أنهت الأسواق الأوروبية تعاملات اليوم الثلاثاء على أداء متباين مائل للارتفاع، باستثناء بورصة باريس التي أغلقت على تراجع طفيف، وسط زخم من نتائج الشركات ومجموعة من المؤشرات الاقتصادية التي رسمت صورة مختلطة للوضع الاقتصادي، في حين تراجعت وول ستريت بشكل طفيف في منتصف الجلسة بعد صدور بيانات أميركية ضعيفة.
ففي فرنسا، أغلق مؤشر كاك 40 منخفضاً بنسبة 0.14% ليصل إلى 7,621.04 نقطة، بينما صعد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.16%، وحقق مؤشر داكس الألماني مكاسب بلغت 0.42%.
أما على مستوى المؤشرات الأوروبية الأوسع، فقد سجل يورو ستوكس 50 ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.21%، وارتفع ستوكس 600 بنسبة 0.13%، فيما صعد فوتس يورو فيرست بنسبة 0.12%.
عند إغلاق الأسواق الأوروبية، كانت المؤشرات الأميركية متراجعة رغم بقائها قرب مستويات قياسية، حيث خسر داو جونز 0.23%، وانخفض ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.50%، وتراجع ناسداك بنسبة 0.62%، رغم افتتاح الجلسة على أداء إيجابي.
جاء هذا التراجع في أعقاب صدور بيانات من معهد إدارة التوريدات أظهرت أن نمو قطاع الخدمات الأميركي تباطأ بشكل حاد في يوليو، مع تراجع ملحوظ في مؤشر التوظيف وارتفاع تكاليف المدخلات بأسرع وتيرة منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
وقد أثارت هذه البيانات مخاوف من تباطؤ أوسع للاقتصاد الأميركي، خاصة في ظل ترقب الأسواق لبيانات التوظيف الرسمية لاحقاً هذا الأسبوع.
لم تساعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي شملت تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الدوائية وتلميحات لتغييرات محتملة في قيادات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في تهدئة الأسواق. كما زادت الغموض المحيط بالمفاوضات التجارية الجارية مع الصين.
ورغم أن وول ستريت كانت قد سجلت في جلسة الاثنين أفضل أداء لها منذ 27 مايو، فإنها عادت سريعاً إلى المنطقة الحمراء. في الوقت ذاته، صعد مؤشر التقلبات (VIX) – المعروف بمؤشر الخوف – بنسبة 5.25%، وارتفع عائد السندات الأميركية لأجل عامين إلى 3.72% بعد ثلاث جلسات من التراجع.
في القارة الأوروبية، ورغم أن معظم البيانات الاقتصادية ونتائج الشركات جاءت إيجابية، فإن المستثمرين ظلوا حذرين، مكتفين بتحقيق مكاسب محدودة. وقد تصدر قطاع العقارات الدفاعي والموارد الأساسية قائمة الرابحين على مؤشر ستوكس 600، بارتفاع قدره 0.27% و0.82% على التوالي.
في منطقة اليورو، ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب (PMI) إلى 50.9 في يوليو، في إشارة إلى نمو طفيف في القطاع الخاص.
أما في بريطانيا، فقد شهد قطاع الخدمات أسوأ انخفاض في الطلبات الجديدة منذ نوفمبر 2022، مع أكبر خفض في الوظائف خلال ستة أشهر، رغم بقاء مؤشر الخدمات فوق مستوى التوسع عند 51.8.
أسعار المنتجين (PPI) في منطقة اليورو ارتفعت بنسبة 0.8% في يونيو، متماشية مع التوقعات.
واصلت أسعار النفط الهبوط لليوم الرابع على التوالي، بعد إعلان أوبك+ عن زيادة في الإنتاج، واستمرار المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي.
في سياق متصل، صعّد ترامب لهجته مجدداً مهدداً بفرض رسوم جمركية على واردات الهند في حال واصلت شراء النفط من روسيا. بينما اعتبرت مصادر قريبة من الكرملين أن هذا التهديد الأميركي لا يغير من مجريات الحرب في أوكرانيا. وتراجع خام برنت بنسبة 1.32% ليصل إلى 67.84 دولار للبرميل فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.48% ليبلغ 65.33 دولار.