انحسار مخاوف التعريفات الجمركية أفقدت الذهب بريقه
الذهب لا يزال يحتفظ بمكاسب أكثر من 3% في 5 أيام
مكالمة تليفونية أجريت في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، قادت الذهب إلى خسائر كبيرة في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، مع انحسار المخاوف بشأن عاصفة التعريفات الجمركية، والتي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أججها نهاية الأسبوع الماضي.
وانخفضت أسعار الذهب اليوم، بعد أن منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول الاتحاد الأوروبي مهلة حتى التاسع من يوليو موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، متراجعاً عن تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% اعتباراً من الأول من يونيو.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد تعليق تطبيق الرسوم الجمركية بنسبة 50% المزمعة على واردات الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو المقبل، وذلك بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
نشر ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «تلقيت مكالمة من رئيسة المفوضية الأوروبية تطلب تمديد الموعد النهائي للرسوم المقررة في الأول من يونيو، ووافقت على التمديد حتى الـ9 من يوليو 2025».
أضاف ترامب: «قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المحادثات ستبدأ بسرعة، ووعدت أن تتحرك أوروبا بوتيرة أسرع في التفاوض مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري».
◄ هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.75% أو ما يعادل 25 دولاراً في الأونصة، ليصل إلى مستويات 3331 دولاراً للأونصة بحلول الساعة الـ9:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس بنسبة 1% أو ما يعادل 32 دولاراً للأونصة، لتصل إلى مستويات 3363.50 دولار للأونصة.
◄ ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 2% إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين يوم الجمعة، مدعومة بالإقبال على أصول الملاذ الآمن بعد أن أوصى ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو.
◄أوصى ترامب الإدارة بدراسة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون التي تنتجها شركة «أبل» خارج الولايات المتحدة، في غضون ذلك سجل الذهب أفضل أداء أسبوعي في ستة أسابيع.
◄ كما انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في شهر أمام العملات الأخرى، ويجعل ضعف الدولار الذهب المقوم بالعملة الأميركية أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
يتوقع خبراء غولدمان ساكس أن يحطم الذهب المزيد من الأرقام القياسية هذا العام، وأن يرتفع سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 (من 3220 دولارًا في الـ15 من مايو) مع قيام البنوك المركزية بشراء أطنان عديدة من المعدن النفيس شهرياً.
من المرجح أيضاً أن ترتفع أسعار السلع الأساسية مع زيادة استثمارات مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) تحسباً لخفض أسعار الفائدة، وسط تزايد المخاوف من الركود.
في حال حدوث ركود، تتوقع شركة غولدمان ساكس للأبحاث أن يرتفع سعر الذهب إلى 3880 دولارًا للأونصة.
قد يلجأ المستثمرون الأفراد أيضًا إلى الذهب لتنويع استثماراتهم بعيدًا عن الأصول الأمريكية، خاصةً إذا استمر أداء أدوات التحوط التقليدية في محافظ الأسهم، مثل سندات الخزانة الأميركية، في الانخفاض خلال فترات انخفاض الأسهم.
رغم التراجعات الحاصلة اليوم تظل التوترات الاقتصادية تدعم ارتفاع الذهب، رغم عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها أسعار الذهب، إلا أن المعدن النفيس يشهد عمليات إقبال متزايدة من البنوك المركزية، مع تصاعد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم.
في الوقت ذاته، تعزز المخاوف من موافقة مجلس النواب الأميركي، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي، البالغ 36.2 تريليون دولار.
جنباً إلى جنب كانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني خفضت التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة درجة واحدة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى مخاوف بشأن تزايد ديونها المتراكمة وسط توقعات بإضافة ما يقرب من 5 تريليونات دولار إلى الدين الحكومي في 10 سنوات.