الدولار يهبط.. هل نفد صبر الفيدرالي؟

قبل ساعات من صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي تترقبه الأسواق، تخلى الدولار عن مستويات دعم رئيسة ومهمة خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، وذلك بفعل رهانات المضاربين على تخلي بنك الفيدرالي الأميركي عن سياسته النقدية المتشددة والتحول إلى التيسير النقدي.

ورغم تراجع الدولار الأميركي إلا أنه لا يزال بالقرب من ذروة 3 أشهر، إلا أن الرهانات على تحرك مبكر لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يبدو أنها لا تزال قائمة وإن كانت محدودة.

وتترقب الأسواق محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية المفتوح، والذي يكشف تفاصيل قرار أسعار الفائدة وموقف وتوجهات الأعضاء ومدى الانقسام أو الاتفاق بينهم.

الدولار الآن

وخلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، شوهد مؤشر الدولار دون مستويات الدعم عند الـ 104 نقاط مقابل سلة من العملات الرئيسة.

ويتأرجح مؤشر الدولار الأميركي خلال تعاملات اليوم بين مستويات 104.09 نقاط ومستويات 103.95 نقاط.

اقرأ أيضًا- "فيتو" أميركي قد يشعل أسعار النفط

العملات الرئيسة

وتسجل العملات الرئيسة ارتفاعات هامشية بعدما ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة عند مستويات 1.0814 دولار.

وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.09% عند مستويات 1.2633 دولار، وزاد الدولار الأسترالي بالوتيرة الأكبر 0.3% عند مستويات 0.6567 دولار.

بينما يقف الين الياباني عند مستويات 150 ينًا للدولار، مرتفعًا بنسبة 0.01% بفضل آمال تخلي المركزي الياباني عن سياسته التيسيرية المتبعة منذ يناير 2016.

ما الذي يقود الأسواق؟

وقال ديك مولاركي، العضو المنتدب لشركة إس.إل.سي مانجمنت في بوسطن: "تدعم القراءة الأخيرة للتضخم قرار المركزي الأميركي بمواصلة انتظار مزيد من التأكيدات على احتواء التضخم بنحو جيد".

وأضاف مولاركي: "الرسالة الرئيسة من مؤشر أسعار المستهلكين هي أنه يتباطأ ولكن أقل من المتوقع؛ وهو ما يقود إلى تأجيل الخفض" في الفائدة الرئيسة التي لا تزال عند مستوى 5.5%.

ويرى سكايلر ويناند، كبير مسؤولي الاستثمار في ريجان كابيتال أن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأقوى من المتوقع قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في ريجان كابيتال: "قد يتأخر رفع الفائدة إلى ما بعد مايو ويونيو، وهو الوقت الذي تتوقع فيه السوق أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي التخفيض".

تحذيرات فيدرالية

ويراهن المضاربون على هبوط الدولار بظهور علامات أو إشارات على تخلى الفيدرالي عن سياسته المتشددة في وقت مبكر بعد العديد من التصريحات الفيدرالية.

وحذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، من تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لمدة طويلة نظرًا لتداعيات التأخير السيئة على الاقتصاد.

بينما أكد عضو الفيدرالي الأميركي السابق جيمس بولارد أن خفض أسعار الفائدة بشهر مارس سيكون خطوة وقائية لمنع المستوى الحالي لمعدلات الفائدة من تقليص النشاط الاقتصادي للبلاد بوقت لاحق من هذا العام.

اقرأ أيضًا- لماذا تهتم الأسواق بمحضر اجتماع الفيدرالي؟

تصريحات عكسية

ومقابل الأصوات التي تنادي بخفض الفائدة في اجتماع مارس، هناك العديد من الأصوات داخل البنك تنادي بالعكس من ذلك وعدم التسرع في اتخاذ القرار.

ويرى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا، رافائيل بوستيك أنه من المناسب قيام الفيدرالي الأميركي بخفض سعر الفائدة في فصل الصيف المقبل.

بينما أكد رئيس الفيدرالي عن ولاية ريتشموند، توماس باركين، أن البيانات الاقتصادية الصادرة عن التضخم لشهر يناير كانت فوضوية وغير جيدة على الإطلاق.

وفي الوقت ذاته قالت رئيسة الفيدرالي الأميركي في سانت لويس، ماري دالي: "لا يزال أمام الفيدرالي الكثير من العمل للقيام به، والسياسة النقدية في مكان جيد الآن".

تسعير الأسواق

ووفقًا لأداة تتبع أسعار الفائدة من فيد ووتش، ترى الأسواق أن هناك فرصة بنسبة 10% فقط لخفض أسعار الفائدة في شهر مارس.

كما تكشف أداة متابعة الفائدة الأميركية أن الأسواق لا ترى سوى فرصة بنسبة 33% لخفض الفائدة في مايو.

بينما لا تزال الأسواق تسعر بأن هناك توقعات قوية بأن البنك الفيدرالي الأميركي قد يبدأ في تخفيض أسعار الفائدة في يونيو.

اقرأ أيضًا- تحول شهية المخاطر ينقذ أسعار الذهب