رغم «الصفقة».. اليابان تكتوي بنار التعريفات

لم يسلم اقتصاد اليابان، رابع أكبر اقتصاد في العالم، من نيران وتداعيات حملة ترامب الشعواء للتعريقات الجمركية والرسوم المتبادلة، وحتى مع توقيع طوكيو وواشنطن صفقة تجارية وصفها ترامب بالأكبر بين البلدين إذ تستثمر فيها اليابان أكثر من 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلا أن تبعات التعريفات التي لم تطبق أكثر من شهرين بدأت آثارها في الظهور.

وفقاً لبيانات إدارة الجمارك اليابانية التي صدرت صباح اليوم الأربعاء، انخفضت صادرات اليابان بنسبة 2.6% في يوليو مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر انخفاض لها منذ فبراير 2021، مع انخفاض الشحنات إلى أكبر أسواقها - الولايات المتحدة والصين.

أكثر حدة

جاء الانخفاض في الصادرات أكثر حدة من الانكماش البالغ 2.1% الذي توقعه خبراء الاقتصاد، ومقابل انخفاض لم يتجاوز 00.5% في الشهر السابق.

في الوقت ذاته أظهرت بيانات الجمارك اليابانية، أن الصادرات إلى الولايات المتحدة واصلت انخفاضها أيضاً، حيث تراجعت بنسبة 10.1% في يوليو.

رغم أن آثار الرسوم الجمركية البالغة 15% لن تظهر إلا مع بيانات شهر أغسطس، فقد حذر محللون لدى بنوك عالمية من تأثيرها في الاقتصاد الياباني.

تراجع الواردات

في غضون ذلك أظهرت البيانات التي صدرت اليوم انخفاض الواردات بنسبة 7.5%، وهو ما يقل عن الانخفاض المتوقع بنسبة 10.4%، مقابل نمو بنسبة 0.3%.

وفقاً للبيانات فإن انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة في يوليو، جاء بنسبة أقل بقليل من انخفاض يونيو الذي بلغ 11.4%، وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر سوق للصادرات اليابانية.

كما انخفضت الشحنات إلى الصين ثاني أكبر سوق للصادرات اليابانية بنسبة 3.5% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، لكن الشحنات إلى هونغ كونغ ارتفعت بنسبة 17.7%.

بيانات مهمة

◄ سجل عجز الميزان التجاري (المعدل موسمياً) زيادة تفوق التوقعات ليصل إلى 0.3 تريليون ين، مقابل توقعات بتسجيل 0.07 تريليون ين، ومقابل عجز فعلي في يونيو بقيمة 0.25 تريليون ين.

◄ سجل الميزان التجاري (غير المعدل) 117.5 مليار ين مقابل توقعات بتحقيق فائض بقيمة 196.2 مليار دولار، ومقابل فائض فعلي في يونيو بقيمة 152 مليار دولار.

◄ ارتفعت طلبات الآلآت الممكننة الأساسية في يونيو بنسبة 0.3% مقابل توقعات بانخفاض 0.4% وممقابل انخفاض في مايو بنسبة 0.6%.

◄ على أساس سنوي ارتفعت طلبات الآلآت الممكننة الأساسية بنسبة 7.6% مقابل توقعات بارتفاع بنسبة 0.5% ومقابل زيادة بنسبة 4.4%.

نمو أقوى

جاءت بيانات التجارة الضعيفة بعد أن سجل الاقتصاد الياباني نمواً أقوى من المتوقع في الربع الثاني، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% مقارنة بالربع السابق و1.2% مقارنة بالعام السابق، حيث قادت الصادرات الصافية النمو.

كتب هيروفومي سوزوكي، كبير إستراتيجيي النقد الأجنبي لدى بنك «سوميتومو ميتسوي» في مذكرة: «بعد إصدار الناتج المحلي الإجمالي، إنه في حين كانت الصادرات متقلبة، كان هناك مستوى أعلى من شحنات السيارات في الفترة من أبريل إلى يونيو».

انفجار مصنع

عزا سوزوكي الزيادة إلى تكثيف الشحنات بعد تعافي الإنتاج من حادث وقع في إحدى شركات تصنيع قطع غيار السيارات في مارس الماضي.

يذكر أن انفجاراً وقع في السابع من مارس في مصنع بوسط اليابان يزود أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، تويوتا، بقطع غيار السيارات.

تعريفات ترامب

خُفِّضت الرسوم الجمركية على السيارات من 25% إلى 15% في إطار اتفاقية التجارة اليابانية، إذ تُعَدُّ السيارات من أكبر صادرات اليابان، وتُشكِّل أكبر صادراتها إلى الولايات المتحدة بحلول عام 2024.

وانخفضت قيمة صادرات السيارات التي تشمل السيارات والحافلات والشاحنات- إلى الولايات المتحدة بنسبة 28.4% على أساس سنوي في يوليو، وهو انخفاض أكثر حدة مقارنة بانخفاض بنسبة 26.7% في يونيو.

كما توصلت اليابان إلى اتفاق مع واشنطن في الـ22 من يوليو، والذي أدى إلى خفض ما يسمى بـ«التعريفات الجمركية المتبادلة» إلى 15% من 25% التي هدد بها الرئيس الأميريكي دونالد ترامب في وقت سابق من ذلك الشهر.

ماساتو كويكي، الخبير الاقتصادي الكبير لدى معهد «سومبو بلس» كتب في مذكرة يوم الـ14 من أغسطس: «هناك احتمال لدخول اليابان في حالة ركود، اعتماداً على حجم تأثير التعريفات الجمركية».