تتجه الأسواق الأوروبية لتراجع حاد في تداولات الجمعة، بعد الضربات الجوية التي شنّتها إسرائيل ليلاً على منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية، في تصعيد غير مسبوق زاد من مخاوف المستثمرين، ورفع أسعار النفط ودفعهم نحو الملاذات الآمنة.
وبحسب التقديرات الأولية، يُتوقع أن يتراجع مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 1.5% عند الافتتاح، في حين تشير العقود الآجلة إلى انخفاض بـ1.62% لمؤشر «داكس» الألماني وبـ0.47% لمؤشر «فوتسي» البريطاني. كما يُرتقب أن يفتتح مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي على تراجع بنحو 1.2%.
جاء التراجع في ظل تقارير عن غارات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين إيرانيين، في عملية وُصفت بأنها تهدف إلى وقف طموحات طهران النووية. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية تمثل «لحظة حاسمة» في تاريخ إسرائيل، مؤكداً مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، مع استمرار العمليات لعدة أيام. من جانبه، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـ«عقاب شديد».
تأتي هذه التطورات في منطقة تُعد من أبرز منتجي النفط في العالم، ما يضيف مزيداً من الضبابية للأسواق العالمية التي تعاني أصلاً من الضغوط الاقتصادية الناجمة عن السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 8%، لتسجل أعلى مستوياتها منذ قرابة خمسة أشهر، في ظل مخاوف من تعطل الإمدادات.
وقالت المحللة في شركة «فيليپ نوفا» بريانكا ساشديفا: «إعلان إيران حالة الطوارئ واستعدادها للرد يزيد من خطر التصعيد وامتداد الاضطرابات إلى دول نفطية مجاورة».
وصعد خام «برنت» بنسبة 8.25% إلى 75.08 دولار للبرميل، فيما ارتفع الخام الأميركي الخفيف «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 8.69% إلى 73.95 دولاراً.
من المتوقع أن تحظى شركات الدفاع الأوروبية باهتمام خاص في جلسة اليوم، ومنها «بي إيه إي سيستمز» البريطانية، و«داسو للطيران» الفرنسية، و«ساب» السويدية، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
أنهت بورصة نيويورك تداولات، الخميس، على ارتفاع، مدفوعة بتوقعات قوية من شركة «أوراكل» عززت التفاؤل حيال الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.24%، و«ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.38%، و«ناسداك» بنسبة 0.24%.
لكن العقود الآجلة تشير إلى تراجع حاد عند الافتتاح، اليوم الجمعة، بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.
امتد تأثير التصعيد إلى الأسواق الآسيوية، حيث تراجع مؤشر طوكيو بـ1.18% إلى 37,721.07 نقطة، كما انخفض المؤشر المركب في بورصة شنغهاي بنسبة 0.81%، ومؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 0.83%. أما بورصة هونغ كونغ فتراجعت بنسبة 0.7%.
لجأ المستثمرون إلى السندات الأميركية، ما أدى إلى تراجع عائداتها، حيث انخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 4.3317%، وعلى السندات لأجل عامين بـ1.9 نقطة أساس إلى 3.8867%.
وفي سوق العملات، ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني بدعم من سمعتهما كملاذات آمنة، كما صعد الدولار الأميركي بنسبة 0.34% مقابل سلة من العملات، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.46% إلى 1.1530 دولار.
اتجه المستثمرون أيضاً نحو الذهب، الذي ارتفع بنسبة 1.1% إلى 3421.23 دولاراً للأونصة، في ظل تزايد الطلب على الأصول الآمنة عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران.