ارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية اليوم الاثنين، مدعومة بتزايد التوقعات بأن يُقدِم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة قريباً، وذلك بعد صدور تقرير وظائف أميركي مخيّب للآمال.
ففي أوروبا، ارتفع مؤشر باريس بنسبة 1.00%، وفرانكفورت 1.30%، ولندن 0.39%، فيما قفزت بورصة ميلانو بنسبة 1.91%، بحلول الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش.
أما في وول ستريت، فقد صعد مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.79%، و«ناسداك» 1.41%، و«ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.98% بعد الافتتاح بساعة.
كانت الأسواق قد تراجعت بشكل حاد يوم الجمعة بعد ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة خلال يوليو، ما اعتُبر مؤشراً على بدء تأثير السياسات الحمائية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أكبر اقتصاد في العالم.
لكن المستثمرين باتوا ينظرون الآن إلى هذا التباطؤ الاقتصادي بعين إيجابية، إذ يعزز من فرص خفض الفائدة لتحفيز النشاط، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأسهم. ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه المقبل في منتصف سبتمبر.
وقال جون بلاسار، مدير استراتيجية الاستثمار لدى «سيتي جستيون» لوكالة الأنباء الفرنسية، إن «المستثمرين يبدو أنهم يتبنون هذا التفسير المتفائل».
وبحسب إيبك أوزكارديسكايا، المحللة لدى «سويسكوت بنك»، فقد ارتفعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر من 38% إلى أكثر من 80%.
وفي تطور آخر، أعلنت عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلار استقالتها يوم الجمعة، وهو ما رحّب به دونالد ترامب قائلاً إنه «سعيد للغاية» بإمكانية تعيين عضو جديد في لجنة تحديد أسعار الفائدة.
وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «XTB»، إن «الشخص الذي سيتم تعيينه قد يكون المرشح الأقرب لخلافة جيروم باول في رئاسة البنك المركزي الأميركي، ومن المرجّح أن يكون أكثر ميلاً للاستجابة لمطالب ترامب بخفض الفائدة».
وفي سوق العملات، ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.10% مقابل اليورو ليصل إلى 1.1575 دولار لليورو الواحد. وتبقى السيولة ضعيفة نظراً لنهاية موسم نتائج الشركات وحلول شهر أغسطس الذي يتسم بانخفاض حجم التداولات.
وعلى عكس الاتجاه العالمي، تراجعت بورصة سويسرا بعد إعلان واشنطن بدء تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 39% على المنتجات السويسرية اعتباراً من 7 أغسطس، وهي نسبة تفوق الـ31% التي أعلن عنها ترامب في أبريل الماضي.
وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، انخفض مؤشر «SMI» السويسري بنسبة 0.48%، بعد أن بدأ الجلسة على تراجع بأكثر من 2%. وكانت الأسواق السويسرية مغلقة يوم الجمعة بسبب عطلة رسمية ولم تكن قد تفاعلت بعد مع القرار.
وأعلن المجلس الفيدرالي السويسري يوم الاثنين عزمه مواصلة التفاوض مع الولايات المتحدة «حتى بعد 7 أغسطس إذا لزم الأمر»، مؤكداً استعداده لتقديم «عرض أكثر جاذبية» في المحادثات الجديدة.
في لندن، قفزت أسهم بنوك «لويدز» و«كلوز براذرز» يوم الاثنين، بعد صدور حكم من المحكمة العليا يوم الجمعة يحد من حجم التعويضات التي يتوجب على البنوك دفعها في قضية بيع قروض سيارات بطريقة غير سليمة.
وقالت كاثلين بروكس: «البنوك البريطانية تتصدر المشهد الأوروبي، حيث كانت «باركليز» من أفضل أسهم مؤشر «فوتسي 100» أداءً اليوم». وسجل سهم «كلوز براذرز» ارتفاعاً بنسبة 20.92%، فيما ارتفع سهم «لويدز» بنسبة 8.16%، و«باركليز» بنسبة 1.72%، و«نات ويست» 2.66%.
وفي سوق الطاقة، تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد إعلان منظمة «أوبك+» عن رفع الإنتاج اعتباراً من سبتمبر، ما أثار توقعات بزيادة المعروض في الربع الرابع من العام.
وبحلول الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، تراجع خام «برنت» بنسبة 2.23% إلى 68.11 دولار للبرميل، بينما انخفض خام «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 2.49% إلى 65.65 دولار.
وقالت «أوبك» في بيان إن السعودية وروسيا وست دول أخرى من التحالف سترفع إنتاجها بـ547 ألف برميل يومياً في سبتمبر، مقارنة بمستويات أغسطس.
ويُمثل هذا القرار استعادة كاملة لأحد مستويات خفض الإنتاج الثلاثة (والذي بلغ 2.2 مليون برميل يومياً) التي أقرتها «أوبك+» خلال 2022 و2023 بهدف وقف تراجع الأسعار.