وبحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، شن المستهلكون حملة مقاطعة على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المنصات الصينية ويبو وريد، وقاموا بتجميع قوائم بالمنتجات، التي يعتقدون أنها قد تكون ملوثة بمواد إشعاعية في يونيو الماضي هذا العام، على الرغم من مراجعة السلامة التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي خلصت إلى أن الإصدار سيكون له خطر إشعاعي لا يذكر.
وتسبب إطلاق اليابان للمياه الإشعاعية بصراع دبلوماسي بين طوكيو وبكين، مما أثار واحدة من أكبر ردود الفعل العنيفة لدى المستهلكين منذ مقاطعة المنتجات اليابانية في أعقاب نزاع إقليمي في عام 2012.
ومن بين العلامات التجارية التي تأثرت بشكل كبير بمقاطعة المنتجات التجميلية، كانت شركة شيسيدو اليابانية، التي تضم منتجات عناية بالبشرة من Drunk Elephant ومستحضرات تجميل من Nars.
وسجلت سيشيدو انخفاضاً بنسبة 32% في مبيعاتها عبر الإنترنت في الصين، خلال سبتمبر، مقارنة بالشهر السابق، بالمقارنة مع انخفاض بنسبة 7% على مدى الستة أشهر الماضية وفقاً لمجموعتي البيانات الصينيتين فيجوا وموجينج.
وتعتبر الصين أكبر سوق لشركة شيسيدو حيث مثلت 26% من إيراداتها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وتسببت المخاوف بشأن المقاطعة بانهيار سهم الشركة بنسبة 20% منذ أوائل يونيو.
وقالت شيسيدو إنها لم تؤكد وجود مقاطعة، لكنها أضافت أنها ستواصل مراقبة الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وقالت ميليندا هو، وهي محللة في بيرنشتاين، أن شيسيدو ربما فقدت بشكل دائم المستهلكين، الذين اعتقدوا أن المنتجات ملوثة، وأوضحت أنه نظراً لعدم وجود أي من مواقع الإنتاج بالقرب من فوكوشيما، وعدم تصنيع مستحضرات التجميل باستخدام مياه البحر، فمن المرجح أن يتلاشى التأثير السلبي للمقاطعة.
وفي أواخر أغسطس الماضي، قال كنتارو فوجيوارا، الرئيس التنفيذي لشيسيدو، أن الشركة قامت بتأجيل بعض الحملات الإعلانية عبر الإنترنت في الصين، موضحاً أن تأثير ذلك على متاجرها الفعلية محدود في الوقت الحالي.
ومن ناحية أخرى شهدت شركة كوزي انخفاضاً بنسبة 59% في مبيعاتها عبر الإنترنت في الصين خلال سبتمبر.
كما تأثرت الشركات الغربية التي تقوم بتصنيع بعض منتجاتها في اليابان بالمسألة، وتعد العلامة التجارية اليابانية لمستحضرات التجميل المرموقة SK-II التابعة لشركة Procter & Gamble من بين العلامات التجارية الأكثر استهدافًا بالمقاطعة.
وعلقت الصين جميع وارداتها من منتجات المأكولات البحرية من اليابان، منذ أن بدأت طوكيو في إطلاق المياه المشعة في أواخر أغسطس، بعد 12 عاما من الزلزال المدمر والتسونامي، الذي أدى إلى انهيار المفاعلات النووية في محطة فوكوشيما دايتشي على الساحل الشرقي لليابان.