شهدت أسعار الذهب استقراراً في التعاملات الآسيوية، صباح الاثنين، وسط تحسّن في شهية المخاطرة مع ترقّب انطلاق محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في وقت لاحق من اليوم.
في المقابل، قفزت أسعار البلاتين بأكثر من 2% لتسجل أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، مدفوعة بتوقعات بانكماش المعروض في السوق.
تمسكت أسعار الذهب بالمكاسب القوية التي سجلتها الأسبوع الماضي، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة وتراجع سعر صرف الدولار؛ ما عزز الإقبال على الملاذات الآمنة.
ورغم أن بيانات التوظيف غير الزراعي التي جاءت أقوى من المتوقع حدّت جزئياً من هذا الاتجاه، فإن الذهب بقي قوياً ويقل بنحو 200 دولار فقط عن أعلى مستوياته التاريخية.
فيما سجل سعر الذهب الفوري 3,310.61 دولار للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة تسليم أغسطس 0.5% إلى 3,330.65 دولار للأونصة، وذلك بحلول الساعة 06:20 بتوقيت غرينتش.
استفادت أسعار المعادن الثمينة من تراجع الدولار في التعاملات الآسيوية؛ ما منح الأسواق مزيداً من المرونة. ورغم ذلك، بقي المستثمرون حذرين تجاه الأصول الأميركية قبيل المحادثات المرتقبة.
وأكدت الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع أن المحادثات التجارية رفيعة المستوى مع واشنطن ستُعقد في لندن اليوم الاثنين؛ ما عزز الآمال في حدوث مزيد من التهدئة في النزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.
كان الجانبان توصلا في منتصف مايو إلى اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، إلا أن المفاوضات تعثرت لاحقاً. ويأمل المستثمرون حالياً في التوصل إلى هدنة تجارية دائمة، أو حتى تحسن في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.
برز البلاتين كأحد أبرز الرابحين في السوق؛ إذ ارتفعت عقوده الآجلة بأكثر من 2% لتبلغ 1,194.85 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات.
يُنظر إلى البلاتين باعتباره بديلاً استثمارياً لكل من الذهب والفضة، وقد شهد انتعاشاً لافتاً في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد تقارير أشارت إلى زيادة الطلب مقابل تقلص الإمدادات العالمية.
كما عزز اختراق السعر لمستوى 1,100 دولار الفني المهم موجة من التفاؤل بين المستثمرين.
ظلت أسعار المعادن الثمينة الأخرى مستقرة؛ إذ ارتفعت عقود الفضة 0.2% إلى 36.205 دولار للأونصة، محافظة على قربها من أعلى مستوى في 14 عاماً سجلته الأسبوع الماضي.
أما النحاس، فقد شهد استقراراً بعد موجة ارتفاعات، متأثراً ببيانات صينية ضعيفة أثارت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب.
وارتفعت العقود القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن 0.1% إلى 9,698.70 دولار للطن، بينما استقرت العقود الأميركية عند 4.8508 دولار للرطل.
وأظهرت بيانات التجارة الصينية تراجع واردات البلاد من النحاس 18% خلال مايو مقارنة بذروتها في أبريل، وسط انخفاض أوسع من المتوقع في مجمل الواردات الصينية، نتيجة استمرار الضغوط المرتبطة بالرسوم الأميركية المرتفعة.
كما أظهرت البيانات استمرار حالة الانكماش في الاقتصاد الصيني خلال مايو، مع ضعف إنفاق المستهلكين والشركات؛ ما عزز المخاوف من تراجع الطلب على النحاس إذا استمرت الرياح المعاكسة للنمو بفعل النزاع التجاري.