ضربة إيران و«السحر الثلاثي».. هل تنجو الأسواق من المقصلة؟

يبدو أن سوق الأسهم العالمية قد استقبلت التصريحات الأميركية الأخيرة بمزيد من الراحة، لتحصل على مهلة لالتقاط الأنفاس بعد موجة واسعة من التراجعات ضربت أغلب البورصات الكبرى على وقع ضربة أميركية محتملة لإيران، من شأنها أن تؤجج الصراع المحتدم في الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته سيواجه تجار الخيارات أمراً غير مسبوق، اليوم الجمعة، إذ تنتهي صلاحية الخيارات الشهرية، والذي يأتي بعد يوم واحد من عطلة (جونتينث) التي تكون فيها البورصات الأميركية الرئيسية مغلقة، تزامناً وحالة الخوف الشديد التي تسيطر على شهية المخاطر، بفعل طبول الحرب التي تعلو دقاتها.

جنباً إلى جنب صدرت صباح اليوم، بيانات التضخم في اليابان والتي أظهرت ارتفاعاً للشهر الـ38 على التوالي، كما جاء قرار الفائدة الصادر عن البنك المركزي الصيني متفقاً والتوقعات، إذ أبقى البنك على أسعار الفائدة دون تغير.

صعود جماعي

في غضون ذلك ارتفعت الأسواق الآسيوية في التعاملات الصباحية، اليوم الجمعة، نهاية تعاملات الأسبوع، لتقطع موجة عنيفة من التراجعات، في حين كانت الأسواق الأميركية في عطلة أمس الخميس إلا أن العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسة في وول ستريت سجلت ارتفاعات جماعية خلال تعاملات اليوم.

خلال تعاملات أمس الخميس، اكتست المؤشرات والبورصات العالمية الكبرى جميعها باللون الأحمر، إذ أغلق المؤشرات الرئيسة في آسيا على تراجع جماعي، في حين جاءت تداولات العقود الآميركية الآجلة جميعها على انخفاض تزامناً والخسائر الواسعة التي منيت بها أسواق أوروبا.

◄ ارتفع مؤشر «آسيا داو» الأوسع نطاقا بنسبة 0.7% أو ما يعادل 30 نقطة وصولاً إلى مستويات 4386 نقطة.
◄ انخفض مؤشر «نيكاي 225» الرئيس في اليابان بنسبة 0.01% عند مستويات مستويات 38488 نقطة، بعدما هبط في وقت سابق من التعاملات بأكثر من 0.7%.
◄ تراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا في اليابان 0.3% ما يعادل 8 نقاط وصولاً إلى مستويات 2783 نقطة.
◄ صعد مؤشر«شنغهاي» الرئيس في الصين بنسبة 0.1% أو ما يعادل 3 نقاط وصولاً إلى مستويات 3364 نقطة.
◄ ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» لأسهم الصين في هونغ كونغ بنسبة 1.2% أو ما يعادل 270 نقطة وصولاً إلى مستويات 23229 نقطة.

خلال أسبوعين

هدأت الأسواق نسبياً بعد تصريحات كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، التي قالت في بيان إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أنه سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كان الجيش الأميركي سيتدخل بشكل مباشر في الصراع بين إسرائيل وإيران نظراً لـلفرصة الكبيرة لاستئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي لطهران.

أضافت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض أن ترامب يدرس إمكانية مهاجمة إيران بضرب منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المُحصّنة، والمدفونة تحت جبل، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها بعيدة عن متناول جميع الأسلحة باستثناء القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات. 

طاولة المفاوضات

زاد من طمأنة المتداولين أنباء مبادرة دبلوماسية جديدة قيد التنفيذ، حيث يستعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للسفر اليوم الجمعة إلى جنيف لعقد اجتماعات مع كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ونظرائه من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.

في غضون ذلك دخل الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران يومه الثامن، إذ اندلع يوم الجمعة الماضي بموجة مفاجئة من الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية وكبار الجنرالات وعلماء نوويين إيرانيين في حين ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة.

السحر الثلاثي

في الوقت ذاته من المقرر أن تنتهي اليوم، صلاحية العقود المرتبطة بأكثر من 6 تريليونات دولار من الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة والمؤشرات خلال أحدث انتهاء صلاحية للخيارات «الساحرة الثلاثية» وهو ما قد يكون أكبر مبلغ مسجل، وفقًا لبيانات «سبوت غاما».

وفقاً لبيانات داو جونز التي تعود إلى عام 2000، لم يسبق من قبل أن يأتي حدث انتهاء صلاحية الخيارات الشهرية بعد عطلة الأسواق، على الرغم من وجود أمثلة عديدة حيث حدثت انتهاءات شهرية للخيارات يوم الجمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة.

الهدنة الهشة

وفي محاولة لاستيعاب التوترات والحفاظ على اتفاق تجاري هش أعلنت وزارة التجارة الصينية عن تخفيف ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة، في خطوة أولية على مسار تيسير الوصول لهذه المواد عبر سلاسل التوريد العالمية.

وقالت الوزارة في بيان إنها وافقت على عدد من تراخيص التصدير، لكنها لم توضح العدد تحديداً، أو ما إذا كان يتضمن تراخيص لشركات أميركية.

يأتي ذلك بعدما قررت الصين في أوائل أبريل الماضي تقليص صادرات بعض المعادن النادرة المستخدمة في قطاع صناعة السيارات، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة الرسوم الجمركية الباهظة على كثير من الدول.