الأسهم الأوروبية تغلق مستقرة وسط ضغوط على قطاع الصحة

أنهت البورصات الأوروبية تعاملات اليوم الأربعاء على استقرار، بعدما تخلّت عن مكاسبها المبكرة، في ظل تراجع أسهم قطاع الرعاية الصحية، إثر تهديد جديد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على واردات الأدوية.

وسجّل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.06%، لينهي سلسلة مكاسب استمرت جلستين، رغم بداية قوية لجلسة التداول.

وكان قطاع الرعاية الصحية الأكثر تعرضاً لعمليات البيع، حيث هبط مؤشره بنسبة 2.8%، ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر، بعدما كشف ترامب عن خطة لفرض رسوم جمركية تصاعدية على واردات الأدوية، قد ترتفع إلى 250% خلال 18 شهراً.

وقال كبير المحللين في «إنترآكتيف بروكرز» ستيف سوسنيك، لـ«رويترز»، إن «من المهم التمييز في الرسوم الجمركية بين القطاعات، إذ سيتأثر كل قطاع وشركة بشكل مختلف بحسب المنطقة».

وأضاف: «في أوروبا وآسيا، يتعامل المستثمرون بحذر أكبر مع تأثير الرسوم، نظراً لأن المصدرين سيتحملون العبء مباشرة».

كما تعرض القطاع لضغوط إضافية بعد أن حذرت شركة «نوفو نورديسك» من احتمال اشتداد المنافسة من نسخ جنيسة لدوائها لمعالجة السمنة «ويغوفي» هذا العام، ما أدى إلى تراجع سهم الشركة الدنماركية بنسبة 5.4%.

 

وكانت «نوفو» قد خفضت توقعاتها السنوية للإيرادات والأرباح الأسبوع الماضي، ما أدى إلى خسارة نحو 95 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ ذلك الحين.

وفي سياق متصل، التقت رئيسة سويسرا، كارين كيلر-سوتر، بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لمناقشة حلول تجارية محتملة بعد إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 39% على المنتجات السويسرية.

وتركزت المحادثات على إمكانية زيادة مشتريات سويسرا من منتجات الطاقة والدفاع الأميركية، كحل لتفادي الرسوم المرتفعة التي تُهدد اقتصاد البلاد المعتمد بشكل كبير على التصدير.

وتراجع مؤشر «إس إم آي» السويسري بنسبة 0.9%، تحت ضغط انخفاض أسهم شركتي «نوفارتيس» و«روش»، اللتين هبطتا بنسبة 3.3% و2.6% على التوالي.

وفي ألمانيا، هوى سهم «باير» بنسبة 9.9%، وسط قلق المستثمرين من احتمال أن تكون أرباح الشركة الألمانية العملاقة قد تضخّمت بفعل إيرادات ناتجة عن صفقات انتقال لاعبي كرة قدم، بدلاً من أن تكون مدعومة بنشاطها الأساسي في مجالي الصحة والزراعة.

اقتصادياً، أظهرت بيانات أن مبيعات التجزئة في منطقة اليورو ارتفعت في يونيو بوتيرة أسرع من المتوقع، مما عزز الثقة في قدرة التكتل الأوروبي على الصمود في وجه حالة عدم اليقين التجاري.

ومن بين التحركات البارزة في السوق، تراجع سهم «بايرسدورف» بنسبة 8.4% بعدما خفّضت مجموعة السلع الاستهلاكية الألمانية توقعاتها للنمو السنوي العضوي.

في المقابل، ارتفع سهم «سيمنس إنرجي» بنسبة 1% بعد أن أعلنت الشركة توقعها بلوغ الحد الأعلى لنطاق توقعات النمو الخاصة بها للعام 2025.

أما سهم شركة التأمين «هيسكوكس» فكان صاحب أفضل أداء على المؤشر، إذ قفز بنسبة 9.4% بعد إعلانها عن زيادة في أقساط التأمين خلال النصف الأول من العام، مدعومة بنمو أنشطتها في قطاع التجزئة.