تصاعدت وتيرة التوترات بين الهند وباكستان، في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، إذ هاجمت الهند، باكستان والشطر الذي تديره إسلام أباد من كشمير، وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، فيما يعد أسوأ قتال منذ أكثر من 20 عاما بين الخصمين القديمين.
وفيما تثير التوترات العسكرية بين الجارتين النوويتين القلق عالمياً، يخشى المستثمرون تأثير التصعيد العسكري على الأسواق، كما غيرت الحرب خريطة الطيران في المنطقة المشتعلة.
استقرت أسواق الأسهم الهندية في تعاملات يوم الأربعاء 7 مايو 2025، حتى مع تصاعد التوترات بين الهند وباكستان.
وافتتح مؤشر بورصة (BSE Sensex) بالكاد منخفضًا بمقدار 692 نقطة، ولكنه سرعان ما تعافى ليتداول حول خط مستقر في الجزء الأفضل من اليوم. وفي تمام الساعة 12:20 ظهرًا، كان المؤشر المكون من 30 سهمًا يتداول عند مستوى 80,620 نقطة، منخفضًا 21 نقطة، وفقاً لوكالة بلومبرغ.
وبالمثل، انخفض مؤشر (Nifty50) في بورصة نيويورك بمقدار 146 نقطة عند الافتتاح، لكنه عوض خسائره ليتداول عند مستوى 24,388 نقطة، مرتفعًا 8 نقاط.
وفي الأسواق الأوسع نطاقًا، ارتفع مؤشر (Nifty MidCap) ومؤشر (Nifty SmallCap) بنسبة 1.4% و1% على التوالي.
فيما تراجعت الأسهم في باكستان، على الرغم من أن السندات والروبية الهندية لم تشهد تغيرًا يُذكر.
وارتفعت أسهم شركات الدفاع في الصين، وهي مورد رئيس لباكستان. كما ارتفعت أسهم شركات الدفاع الهندية، التي أضافت أكثر من 5 مليارات دولار من قيمتها منذ 22 أبريل.
منذ تسعينيات القرن الماضي، شكّلت عدة أحداث توتر عالية الخطورة بين الهند وباكستان، من هجمات كارجيل والبرلمان إلى أوري وبولواما، اختبارًا لقلق المستثمرين. إلا أن مؤشري «سينسكس» و«نيفتي» أظهرا باستمرار مناعةً ملحوظةً ضد التهديدات. أما تصحيحات السوق، إن وُجدت، فكانت متواضعة وقصيرة الأمد.
أميت كومار جوبتا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «فينتريك كابيتال» (Fintrekk Capital) ومقرها نيودلهي قال: «اتفاق التجارة بين الهند والمملكة المتحدة، وخفض الصين للفائدة وضخ السيولة، والاتفاقات التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والهند، وكذلك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمتوقع إعلانها هذا الأسبوع، تمثل أحداثاً اقتصادية ذات تأثير أكبر بكثير اليوم... أما الضربات العسكرية، فلن يكون لها تأثير يُذكر على المدى القصير أو المتوسط».
غيرت شركات طيران آسيوية عدة مسارات رحلاتها، أو ألغتها من وإلى أوروبا؛ بسبب تصاعد حدة الاشتباكات بين الهند وباكستان، حيث حولت أكثر من 20 رحلة طيران تجارية مساراتها لتجنب المجال الجوي الباكستاني.
وقالت شركة (IndiGo) يوم الأربعاء، إنها ألغت أكثر من 165 رحلة جوية من مختلف المطارات المحلية، بما في ذلك أمريتسار وسريناغار، حتى الصباح الباكر من يوم 10 مايو؛ بسبب قيود المجال الجوي.
أظهرت بيانات موقع «فلايت رادار 24» أن شركات طيران ألغت 52 رحلة من وإلى باكستان بحلول صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، وفق وكالة «رويترز».
كما قالت شركة «إيفا» للطيران التايوانية إنها ستعدل رحلاتها من وإلى أوروبا لتجنب المجال الجوي في منطقة الاشتباك بين الهند وباكستان لدواعي السلامة. وهبطت أسهمها بنحو 1.7%.
كذلك أكدت شركة الطيران الكورية «كوريان إير» أنها بدأت تحويل مسار الرحلات بين سيؤول ودبي اليوم الأربعاء إلى مسار جنوبي يمر فوق ميانمار وبنغلادش والهند بدلا من مسار سابق يمر عبر المجال الجوي الباكستاني.
وقالت الخطوط الجوية التايلاندية إن رحلاتها لوجهات في أوروبا وجنوب آسيا ستغير مساراتها اعتباراً من وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، وأشارت إلى أن ذلك قد يتسبب في تأخيرات لبعض الرحلات.
إلى ذلك أعلنت «الخطوط الجوية الفيتنامية» و«الخطوط الجوية الصينية» التابعة لتايوان تأثر عملياتها بالتطورات بين الهند وباكستان.
تشير التوقعات الدولية إلى أن الهند قد تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2030، متجاوزة ألمانيا واليابان، وفق تقرير (S&P Global).
في المقابل، لا تزال باكستان تعاني من مشكلات هيكلية في اقتصادها، تتطلب إصلاحات شاملة للخروج من حلقة الأزمات المتكررة.
منذ استقلالها عن الهند عام 1947، بدا أن باكستان ستتغلب على جارتها اقتصاديا، ففي سبعينيات القرن الماضي، كان متوسط دخل الفرد الباكستاني أعلى بمرة ونصف من نظيره الهندي، لكن الهند تقدمت لتظهر كقوة إقليمية وعالمية رئيسية، وتحتل المرتبة الخامسة في أكبر اقتصادات العالم متفوقة على المملكة المتحدة.
وتظهر الأرقام الفجوة بين الاقتصادين، إذ بلغ الناتج المحلي للهند بلغ 3.9 تريليون دولار في 2024؛ أي ما يعادل عشرة أضعاف الناتج المحلي لباكستان.
وفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي الصادر في أبريل 2024، يُتوقع أن يحقق الاقتصاد الهندي نمواً بنسبة 6.2% في العام الجاري و6.3% في 2025، مدعوماً بقوة سوقه المحلي وتنوع قطاعاته. كما يُتوقع أن يصل الناتج المحلي للهند إلى 4.19 تريليون دولار في العام المقبل، ما قد يجعلها في مصاف اليابان كأحد أكبر أربعة اقتصادات في العالم.
أما باكستان، التي يبلغ عدد سكانها نحو 247 مليون نسمة، فتواجه نمواً متواضعاً لا يتجاوز 2.6% في 2024 و3.6% في 2025. أما معدلات التضخم، فتشير التوقعات إلى انخفاضها في الهند من 4.7% إلى 4.2% هذا العام، ثم إلى 4.1% في 2025. في المقابل، يتوقع أن تتراجع نسبة التضخم في باكستان من نحو 24% في 2023 إلى 5.1% في 2024، قبل أن تعاود الارتفاع إلى 7.7% في العام التالي.
وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان، عقب هجوم أودى بحياة 26 سائحا بمنطقة باهالجام في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير يوم 22 أبريل الماضي.