قفز سهم شركة «إنفيديا» أكثر من 3% بعد تفاعل المستثمرين مع نتائجها الفصلية الأخيرة. وقد ارتفع السهم نحو 25% خلال الشهر الماضي، ويقترب مجدداً من تسجيل مستويات قياسية جديدة.
ومن المقرر أن تُعلن شركة «برودكوم» نتائجها الفصلية يوم 5 يونيو، وسط توقعات إيجابية من المحللين. وأشارت «جي بي مورغان» إلى استمرار الطلب القوي على منتجات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة، بما في ذلك الشرائح المصممة حسب الطلب وحلول الشبكات، بالإضافة إلى مؤشرات على استقرار قطاع أشباه الموصلات غير المرتبط بالذكاء الاصطناعي، مثل الخوادم والتخزين والاتصالات اللاسلكية.
رغم المكاسب، بقيت الأسواق في حالة من الترقب بسبب الغموض حول السياسات التجارية للرئيس ترامب، خصوصاً بعد إعلانه عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%.
وأثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن ارتفاع معدلات التضخم في الأشهر المقبلة، في ظل تصاعد التوتر مع بكين، إذ نفت الصين انتهاكها أي اتفاق تجاري، وأكدت أنها ستدافع عن مصالحها.
في غضون ذلك، تحاول إدارة ترامب التوصل إلى اتفاقات تجارية ثنائية، فقد طلبت من الدول تقديم أفضل عروضها التفاوضية بحلول يوم الأربعاء. ومع اقتراب انتهاء فترة التجميد المؤقت للرسوم الجمركية التبادلية في يوليو، تسعى الإدارة الأميركية لتوقيع سلسلة من الاتفاقات، لكن حتى الآن، لا تزال المملكة المتحدة هي الطرف الرئيس الوحيد الذي تم الإعلان عن اتفاق رسمي معه. ووفقاً لـ«رويترز»، فإن الاتحاد الأوروبي لم يتلقَ أي طلب رسمي من واشنطن بهذا الشأن.
يتركز جزء من اهتمام الأسواق أيضاً على تطورات مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق، الذي وصفه ترامب بأنه «أكبر خفض للإنفاق في التاريخ»، رغم التحذيرات من أنه قد يؤدي إلى تفاقم عجز الموازنة وزيادة الدين العام.
ووفقاً لمكتب الميزانية في الكونغرس، من المتوقع أن يضيف المشروع حوالي 3.8 تريليون دولار إلى الدين الفيدرالي البالغ حالياً نحو 36.2 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة. ويأمل الجمهوريون تمرير القانون وتقديمه إلى الرئيس للتوقيع عليه بحلول الرابع من يوليو.
لكن لا تزال هناك خلافات بين الجمهوريين، خصوصاً حول بنود تتعلق ببرنامج «ميديكيد» للرعاية الصحية، إذ يخشى بعضهم من تقليص وصول الفئات منخفضة الدخل إلى البرنامج، رغم تأكيد ترامب أن التعديلات تستهدف فقط الحدّ من الهدر والاحتيال.
أظهرت بيانات «مكتب إحصاءات العمل» تحسناً في سوق العمل، إذ سجل تقرير «الوظائف الشاغرة ودوران العمل» (JOLTS) نحو 7.391 مليون وظيفة شاغرة، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 7.110 مليون وظيفة، وأعلى من قراءة الشهر السابق البالغة 7.200 مليون. وتأتي هذه البيانات قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة.
وفي ما يتعلق بقطاع السيارات، كشفت «فورد» عن زيادة بنسبة 16% في مبيعاتها داخل الولايات المتحدة خلال مايو، بدعم من الطلب القوي على شاحناتها الصغيرة ومركبات «SUV» متعددة الاستخدامات.
ورغم الاضطرابات التجارية، لا يزال الاقتصاد الأميركي يُظهر مؤشرات على الصمود. ومع ذلك، خفضت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي هذا العام إلى 1.6%، مقارنة بتقديرات سابقة عند 2.2%.
في سوق الأرباح الفصلية، أعلنت سلسلة متاجر «دولار جنرال» نتائج فاقت التوقعات من حيث المبيعات والأرباح للربع الأول، ما دفعها إلى رفع توقعاتها للعام المالي كاملاً، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.
كما ارتفع سهم «ساينت جولرز»، أكبر بائع لمجوهرات الألماس في العالم، بعد أن تجاوزت أرباحه الفصلية التوقعات وعدّل توقعاته للسنة المالية 2026 نحو الأعلى.