المنتدى الاقتصادي العالمي - دافوس
المنتدى الاقتصادي العالمي - دافوسرويترز

دافوس 2024.. أزمات العالم وطموحاته

على وقع العمليات العسكرية في أوكرانيا وغزة والهجمات في البحر الأحمر، تأتي أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، أعلى بلدة بالقارة الأوروبية، وإحدى أكثر مناطقها برودة، حيث يلتقي قادة العالم ونخبة من قادة الاقتصاد والتكنولوجيا والسياسيين يتحاورون حول مجموعة من الملفات الساخنة التي تواجه الاقتصاد العالمي وأبرز القضايا السياسية والأمنية، وسط عام مزدحم بالصراعات والحروب وهشاشة اقتصادية غير مسبوقة.

وتتزايد المخاوف من تداعيات هذه الأوضاع المتوترة على اقتصادات العالم التي لم تتخلص بعد من تأثير جائحة كورونا، كما تثير هجمات سيبرانية على المؤسسات الدولية، وانتشار الذكاء الاصطناعي مخاوف ربما لا نعرف أبعادها حتى الآن.

كل هذه العوامل تزيد من أهمية الدورة الحالية من المنتدى الاقتصادي العالمي التي ترفع شعار "إعادة بناء الثقة"، وسط آمال أن يجد العالم مخرجا من التوتر المتزايد وأزمات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.

ويؤثر تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي واستمرار أزمة تكاليف المعيشة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، على الناس في جميع أنحاء العالم، إذ حذر البنك الدولي مؤخرًا من أن الاقتصاد العالمي في طريقه إلى إنهاء عام 2024 بأبطأ نصف عقد من نمو الناتج المحلي الإجمالي منذ 30 عامًا.

ورغم انحسار المخاوف من الركود العالمي بفضل النمو القوي في الولايات المتحدة، هناك مخاوف من أن تؤدي التوترات الجيوسياسية المتصاعدة إلى عرقلة التعافي، وهو ملف رئيسٌ في مناقشات دافوس هذا العام. كما أدى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى تدهور التوقعات في العديد من البلدان النامية في أفريقيا وآسيا.

كما تهيمن مستويات هائلة من الديون على الاقتصادات النامية، والعديد منها في أفريقيا في ظل أزمات متتالية في السنوات الأخيرة مثل وباء كوفيد-19، ونقص الطاقة وتغير المناخ.

ويطلق الدين العالمي، أحد أهم ملفات المنتدى، أجراسا منذرة بعام مشؤوم اقتصاديا، إذ بدأت الحكومات الآن في تحمل دين جماعي قدره 88.1 تريليون دولار أميركي، وهو مبلغ يعادل تقريبا الناتج الاقتصادي العالمي السنوي، حيث يظهر هذا الرقم الضخم شكوكا في قدرة الدول على مواصلة الاقتراض لخدمة التزاماتها المالية القائمة، ويزداد الأمر حدة بسبب التناقضات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.

وانفجر الدين العام خلال الوباء، ويتوقع أن يحطم الاقتراض الجديد هذا العام الأرقام القياسية في العديد من الاقتصادات الكبرى، مما يجعل الحكومات أقل قدرة على الاستجابة للصدمات مثل الانهيارات المالية أو الأوبئة أو الحروب، ومع تلك الزيادة، يرى مراقبو المخاطر الماليون احتمالًا كبيرًا لحدوث "كارثة عالمية" في غضون 10 سنوات، كما أن ارتفاع تكاليف خدمة الديون سوف يعيق الجهود الرامية إلى معالجة تغير المناخ ورعاية السكان المسنين.

وبالفعل، تعاني الخدمات العامة في العديد من البلدان من ضغوط شديدة بعد التخفيضات المتعاقبة في الميزانيات الحكومية حيث قد تضطر الحكومة غير القادرة على تمويل ديونها إلى تنفيذ تخفيضات مفاجئة ومؤلمة في الإنفاق أو زيادات ضريبية.

وحاليا يعيش 3.3 مليارات شخص في بلدان تنفق على مدفوعات الفائدة أكثر مما تنفق على التعليم أو الصحة، وتتعرض خزائن العديد من البلدان النامية لضغوط وسط ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة وارتفاع تكاليف الاقتراض.

في كل مرة ينعقد فيها المنتدى -الذي تأسس في عام 1971 على يد الاقتصادي والأستاذ السويسري الألماني كلاوس شواب في محاولة لتعزيز التعاون العالمي في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية- تحلق في أجوائه أزمات العالم وتحدياته وطموحاته.

ولأكثر من 50 عاما، تناول دافوس الأحداث الرئيسة في تاريخ العالم، من سقوط جدار برلين إلى تجنب الحروب وصعود العولمة الاقتصادية والتغير المناخي الجامح.

ويرتبط برنامج المنتدى هذا العام بأربع أولويات مترابطة، وهي تحقيق الأمن والتعاون في عالم منقسم، وخلق النمو وفرص العمل لعصر جديد، والذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع، واستراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة، وسط حروب وأزمات اقتصادية وتحديات تكنولوجية فهل يستطيع "استعادة الثقة"؟

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com