تقارير
تقاريررئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول

التضخم يقلب الطاولة.. الذهب يسقط والدولار يتماسك

أسهم وول ستريت تنطلق
تحولت شهية المخاطر لدى المستثمرين عقب صدور بيانات التضخم الأميركي، والتي جاءت أعلى من توقعات الأسواق، في إشارة جديدة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربما يتأخر أكثر فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة، ومع بدء العد التنازلي لاجتماع مارس الجاري باتت الأنظار تتجه صوب بيانات التجزئة وأسعار المنتجين.

وانسحبت البيانات المفاجئة على المعدن الأصفر الذي كان يتداول عند ذروة تاريخية، ليفقد أكثر من 20 دولارًا، مسجلًا التراجع الأول بعد 9 جلسات، بينما منحت الدولار فرصة للبقاء قرب مستويات الدعم عند 103 نقاط.

من شأن أي قراءة تظهر هبوطا في مؤشر أسعار المستهلكين أن تعزز من احتمالات خفض الفائدة مبكرا والعكس صحيح
مات سيمبسون
اجتماع مارس

وينصب تركيز المتداولين الآن على بيانات التجزئة وأسعار المنتجين، التي تأتي قبل اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل، ومع أن الأسواق تستبعد تحول سياسة الفيدرالي، إلا أن الجميع يراقب عن كثب أية إشارات بشأن موعد وعدد مرات تخفيض الفائدة، وفقًا لكبير المحللين لدى سيتي إندكس.

ويرى مات سيمبسون، كبير المحللين لدى سيتي إندكس، أن من شأن أي قراءة تظهر هبوطا في مؤشر أسعار المستهلكين أن تعزز من احتمالات خفض الفائدة مبكرا والعكس صحيح.

وأشار سيمبسون إلى أن بيانات التضخم من المحتمل أن تكون المحرك الأكبر للأسواق هذا الأسبوع بالنظر إلى أن المركزي الأميركي في فترة صمت الآن، قبل اجتماع مارس الجاري.

ويرى محللو كابيتال إيكونوميكس أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كانت شديدة التفاعل مع مفاجآت البيانات السلبية، كما يتضح من التحول السريع لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ديسمبر.

كما قال باول ومسؤولون آخرون في بنك الاحتياطي الفيدرالي إن خفض سعر الفائدة في مارس غير مرجح، إذ تتجه أغلب التوقعات إلى أن يكون الخفض الأول في يونيو.

تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في يونيو إلى نحو 67%
FedWatch
الذهب الآن

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء ينخفض المعدن الأصفر لليوم الثاني على التوالي دون مستويات الذروة التاريخية التي سجلها خلال الأسبوع الماضي قرب الـ 2200 دولار للأوقية.

وتنخفض العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل قرب مستويات الـ 2165 دولارًا بعدما نزلت في وقت سابق إلى مستويات قرب الـ 2160 دولارًا للأوقية بخسائر في حدود 5 دولارات.

بينما نزلت أسعار الذهب في العقود الفورية لتلامس مستويات 2156 دولارا بعدما كانت صعدت إلى مستويات قرب الـ 2161 دولارًا للأوقية، بخسائر في حدود 5 دولارات.

اقرأ أيضًا- اليابان على وشك إنهاء عصر الفائدة السلبية
الدولار الآن

وفي غضون ذلك يحوم مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من 6 عملات رئيسة قرب مستويات الدعم عند 103 نقاط، وقبل صدور البيانات كان الدولار يتحرك قرب مستويات 102.5 نقطة، وهى الأدنى منذ منتصف يناير الماضي.

وفي المقابل تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات مع تقييم المستثمرين لخفض الفيدرالي الفائدة على الأموال مستقبلًا، وفي غضون ذلك نزل العائد على سندات أجل 10 سنوات إلى مستويات 4.138% بتراجع 0.022 نقطة.

سجل التضخم قراءة أكبر من توقعات الأسواق، في إشارة إلى رسوخ الأسعار عند مستويات مرتفعة
مكتب الإحصاء الفيدرالي
تسعير الفائدة الآن

ووفقا لأداة FedWatch، فقد تراجعت نسبة توقع السوق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في يونيو إلى نحو 67% مقابل 71% في وقت سابق من الأسبوع.

ووفقًا لتوقعات المتداولين فإن خفض الفائدة ثلاث مرات يأتي بتوقعات مرتفعة بينما التخفيض الرابع بات أكثر استبعادًا الآن.

وفي مطلع العام الجاري أظهرت آلية تسعير الفائدة، إمكانية حدوث ما يصل إلى سبع تحولات هبوطية في سعر الفائدة النقدية، بينما كانت ترجح الخفض الأول في مارس.

اقرأ أيضًا- رغم رفع تصنيف تركيا.. الليرة تهبط إلى مستوى تاريخي جديد
ماذا حدث؟

وعقب صدور البيانات أمس الثلاثاء تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب عند التسوية مع ظهور عقبة جديدة في طريق آمال المضاربين على خفض وشيك لأسعار الفائدة.

وعند التسوية، انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 1% أو 22.5 دولارًا عند 2166.1 دولارًا للأوقية، وهو ما يعد أول خسارة للمعدن الأصفر في 9 جلسات.

وفي الوقت ذاته ارتفع مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 0.3% متجاوزًا مستويات 103 نقطة.

نما مؤشر أسعار المستهلك السنوي نحو 3.2%، وتأتي قراءة التضخم أعلى من توقعات الأسواق
مكتب الإحصاء الفيدرالي
سوق الأسهم

وانسحبت بيانات التضخم سريعًا على سوق الأسهم التي كانت قد قيمت بالفعل انتهاء دورة التشديد لدى الفيدرالي الأميركي، إذ تحولت شهية المخاطر صوب الملاذات عالية المخاطر مع ظهور موجات بيعية واسعة في الذهب.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6% أو ما يعادل 235 نقطة إلى 39005 نقاط، فيما قفز مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.1% أو 57 نقطة إلى 5175 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.6% أو ما يعادل 246 نقطة إلى 16265 نقطة.

وبنهاية تعاملات أمس ارتفع مؤشر ستوكس يوروب 600 الأوسع نطاقًا بنسبة 1% إلى 506.5 نقاط، وارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 1% إلى 7747 نقطة.

كما ارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.9% إلى أعلى مستوى قياسي جديد عند 8087 نقطة، وصعد داكس الألماني بنسبة 1.3% إلى 17965 نقطة.

اقرأ أيضًا- مع بدء "صمت" الفيدرالي.. بيانات حاسمة خلال ساعات
التضخم العام

ووفقًا لمكتب الإحصاء الأميركي سجل التضخم قراءة أكبر من توقعات الأسواق، في إشارة إلى رسوخ الأسعار عند مستويات مرتفعة، إذ نما مؤشر أسعار المستهلك السنوي نحو 3.2%.

وتأتي قراءة التضخم بأعلى من توقعات توقعات الأسواق التي أشارت لاستقرار التضخم عند مستوى 3.1%، وكانت القراءة السابقة لمؤشر التضخم قد استقرت عند 3.1% خلال يناير الماضي.

وعلى أساس شهري، كشفت البيانات الرسمية عن نمو التضخم الأميركي بنسبة 0.4% في يناير الماضي، بما توافق مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى نمو المؤشر بمقدار 0.4%.

وفي المقابل تأتي القراءة الحالية لبيانات التضخم الشهري أعلى من قراءة يناير السابق التي سجلت نموا بنحو 0.3% بنهاية يناير الماضي.

ارتفع التضخم الأميركي الأساسي بنسبة 0.4% لشهر نوفمبر، بأعلى من توقعات الأسواق التي رجحت تسجيل نسبة 0.3%
مكتب الإحصاء الفيدرالي
التضخم الأساسي

وعلى صعيد بيانات التضخم الأساسي التي يفضلها الفيدرالي الأميركي (لاستبعادها العوامل الأكثر تقلبًا كأسعار الغذاء والطاقة) فقد جاءت هي الأخرى سلبية ومتباينة.

ونما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، إلى مستوى 3.8% على أساس سنوي بنهاية فبراير الماضي.

ويأتي ذلك بأعلى من توقعات الأسواق التي رجحت تباطؤه إلى 3.7%، في حين جاءت القراءة السابقة عند مستوى 3.9% بنهاية يناير الماضي.

وعلى أساس شهري، ارتفع التضخم الأميركي الأساسي بنسبة 0.4% لشهر نوفمبر، بأعلى من توقعات الأسواق التي رجحت تسجيل نسبة 0.3%، في الوقت ذاته سجل نموا بنسبة 0.4% على أساس شهري في يناير الماضي.

بيانات مرتقبة

وسيتحول المتداولون والأسواق إلى مراقبة مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، التي تعد مؤشراً على الإنفاق الاستهلاكي.

وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع ستراقب الأسواق عن كثب بيانات أسعار المنتجين التي توضح اتجاه التضخم في مدخلات الإنتاج، إذ تقيس ارتفاع الأسعار لدى المنتجين.

اقرأ أيضًا- النفط يتحسس طريقه.. بيانات تترقبها الأسواق
اقرأ أيضًا- الذهب يهبط خوفاً.. يقطع سلسلة مكاسب غير مسبوقة

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com