تجدد مخاوف الحرب التجارية ينقذ المعدن الأصفر
الذهب يخسر في أسبوع واحد 157 دولاراً للأونصة
لم يفوت الذهب الفرصة، إذ التقط المضاربون على صعود المعدن الأصفر الأنباء «السيئة اقتصادياً»، لتقفز أسعار الذهب بقوة في التعاملات الصباحية اليوم الاثنين، بعد أن قضت في الأسبوع الماضي أسوأ جولاتها الأسبوعية في أكثر من 6 أشهر.
عزز من صعود الأسعار تراجع الدولار وتجدد التوترات التجارية في أعقاب تأكيد وزير الخزانة الأميركي مجدداً على تهديدات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية وهو ما عزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.
وكالة «موديز»، كانت خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما قد يقود إلى خفض أسعار الفائدة وضعف الدولار وانخفاض جاذبيته ويعزز الإقبال على اقتناء السبائك المسعرة بالعملة الأميركية.
◄ ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم الاثنين بحلول الساعة 4:00 صباحاً نحو 0.7% أو ما يعادل 21 دولاراً في الأونصة عند مستويات 3225 دولاراً للأونصة، بعد أن لامس مستويات 3249 دولاراً في وقت سابق من التعاملات.
◄ قفزت الأسعار في تعاملات العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر يونيو، نحو 2% أو ما يعادل 60 دولاراً في الأونصة عند مستويات 3252 دولاراً للأونصة، قبل أن تقلص جانباً من تلك المكاسب، إذ تحوم الآن قرب مستويات 3225 دولاراً للأونصة.
◄ هبط الذهب في المعاملات الفورية 1.6% إلى 3188.25 دولار للأونصة، وانخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم يونيو 2025، بنسبة 1.2%، أو ما يعادل 39.4 دولار، لتصل إلى 3187.2 دولار.
◄ تراجعت أسعار الذهب بقوة خلال الأسبوع الماضي، وسجلت أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر، مع تأثر السوق بفعل تزايد الإقبال على المخاطرة بعد اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، الذي أزال جانباً كبيراً من حالة عدم اليقين التي ضربت الأسواق أكثر من شهر.
◄ سجلت أسعار الذهب خسائر أسبوعية بنسبة 4.7% أو ما يعادل 156.8 دولار، بعدما بلغت الأسعار الشهر الماضي مستوى قياسياً مرتفعاً عند 3500.05 في التعاملات الفورية ومستوى 3509 دولارات في العقود الآجلة، وسط تصاعد توتر الرسوم الجمركية.
عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن اليوم عودة تأجيج مشاعر الخوف والتوتر بشأن حرب التعريفات الجمركية، إذ لا تزال هناك عشرات الدول التي لم تعلن عن اتفاقات تجارية مع واشنطن على غرار بكين ولندن.
في غضون ذلك قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الأحد إن ترامب سيفرض رسوماً جمركية بالمعدل الذي هدد به الشهر الماضي على الشركاء التجاريين الذين لا يتفاوضون «بحسن نية» بشأن الاتفاقات.
وفي الوقت نفسه، يواجه ترامب مقاومة داخل حزبه للمضي قدماً في مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من شأنه أن يضيف ما يقدر بنحو 3 إلى 5 تريليونات دولار إلى ديون البلاد على مدى العقد المقبل.
بينما كتب الاقتصاديون لدى بنك «إيه إن زد» في مذكرة هذا الأسبوع «ربما يكون التركيز على مخاطر النمو الأميركي وأجندة سياسات الإدارة الأميركية قد أثار الشكوك في وضع الولايات المتحدة كملاذ آمن».
عاد بعض الزخم إلى سعر الذهب بعد خفض وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة وما صاحبه من تراجع في المخاطر من جانب السوق، إذ يعد الذهب أداة تحوط من الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية وينتعش في ظل انخفاض أسعار الفائدة.
في الوقت ذاته انتقد وزير الخزانة الأميركي قرار وكالة موديز وقال: «لا أعتبر خفض وكالة (موديز) للتصنيف يحظى بمصداقية كبيرة»، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون المضي قدماً في مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الشامل لخفض الضرائب.
قال بيسنت إن أحكام مشروع القانون التي تمدد التخفيضات الضريبية لعام 2017، والتي أُقرت خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب، ستحفز النمو الاقتصادي بما يتجاوز مديونيات البلاد حتى مع تحذير محللين من أن هذا الإجراء سيضيف تريليونات إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار.
تحولت التوقعات في سوق الذهب من متفائلة إلى النقيض بعد هدوء التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، جنبا إلى جنب وصدور مجموعة من البيانات التي أججت توقعات تأجيل خفض الفائدة إلى سبتمبر، وربما أكتوبر المقبل.
خفض بنك «سيتي غروب» هذا الأسبوع توقعاته حول مستهدفات أسعار الذهب خلال الثلاثة أشهر القادمة إلى 3150 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت التوقعات السابقة أعلى، في إشارة إلى توقعات بحدوث تصحيح سعري بعد المكاسب الأخيرة التي سجلها المعدن النفيس.
بات محللو «سيتي غروب» يتوقعون أن يتراوح سعر الذهب في الأجل القريب بين 3000 و3300 دولار للأونصة، بعد أن كان يتوقع ارتفاع أسعار المعدن النفيس لتصل إلى 3500 دولار للأونصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.