logo
أسواق

«السحر الثلاثي».. هل تنهار الأسواق غداً؟

أكثر من 6 تريليونات دولار من الأسهم مهددة بخسائر فادحة

أول مرة بربع قرن تحدث الظاهرة قبل عطلة لـ«وول ستريت»

الضربة الأميركية المحتملة لإيران تؤجج مخاطر تقلب الأسعار

«السحر الثلاثي».. هل تنهار الأسواق غداً؟
متعاملون يراقبون شاشات التداول في بورصة «وول ستريت»، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 27 يناير 2023.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:19 يونيو 2025, 10:13 ص

في الوقت الذي تشهد فيه أسواق الأسهم العالمية حالة من النزوح والعزوف عن المخاطرة في ظل تزايد المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة وانخراطها في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، زادت الطين بلة، حلول موعد ما تعرفه الأسواق بـ«السحر الثلاثي».

يوم غدٍ الجمعة، سيواجه تجار الخيارات أمراً غير مسبوق، إذ تنتهي صلاحية الخيارات الشهرية، والذي يأتي بعد يوم واحد من عطلة (جونتينث) التي تكون فيها البورصات الأميركية الرئيسة مغلقة، تزامنا وحالة الخوف الشديد التي تسيطر على شهية المخاطر، بفعل طبول الحرب التي تعلو دقاتها.

خلال تعاملات اليوم الخميس، اكتست المؤشرات والبورصات العالمية الكبرى جميعها باللون الأحمر، إذ أغلقت المؤشرات الرئيسة في آسيا على تراجع جماعي، بينهما افتتحت أسواق أوروبا التداولات على شاشات يسودها التراجع، في حين جاءت تداولات العقود الأميركية الآجلة جميعها على انخفاض.

ما «السحر الثلاثي»؟

السحر الثلاثي (Triple Witching) هو حدث رئيس في الأسواق المالية، ويعني انتهاء صلاحية خيارات الأسهم والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم وخيارات مؤشرات الأسهم في نفس اليوم، وكثيراً ما يؤدي هذا الحدث إلى زيادة نشاط السوق وحركات أسعار حادة وفقا للبيانات التاريخية.

تحدث هذه الظاهرة أربع مرات في العام، وتحديدا في الجمعة الثالثة من شهر مارس ويونيو وسبتمبر وديسمبر، إلا أن حدث الغد يأتي للمرة الأولى بعد عطلة للأسواق، وفي الوقت ذاته تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران جنبا إلى جنب واحتمالات توجيه الولايات المتحدة لضربة مباشر إلى إيران.

غالباً ما يؤدي انتهاء صلاحية هذه العقود المالية إلى زيادة في حجم التداول وزيادة تقلبات السوق، حيث يقوم المتداولون والمستثمرون المؤسسيون بتعديل أو إغلاق مراكزهم. 

على عكس الاستثمار التقليدي، فإن المشتقات المالية مثل العقود الآجلة والخيارات لها تاريخ انتهاء صلاحية، مما يجعلها أدوات للمضاربة على مدى فترة زمنية محددة.

أمر غير مسبوق

من المقرر أن تنتهي صلاحية العقود المرتبطة بأكثر من 6 تريليونات دولار من الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة والمؤشرات خلال أحدث انتهاء صلاحية للخيارات «الساحرة الثلاثية» وهو ما قد يكون أكبر مبلغ مسجل، وفقًا لبيانات «سبوت غاما».

وفقاً لبيانات داو جونز التي تعود إلى عام 2000، لم يسبق من قبل أن يأتي حدث انتهاء صلاحية الخيارات الشهرية بعد عطلة الأسواق، على الرغم من وجود أمثلة عديدة حيث حدثت انتهاءات شهرية للخيارات يوم الجمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة.

مؤشر التقلبات

مما زاد من حالة عدم اليقين، أن موجة التقلبات الأخيرة الناجمة عن الصراع الإسرائيلي الإيراني دفعت مؤشر التقلب في بورصة شيكاغو التجارية «كوب» (CBOE) إلى ما فوق مستوى 20، وهو مستوى يعادل تقريباً متوسطه طويل الأجل.

يميل ارتفاع التقلبات إلى رفع أقساط التأمين التي يدفعها المتداولون لعقود الخيارات، في حين يعتمد مؤشر التقلب فيكس (VIX) على نشاط الخيارات المرتبطة بمؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

أخبار ذات صلة

البورصات العالمية لم تنجُ.. طبول الحرب تزلزل الأسواق

البورصات العالمية لم تنجُ.. طبول الحرب تزلزل الأسواق

لماذا الخوف؟

من المعروف أن «السحر الثلاثي» يسبب تقلبات كبيرة في السوق بسبب الحجم الكبير للعقود التي تنتهي في نفس اليوم، ويسهم التجار والمؤسسات في تعديل مراكزهم في تقلبات الأسعار التي يمكن أن تقدم فرص الربح وزيادة المخاطر.

قد يختلف سلوك السوق في أيام السحر الثلاثي اعتمادًا على عدة عوامل:

◄ الظروف الاقتصادية الأوسع: قد تؤثر الاتجاهات الاقتصادية الكلية والتقارير المالية على كيفية رد فعل المتداولين على السحر الثلاثي.
◄ معنويات المستثمرين: تلعب نفسية السوق دوراً، حيث قد يصبح بعض المستثمرين أكثر عدوانية أو حذرًا في الاستجابة للنشاط المتزايد.
◄ السيولة وحجم التداول: قد تؤدي أحجام التداول المرتفعة إلى تقلبات في الأسعار، وخاصة في الأسهم ذات الاهتمام المفتوح الكبير في عقود الخيارات.

عدم اليقين

كتب برنت كوتشوبا، مؤسس «سبوت غاما»، في مذكرة إنه توقع في البداية انحسار التقلبات مع حلول عطلة يوم الخميس، وذلك قبل اندلاع الصدام بين إسرائيل وإيران يوم الجمعة الماضي، و«سبوت غاما» شركةً مُزوّدةً للبيانات والتحليلات المتعلقة بسوق الخيارات.

لكن كوتشوبا عدل من توقعاته في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام قائلاً: «قد لا يكون انحسار التقلبات أمراً وارداً بسبب الخلفية الجيوسياسية والتوترات في منطقة الشرق الأوسط».

أخبار ذات صلة

تردد ترامب يُحير الأسواق.. هل تتدخل الولايات المتحدة في الحرب؟

تردد ترامب يُحير الأسواق.. هل تتدخل الولايات المتحدة في الحرب؟

طبول الحرب

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة ورحيله المفاجئ عن قمة مجموعة السبع، إضافة إلى اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي وتحرك القاذفات الأميركية، حالة من الجدل بشأن تدخل الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.

وأبقى ترامب العالم في حيرة من أمره بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية والصاروخية الإيرانية، في الوقت الذي يهرب فيه سكان طهران من منازلهم خلال اليوم السابع من الهجوم الجوي.

قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، وسط حالة الانقسام الأميركي بشأن التدخل المباشر في الحرب: «المؤيدون يحبونني اليوم أكثر مقارنة حتى بوقت الانتخابات، أريد شيئاً واحداً فقط وهو ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً».

ضوء أخضر

في إشارة إلى أن الضوء الأخضر مضاء لتوجيه ضربة لإيران، قال ترامب إن بعض مؤيديه غير سعداء قليلاً الآن، لكنّ آخرين يتفقون معه في أن إيران لا يمكن أن تصبح قوة نووية، وتابع: «أنا لا أريد القتال، لكن إذا كان الخيار بين القتال أو امتلاك سلاح نووي، فعليك أن تفعل ما عليك فعله».

خلال حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، رفض ترامب الإفصاح عن قراره بشأن ما إذا كان سينضم إلى الحملة الإسرائيلية، وقال: «قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل ذلك، أعني، لا أحد يعرف ما الذي سأفعله».

وفقاً لتقارير أميركية أبلغ ترامب، الذي طالب إيران بالاستسلام غير المشروط، كبار مساعديه بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران لكنه يؤجل إصدار أمر نهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC