتعد المستويات الحالية هى الادنى للذهي في نحو شهرين، بينما توسع خسائر الذهب باكثر من 130 دولار نزولًا من ذروته التاريخية عند مستويا 2085.4 دولار.
وفي غضون ذلك هبط سعر العقود الفورية للذهب XAU/USD بأكثر من 0.9% أو ما يعادل 17 دولار في الاوقية نزولًا إلى مستويات 1955 دولار.
اقرأ أيضًا..
هبوط جماعي.. سلبية البيانات تعصف بأسواق أوروبا
وفي غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى أعلى مستوياته في نحو 9 أسابيع وتحديدًا منذ منتصف مارس الماضي.
وزاد مؤشر الدولار الرئيسي خلال تعاملات اليوم إلى مستويات 103.6 نقطة مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بارتفاع في حدود 0.45%.
وقالت تينا تنغ، محللة السوق لدى سي.إم.سي ماركتس: "إن الأسواق تتوقع إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة أعلى لفترة أطول".
وأضافت محللة السوق لدى سي.إم.سي ماركتس: "لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة قريبا، التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى بكثير من المستهدف ".
وتتأثر معنويات المستثمرين بالمخاوف المرتبطة باقتراب الموعد النهائي الخاص بسقف الدين في الولايات المتحدة، وهو ما قوض الإقبال على المعدن الأصفر.
وقال عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد: "الفيدرالي الأميركي يريد محاربة التضخم في ظل سوق العمل الذي لا يزال قويًا".
وأضاف عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس: "سعر الفائدة يجب أن يرتفع أكثر هذا العام، ولا مانع من الرفع بواقع 50 نقطة أساس".
وقال بولارد: "احتمالات الركود مبالغ فيها، بيد ان هذا لا ينفي أن اتجاه النمو من المتوقع أن يكون بطيئا نسبيا لبقية هذا العام وحتى عام 2024".
وأضاف بولارد: "لا يزال نمو الوظائف أعلى من الاتجاه، وفي غضون ذلك تبقى المقاييس الأساسية لاتجاه معدل التضخم دون تغير قوي في الأشهر الأخيرة".
اقرأ أيضًا..
انتكاسة الرابح الوحيد.. الأسواق الآسيوية تواصل النزيف
وفي غضون ذلك، قال عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية مينيابوليس، نيل كاشكاري: "ليس هناك ما يضمن حتى الآن أن الفيدرالي الأميركي لن يقوم برفع الفائدة باجتماعه المقبل في يونيو".
وأضاف عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية مينيابوليس: "قد يتوجب على الفيدرالي الوصول بسعر الفائدة النهائي إلى 6%، لكن هذا لا يزال غير واضح حتى الآن".
وقال كاشكاري: "لا أرى دليلا حتى الآن على أن الضغوط المصرفية تقوم بعمل الفيدرالي الأميركي بشأن خفض التضخم، حيث سعرت الأسواق تلك برفع للفائدة في حدود 25 نقطة أساس".
وأضاف كاشكاري:"هناك دلائل على أن أزمة القطاع المصرفي قد بدأت بالظهور مرة أخرى في بعض الولايات، مشيرا إلى أنها قد بدأت بالظهور بشكل صغير ببنوك ولاية مينيابوليس".
ويتوقع استراتيجيو بنك يو بي إس ارتفاع أسعار الذهب إلى 2100 دولار للأوقية بنهاية 2023، وإلى حوالي 2200 دولار للأوقية بنهاية مارس 2024.
وأرجع محللو البنك توقعات الارتفاع إلى استمرار قوة الطلب من جانب البنوك المركزية على الذهب خلال 2023.
وتوقع محللو يو بي إس ان تشتري البنوك المركزية 700 طن هذا العام، وهو ما يعزز صعود المعدن الأصفر خلال العام الجاري.
جنبًا إلى جنب، توقع محللو البنك استمرار الاتجاه الصعودي للذهب مع استمرار تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتضخم.
اقرأ أيضًا..