الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع بضغط من نتائج الشركات وتوترات تجارية

أغلقت الأسواق الأوروبية على انخفاض، اليوم الثلاثاء، متأثرةً بنتائج أعمال مخيبة لعدد من الشركات وبتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل تراجع الآمال بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك.

وسجّل المؤشر الألماني «داكس» أكبر انخفاض يومي له منذ شهرين.

وتراجع المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» بنسبة 0.46%، بينما هبط المؤشر الألماني «داكس» بنسبة 1.1%، مواصلاً ابتعاده عن مستواه القياسي الأخير.

نتائج الشركات تحت المجهر

يولي المستثمرون اهتماماً خاصاً لموسم النتائج الحالي، في محاولة لتقييم تأثير حالة عدم اليقين التجاري، وكذلك صعود اليورو الأخير، في أداء الشركات الأوروبية المُصدّرة.

ورغم أن أحدث التوقعات تشير إلى تحسن طفيف في آفاق أرباح الشركات الأوروبية، فإن المحصلة لا تزال تُظهر تراجعاً متوقعاً بمتوسط 0.3%، بحسب بيانات جمعتها «إل إس إي جي». وللمقارنة، كانت أرباح شركات مؤشر «ستوكس 600» قد سجّلت ارتفاعاً بنسبة 3.0% في الربع الثاني من العام الماضي.

وكانت شركة «سارتوريوس ستيديم بايوتيك» من بين أكبر الخاسرين في جلسة الاثنين، إذ هبط سهمها بنسبة 8.1% بعد إعلان نتائجها النصفية.

 هبوط جماعي في القطاع الصناعي والمصرفي

تراجع سهم شركة «جيفودان» السويسرية بنسبة 5.4% بعدما أخفقت في تحقيق أهدافها البيعية للنصف الأول، متأثرة بصعود الفرنك السويسري بنحو 14% منذ بداية العام.

وفي قطاع البنوك، تأثرت نتائج بنك «يوليوس باير» النصفية سلباً نتيجة مخصصات خسائر القروض وتكاليف مرتبطة ببيع وحدة إدارة الثروات التابعة له في البرازيل، ما دفع بسهمه إلى التراجع 2.1%.

المخاوف التجارية تلقي بظلالها

تبقى الأسواق في حالة حذر بسبب الجمود في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبروكسل، إذ يستعد الاتحاد الأوروبي لاحتمال الرد بسلة أوسع من الإجراءات المضادة، ما قد يزيد حدة النزاع التجاري.

وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة المحللين في «سيتي إندكس» لرويترز: «إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 30%، وردّ الاتحاد الأوروبي بإجراءات مقابلة، فإن ذلك سيوجه ضربة قاسية لآفاق نمو منطقة اليورو، التي تعاني أصلاً هشاشةً اقتصادية».

ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع نتائج مسح اقتصادي رئيس، وقرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

وترى سينكوتا أن «البنك المركزي الأوروبي مقيّد حالياً، ولا يمكنه اتخاذ خطوات حاسمة قبل أن تتضح الصورة بشأن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة».

تحركات متباينة للأسهم الفردية

ومن بين أبرز الأسهم التي شهدت تحركات ملحوظة، تراجع سهم «أكزو نوبل» المتخصصة في صناعة الدهانات بنسبة 3.4% بعدما خفضت توقعاتها للأرباح في عام 2025، في حين هبط سهم شركة الشوكولاتة السويسرية «ليندت & شبرونغلي» بنسبة 6.4% نتيجة انخفاض المبيعات النصفية بسبب ارتفاع أسعار الشوكولاتة.

في المقابل، قفز سهم شركة الخدمات الغذائية البريطانية «كومباس غروب» بنسبة 5.4% عقب إعلانها الاستحواذ على شركة «فيرمات غروب» الهولندية المتخصصة في خدمات الضيافة الفاخرة، في صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار يورو (1.75 مليار دولار) شاملة الديون.

وارتفع سهم «بانكو بي بي إم» الإيطالي بنسبة 1.2% بعدما قرر المنظّم المالي في إيطاليا تمديد تعليق عرض الشراء المقدم من «يوني كريديت» لمدة 30 يوماً إضافياً.

وتتجه الأنظار في الأسواق إلى نتائج شركة «ساب» الألمانية، الأكبر من حيث القيمة السوقية في المنطقة، والتي من المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.