بارونز
بارونز

استثمارات 2024: أسواق الهند وأميركا اللاتينية أفضل الخيارات

قدم خبير اقتصادي مخضرم نصيحة استثمارية نموذجية في نهاية العام، وهي تقليص ممتلكات الأسهم الفائزة لهذا العام، وشراء المزيد من الأسهم الخاسرة، ولكن مع ذلك يرى أن الارتفاع قد لا يكون انتهى بالنسبة لبعض الأسواق الصاعدة هذا العام.

وفي مذكرة للعملاء يوم الاثنين، توقع لويس فنست جيف، الشريك المؤسس لشركة جافيكال للأبحاث، تحقيق المزيد من المكاسب لأسهم وسندات أميركا اللاتينية، والأسهم اليابانية، واليورانيوم والذهب.

وفي الوقت نفسه، قال إن أسهم أبل وأمازون وألفابيت وميتا بلاتفورم ونيفادا ومايكروسوفت وتسلا، قد تفقد قوتها.

وأوضح أن أسهم Magnificent Seven وهي الأسهم السبعة السابقة، التي تضاعفت هذا العام، أصبحت مملوكة على نطاق واسع للغاية لأنها تفوقت على مؤشر MSCI العالمي خلال 9 من الـ10 سنوات الماضية.

وقال جيف إن الأسهم الفردية تتراوح بين الأسعار الكاملة إلى باهظة الثمن للغاية.

لأي حال استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة فمن المرجح أن تعاني الأصول الأكثر شعبية
لويس فنست جيف - الشريك المؤسس لشركة جافيكال للأبحاث
خطط الفيدرالي والأصول

وقال جيف إنه في حال استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، فمن المرجح أن تعاني الأصول الأكثر شعبية، مما سيجعلها أكثر عرضة للانخفاض، وفي حال تراجعت الأسواق على نطاق واسع فإن التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة من شأنها أن تضع الدولار في أزمة، ما يجعل الأسهم الأجنبية أكثر جاذبية.

الأسواق الهندية

وقد تتألق الأسهم الهندية أيضاً في حال ضعف الدولار، على الرغم من أنها بدأت بالفعل في تحقيق مكاسب هائلة، وحوّل المستثمرين الذين يبحثون عن بديل للصين في محافظهم الاستثمارية انتباههم إلى هناك، خاصة بعد التوقعات القوية للنمو الاقتصادي في الهند.

وقد استثمرت الحكومة بقوة في البنية التحتية، مما زاد من جاذبية البلاد كموقع للشركات التي ترغب في تنويع مصادر إمداداتها.

وقد أدت واردات النفط الرخيصة من روسيا إلى جعل الحكومة أقوى من الناحية المالية، في حين أن التنافس المتفاقم بين الولايات المتحدة والصين أعطى نيودلهي المزيد من النفوذ على المستوى الدولي.

ويقول الاستراتيجيون في شركة نيد ديفيس للأبحاث إنه مع تباعد الآفاق الاقتصادية للهند والصين، مع نمو أسرع في الأولى وأداء متعثر في الأخيرة، فإن أوزان البلدين في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة تتقارب. وانخفض وزن الصين من 40% في أواخر عام 2020 إلى 27%، بينما تغير وزن الهند من 10% في عام 2020 إلى 17%.

ويجادل الاستراتيجيون بأن هذا التحول يمنح مؤشر MSCI للأسواق الناشئة فرصة أفضل للتفوق على مؤشرات السوق الأخرى، خاصة إذا تجاوزت الهند وزن الصين.

ويدرك جيف كل ذلك، قائلا إنه في حين أن العوامل الكامنة وراء التفاؤل بشأن الأسهم الهندية "مقنعة"، فإن خمس سنوات من الأداء المتفوق مقابل معظم الأسواق جعلت الأسهم الهندية باهظة الثمن.

وقال إنه مع تحسن أداء الأسواق الأخرى، بما في ذلك المكاسب المرتبطة بالانتعاش الاقتصادي المحتمل في الصين العام المقبل، فقد يقوم المستثمرون بإعادة تخصيص بعض ممتلكاتهم في الهند.

العوامل الكامنة وراء التفاؤل بشأن الأسهم الهندية "مقنعة"
لويس فنست جيف - الشريك المؤسس لشركة جافيكال للأبحاث
أسواق أميركا اللاتينية

وتعد أسواق أميركا اللاتينية أحد المجالات التي يرى جيف فيها فرصًا لتحقيق المزيد من المكاسب وهو ما يمثل دفعة محتملة لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة. لم يتزاحم المستثمرون في أسواق الأسهم في المنطقة، مما جعلها غير مكلفة حتى مع سحق الأسهم المكسيكية للعائدات في الولايات المتحدة منذ أبريل 2020، ومواكبة البرازيل للأسهم في الولايات المتحدة.

وينبع جزء من القوة من حقيقة أن محافظي البنوك المركزية في ذلك الجزء من العالم تصرفوا بسرعة عندما اكتشفوا التضخم بعد الوباء، وهذا يضعهم في صدارة تشديد السياسة النقدية العدواني من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والذي ضرب الأسهم الأميركية في عام 2022 وجزء كبير من هذا العام، مما سمح لأسواق أمريكا اللاتينية بالتغلب على زيادات أسعار الفائدة التي أقرها بنك الاحتياطي الفيدرالي دون ألم يذكر نسبيا.

وارتفع صندوق iShares J.P. Morgan USD Emerging Markets Bond ETF، الذي خصص للمنطقة حوالي 30%، بنسبة 7.6% خلال العام الماضي.

وارتفع صندوق iShares Latin America 40 ETF بنسبة 34% خلال العام الماضي. لكن على الرغم من المكاسب، يرى جيف المزيد من الاتجاه الصعودي.

وكتب جيف: "لا تزال سندات وأسهم أميركا اللاتينية ذات قيمة جذابة ومملوكة بالقدر الكافي على نطاق واسع من قبل المستثمرين الأجانب".

وتابع: "مع استمرار التضخم، فإن احتمال انخفاض أسعار الفائدة قوي. وهناك عدد قليل من العوامل القوية لإعادة تصنيف سوق الأسهم مثل مزيج من النمو الاقتصادي اللائق وانخفاض أسعار الفائدة".

أسهم أميركا اللاتينية ذات قيمة جذابة ومملوكة بالقدر الكافي على نطاق واسع
لويس فنست جيف - الشريك المؤسس لشركة جافيكال للأبحاث
الأسهم اليابانية

وكانت اليابان أيضًا في سوق صاعدة حيث خرجت من الانكماش الذي ابتلي به اقتصادها لعقود من الزمن.

وعاد مؤشر نيكاي 225 إلى ما فوق 30 ألف نقطة، وهو مستوى شوهد آخر مرة في عام 1989، ولكن يبدو أن القليل من المستثمرين لاحظوا ذلك، نظراً لانخفاض مخصصاتهم من الأموال للبلاد. وقال جيف أن تقييمات الأسهم "متساهلة" ولا يزال الين رخيصا، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في ربحية الشركات اليابانية.

وإذا غرق العالم في تباطؤ اقتصادي عالمي، فإن أسواق اليابان ستكون معرضة للخطر لأن البلاد لديها الكثير من الشركات الصناعية والتصنيعية المعرضة نسبياً للدورة الاقتصادية. لكن جيف يعتقد أن الشركات اليابانية ستكون في وضع جيد إذا تركز النمو الاقتصادي العالمي خلال العقد المقبل على آسيا وأوروبا، حيث سيؤدي التنافس بين الولايات المتحدة والصين إلى تغيير النظام العالمي. وأضاف أن اليابان يمكن أن تتمتع أيضًا بطفرة في السياحة حيث يبحث المسافرون عن أماكن نظيفة وآمنة ورخيصة للزيارة.

تراجع الين من شأنه أن يساعد في ربحية الشركات اليابانية
لويس فنست جيف - الشريك المؤسس لشركة جافيكال للأبحاث
الذهب

ويرى جيف أيضاً أن الذهب اختيار شائع لعام 2024، حيث إنه ومنذ عام 2015 تفوق الذهب على سندات الخزانة الأميركية باستمرار.

وتدعم وجهة نظر جيف المتفائلة بشأن الأسواق الناشئة المزيد من المكاسب في الذهب، حيث يميل الطلب على الذهب في الاقتصادات النامية إلى أن يكون أقوى لأسباب الشكوك حول سياسات الحكومات والبنوك.

وبالإضافة إلى ذلك لا يبدو أن عمال مناجم الذهب على وشك زيادة الإنتاج بشكل ملموس، وأضاف جيف أن أسعار الأسهم الضعيفة ثبطت عزيمة الشركات عن التوسع، وخاصة وأن الإنفاق الرأسمالي السابق لم يحقق نتائج ممتازة.

وليس جيف فقط من هو متفائل بشأن الذهب، ففي مذكرة حديثة للعملاء، وصف إحسان خومان رئيس أبحاث الأسواق الناشئة في مجموعة ميتسوبيشي يو إف جي المالية اليابانية الذهب بأنه الدعو الأكثر تفاؤلاً للفريق لعام 2024.

ويتوقع الفريق أن يصل الذهب إلى مستوى قياسي، مدفوعاً بتخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية، والطلب من الولايات المتحدة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com