يرى هاوارد ماركس، الشريك المؤسس لشركة «أوك تري كابيتال» أن الأسهم الأميركية، وخاصة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بدت مرتفعة الثمن تاريخياً مع بداية العام. ورغم التراجعات التي حدثت بفعل مخاوف الحرب التجارية، فقد عاودت الأسواق الصعود إلى مستويات قياسية جديدة. لكن، ورغم أن الرسوم الجمركية لم تكن بالحدة المتوقعة، فإنها تظل أسوأ مما كانت عليه الأوضاع سابقاً.
يضاف إلى ذلك استمرار الضغوط التضخمية، وعدم وضوح موقف السياسة النقدية، وتزايد الشكوك حول مصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق. باختصار، يرى ماركس أن «جاذبية الاستثمار في الأسهم الأميركية اليوم أقل مما كانت عليه في نهاية العام الماضي ـ وحتى حينها لم تكن جذابة بما يكفي».
ويضيف لوكالة بلومبرغ أن عودة ظاهرة «أسهم الميم» مؤشر على بروز نزعة مضاربية أكثر حدة.
ويُعَدّ هاوارد ماركس، من أبرز الأصوات الموثوقة في تقديم رؤى استثمارية مبسّطة. ويوضح بجلاء الفرق بين «السعر» و«القيمة»، ويحلل العوامل التي تدفع كلاً منهما. وبحسب ماركس، يمكن منح المستثمر المبتدئ فهماً عملياً يفوق ما تقدمه كتب النظريات.
تغذي التفاؤل الحالي لدى المستثمرين قناعة راسخة بأن استراتيجية «الشراء عند الهبوط» أثبتت نجاحها مراراً في السوق الأميركية، ما عزز فكرة أنه «لا بديل» عن الأسهم الأميركية. كما أن صعود الذكاء الاصطناعي أصبح القصة الكبرى التي تُعلّق عليها آمال النمو، بغض النظر عن تفاصيلها الفعلية.
يشدد ماركس على أن ارتفاع التقييمات لا يعني بالضرورة هبوطاً وشيكاً، لكنه يدعو إلى تقليص المراكز «الهجومية» وزيادة الأصول الدفاعية. وبرغم أنه لم يحدد ماهية هذه الأصول، فإن المنطق يشير إلى أن الأصول الأرخص نسبياً أكثر دفاعية، لكونها تستوعب الأخبار السلبية بشكل أفضل من الأصول مرتفعة الثمن.
وفي هذا السياق، يرى مايكل هارتنت من «بنك أوف أميركا» أن هبوطاً جديداً قد يكون وشيكاً، وربما يبدأ عقب اجتماع «جاكسون هول» إذا جاء خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أقل تشدداً مما تتوقعه الأسواق، وهو ما قد يدفع المستثمرين إلى «بيع الخبر».
رغم أن توقيت الهبوط صعب التنبؤ به، فإن توصيات هارتنت وفريقه تميل إلى تفضيل الأسهم الدولية على نظيرتها الأميركية، مع تعزيز المراكز في الذهب والسلع وأصول الأسواق الناشئة، بل وحتى العملات الرقمية، باعتبارها مستفيداً محتملاً من ضعف الدولار ومخاطر التضخم.