logo
اقتصاد

لماذا تعرقل المنتجات الزراعية اتفاق التجارة بين الهند وأميركا؟

لماذا تعرقل المنتجات الزراعية اتفاق التجارة بين الهند وأميركا؟
عمال يفرزون ويرتبون محصول قصب السكر للبيع في منطقة موريجاون بولاية آسام الهندية، يوم 16 يناير 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:3 يوليو 2025, 11:50 ص

يسعى المفاوضون التجاريون من الهند والولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية قبل الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

لكن الخلافات ما تزال قائمة، خاصة حول المنتجات الزراعية والألبان الأميركية.

لماذا تمثل واردات المنتجات الزراعية قضية حساسة؟

رغم أن الزراعة والقطاعات المرتبطة بها تشكل نحو 16% فقط من الاقتصاد الهندي البالغ 3.9 تريليون دولار، إلا أنها تُعد مصدر رزق لنحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

ويُعتبر المزارعون أكبر شريحة انتخابية في الهند، وقد سبق لهم أن أجبروا حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي قبل أربع سنوات على التراجع عن مشروع إصلاح زراعي أثار جدلاً واسعاً.

تمثل احتمالية تدفق واردات زراعية رخيصة من الولايات المتحدة تهديداً لأسعار المنتجات المحلية، ما يمنح المعارضة فرصة جديدة لانتقاد الحكومة.

والهند دأبت تاريخياً على استثناء القطاع الزراعي من اتفاقيات التجارة الحرة. وإذا منحت واشنطن امتيازات للوصول إلى السوق الهندية، فقد تجد نيودلهي نفسها مضطرة لتقديم تنازلات مماثلة لشركاء تجاريين آخرين.

أخبار ذات صلة

البنك المركزي: الهند تظل محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي العالمي

البنك المركزي: الهند تظل محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي العالمي

 الفجوة بين المزارع الهندية والأميركية

متوسط حجم المزرعة في الهند لا يتجاوز 1.08 هكتار، في حين يبلغ متوسط حجم المزرعة في الولايات المتحدة نحو 187 هكتاراً. وفي قطاع الألبان، يملك المزارع الهندي عادةً ما بين حيوانين إلى ثلاثة، في حين تدير المزارع الأميركية مئات رؤوس الماشية.

هذه الفجوة تجعل المنافسة شبه مستحيلة بالنسبة لصغار المزارعين في الهند عند مواجهة الإنتاج الأميركي. كما أن الزراعة في الهند لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الوسائل اليدوية؛ بسبب تفتيت الأراضي الذي يصعب معه استخدام الآلات الزراعية الكبيرة.

وفي الوقت الذي تنتقل فيه المهارات الزراعية في الهند من جيل إلى آخر بأساليب تقليدية، تعتمد المزارع الأميركية على أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية.

ما الذي تريد الولايات المتحدة تصديره؟ 

تضغط الولايات المتحدة لفتح السوق الهندية أمام مجموعة واسعة من المنتجات مثل الألبان، الدواجن، الذرة، الصويا، الأرز، القمح، الإيثانول، الحمضيات، اللوز، الجوز الأميركي، التفاح، العنب، الخوخ المعلب، الشوكولاتة، البسكويت، والبطاطس المجمدة.

في حين أبدت الهند مرونة محدودة بخصوص بعض المنتجات مثل الفواكه المجففة والتفاح الأميركي، إلا أنها ترفض حتى الآن فتح سوقها أمام الذرة والصويا والقمح والألبان. كما أن الهند تحظر استيراد المنتجات المعدلة وراثياً، في حين أن معظم الذرة والصويا الأميركية تدخل ضمن هذه الفئة.

المنتجات الألبانية الأميركية تمثل نقطة خلاف رئيسية، حيث تثير مخاوف ثقافية ودينية في الهند التي ترفض استهلاك منتجات من ماشية تُغذى بمشتقات حيوانية، وهي ممارسة شائعة في الولايات المتحدة لكنها تتعارض مع العادات الغذائية الهندية.

أخبار ذات صلة

تراجع التضخم في الهند إلى أدنى مستوى في 75 شهراً خلال مايو

تراجع التضخم في الهند إلى أدنى مستوى في 75 شهراً خلال مايو

 لماذا ترفض الهند استيراد الإيثانول الأميركي؟

برنامج خلط الإيثانول بالبنزين في الهند يهدف إلى تقليص الاعتماد على الطاقة المستوردة من خلال استخدام إيثانول مُنتج محلياً.

وتستثمر الشركات الهندية بشكل مكثف لتحقيق هدف 20% من الإيثانول في البنزين خلال السنوات المقبلة. استيراد الإيثانول الأميركي من شأنه أن يهدد هذه الاستثمارات ويضعف القطاع المحلي.

كما يسمح البرنامج الهندي بالتخلص من فائض إنتاج الأرز وقصب السكر والذرة عبر توجيهها لإنتاج الإيثانول. وإذا تم السماح بدخول الإيثانول الأميركي، فإن قطاع التقطير المحلي الناشئ سيتعرض لضربة قوية قد تؤخر تطوره.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC