تراجعت الروبية الهندية إلى أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاث سنوات مقابل الدولار وسط تصاعد التوترات، فيما توقف التداول في بورصة كراتشي الباكستانية بعد تراجع بنحو 7%.
وانخفضت الروبية الهندية بنسبة 1.1%، وهو أكبر انخفاض لها منذ فبراير 2022، لتصل إلى 85.7913 روبية للدولار بعد أن أعلنت باكستان إسقاط طائرات هندية مُسيّرة، وفق وكالة بلومبرغ.
وأعلنت الهند أيضًا أنها استهدفت نظام دفاع جوي في باكستان.
وانخفض مؤشر سينسكس الهندي بنحو 138 نقطة يوم الخميس. ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن السوق الهندية كانت هادئة نسبيًا مقارنةً بباكستان.
وشهدت أحجام تداول خيارات الروبية قفزةً كبيرةً عقب الضربات الجوية الهندية على الأراضي الباكستانية، ما يشير إلى توقعات بمرحلة من التقلب في العملة، وسط تصاعد التوترات بين الجارتَين النوويَّتين. ومع ذلك، لم تُظهر البيانات أي انحياز واضح نحو اتجاه هبوطي للروبية، وفق «رويترز».
وانخفضت علاوة سعر الدولار/الروبية الآجلة لشهر واحد إلى نحو 15 بيسة، وهو أدنى مستوى منذ بداية العام. كذلك، تراجع التقلب الضمني للروبية لشهر واحد من ذروته التي بلغها مباشرة بعد الهجوم.
وفي السياق نفسه، واصل المستثمرون الأجانب شراء الأسهم الهندية، مسجلين جلسة الشراء الـ14 على التوالي، بينما انخفضت عوائد السندات الهندية بشكل طفيف.
وفي باكستان، أُوقف التداول في البورصة، لمدة ساعة، الخميس، بعد أن هبط المؤشر الرئيسي بنسبة 6.3% خلال الجلسة، وذلك في أعقاب ورود تقارير عن إسقاط طائرات مسيَّرة في مدن رئيسية، من بينها كراتشي ولاهور، بحسب إشعار صادر عن البورصة.
وقال خبراء السوق إن ضغط البيع ازداد بعد ورود تقارير تفيد بإسقاط الجيش الباكستاني 12 طائرة مسيرة من الهند. وقال الجيش إن هذه الطائرات دخلت المجال الجوي الباكستاني بعد يوم من تنفيذ الهند ضربات صاروخية على أهداف إرهابية داخل باكستان، وفي كشمير المحتلة.
وفي مذكرة صادرة يوم الخميس، أشارت شركة «جيفريز» إلى أن التوترات بين الهند وباكستان شهدت خلال العقد الأخير تهدئةً نسبيةً وتأثيراً محدوداً على الأسواق المالية، مضيفة أن هذا يبقى «الافتراض الأساسي» لديها.
وقال جيم ريد، الرئيس العالمي لأبحاث الاقتصاد الكلي والموضوعات في دويتشه بنك، في مذكرة: «أثار هذا الوضع مخاوف من تصعيد بين البلدين. كما يُظهر كيف يُتوقع أن تزداد أهمية دول الجنوب العالمي في المشهد العالمي».
ولم تواجه الأسواق الهندية نفس مستوى ضغوط البيع، وأشار المحللون إلى أن المستثمرين يركزون بشكل أكبر على البيانات الاقتصادية ونتائج الشركات.
وجاء التحرك العسكري الهندي الأخير عقب هجوم إرهابي في باهالغام، جامو وكشمير، أودى بحياة 26 مدنيًا أواخر أبريل. ردًا على ذلك، شنت الهند ضربات صاروخية على تسعة مواقع داخل باكستان والجزء الخاضع للاحتلال الباكستاني من كشمير.
وشملت المناطق المستهدفة، حسبما ورد، بهاولبور، وكوتلي، ومظفر آباد، ومريدكي، وجولبور، وبهيمبر، وباغ، وتشاك أمرو، وسيالكوت.
وغيرت شركات طيران آسيوية عدة مسارات رحلاتها، أو ألغتها من وإلى أوروبا؛ بسبب تصاعد حدة الاشتباكات بين الهند وباكستان، حيث حولت أكثر من 20 رحلة طيران تجارية مساراتها منذ الأمس، لتجنب المجال الجوي الباكستاني.
وأعلنت شركة «طيران الإمارات» تعليق رحلاتها إلى باكستان حتى الـ10 من مايو، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، حسب وكالة رويترز.
وقالت شركة (IndiGo) الأربعاء، إنها ألغت أكثر من 165 رحلة جوية من مختلف المطارات المحلية، بما في ذلك أمريتسار وسريناغار، حتى الصباح الباكر من يوم 10 مايو؛ بسبب قيود المجال الجوي.