logo
مقالات الرأي

بين شغب لوس أنجلوس وتهديد لندن... الأسواق لا تنهار

بين شغب لوس أنجلوس وتهديد لندن... الأسواق لا تنهار
احتجاجات لوس أنجلوس بتاريخ 6 يونيو 2025.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:12 يونيو 2025, 01:46 م

مع بدء محادثات التجارة الأميركية-الصينية في لندن، يبحث المستثمرون عن اتجاه واضح وسط عناوين متضاربة تتراوح بين تهديدات رسوم جمركية جديدة، والخلاف بين ترامب وإيلون ماسك، والاضطرابات المدنية في لوس أنجلوس. ومع اتساع نطاق المخاطر، تظل الأسواق في حالة استقرار نسبي.

لماذا؟ لأن الصورة الاقتصادية الأساسية لا تزال متماسكة. هذه المتانة الكلية تمنح الإدارة الأميركية القدرة على اتباع نهج تفاوضي صارم، وتوفر للمستثمرين مساحة للتركيز على الأساسيات بدلاً من ضجيج الأحداث قصيرة الأجل.

أخبار ذات صلة

ترامب يدعو «الفيدرالي» لخفض الفائدة نقطة مئوية كاملة

ترامب يدعو «الفيدرالي» لخفض الفائدة نقطة مئوية كاملة

نطاق المخاطر يتسع

لا يزال الرئيس ترامب يستخدم الاضطراب كأداة إستراتيجية—سواء في الملفات التجارية، أو التكنولوجيا، أو التأثير على الشركات. وعلى الرغم من أن هذا النهج يزيد من التقلبات، إلا أنه جزء من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز النفوذ وتحقيق نتائج.

ما نشهده، اليوم، ليس بالضرورة فقداناً للسيطرة، بل توزيعاً للمخاطر عبر عدة محاور:

  • ضبابية السياسات: مثل الرقابة على الصادرات، وتخفيض الرسوم، وفك الارتباط التقني مع الصين.
  • الضجيج السياسي: الخلاف بين ترامب وماسك لا يؤثر على السوق ككل، لكنه يزيد التقلبات حول
  • أسهم: مثل «تسلا» والشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والمركبات الكهربائية.
  • التوترات المؤسسية: خاصة داخل الاحتياطي الفيدرالي، في ظل تصريحات ترامب الأخيرة حول خلافة باول.

هذه ليست قصة واحدة، بل مجموعة سيناريوهات تتفاوت ما بين فرص صعودية ومخاطر نزولية بحسب تطورات الأحداث.

محادثات التجارة مستمرة

رغم استمرار الأمل، فإن عصر المكاسب السهلة—مثل وقف الرسوم أو تنازلات بسيطة—قد ولّى. ما تبقى هو خلافات هيكلية عميقة، مثل:

  • القيود التكنولوجية.
  • سلاسل توريد المعادن النادرة.
  • التأشيرات الدراسية.
  • قضايا الأمن القومي.

هذه ملفات إستراتيجية، يصعب حلها في جولات محدودة من التفاوض.

ومع ذلك، هدأت حدة الغموض مقارنة بذروة الفوضى في أبريل، وباتت الأسواق أكثر انتقائية، حيث لم تعد التجارة المحرّك الأساس لتحركات الأسعار كما كانت.

أخبار ذات صلة

ترامب يؤكد التوصل لاتفاق مع الصين وتحديد الرسوم الجمركية المتبادلة

ترامب يؤكد التوصل لاتفاق مع الصين وتحديد الرسوم الجمركية المتبادلة

تداعيات استثمارية محتملة:

  • استمرار تبريد الخطاب قد يدعم الأسهم الدورية، وشركات التكنولوجيا الحساسة للصين، وصناعة أشباه الموصلات.
  • في حال تصاعد التوترات أو تعثر المفاوضات، قد تتجه الأموال نحو الأصول الدفاعية أو الأسواق غير الأميركية.

الاقتصاد المتين يُبقي الفيدرالي على الحياد

أظهر تقرير الوظائف، يوم الجمعة، أن الاقتصاد ما زال متماسكاً: نمو مستقر، وسوق عمل قوية، وتضخم في مسار تباطؤ. وهو ما يمنح الفيدرالي مرونة للبقاء في وضع الترقب، في انتظار قياس تأثير الرسوم الجمركية. وقد تجاهلت الأسواق إلى حد كبير دعوات ترامب لخفض الفائدة 100 نقطة أساس، وأصبحت التوقعات تميل إلى أقل من خفضين (25 نقطة أساس) بنهاية العام.

تداعيات استثمارية محتملة:

  • استمرار التركيز على القطاعات الدفاعية، مثل: الرعاية الصحية، والسلع الأساسية في ظل حذر السياسات.
  • استمرار قيادة قطاع التكنولوجيا، خاصة الشركات الكبرى، وتلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بدعم من توقعات أسعار الفائدة المنخفضة.
  • في حال ظهور مفاجآت تضخمية أو سياسية، قد تتعرض القطاعات الحساسة للفائدة مثل العقارات والمرافق لضغوط.
  • ضعف الدولار قد يدعم السلع والأسهم الدولية، لكن أي انتعاش في العملة الأمريكية قد يضغط على تلك الأصول.

رئيس احتياطي في «الظل»؟

أثار ترامب، مؤخراً، الجدل بتصريحه بأنه اختار بالفعل خليفة محتملاً لرئيس الفيدرالي جيروم باول، وأن الإعلان «قريب جداً». وهذا يفتح الباب أمام سيناريو «رئيس ظل»، يبدأ بتشكيل توقعات السوق قبل استلام المنصب رسمياً.

هذا التطور قد يقوّض مبدأ استقلالية الفيدرالي. وإذا بدأ المرشح المرتقب بإطلاق تلميحات سياسية، فقد تبدأ الأسواق في تجاوز فترة باول قبل انتهائها فعلياً.

تداعيات استثمارية محتملة:

  • حساسية سوق السندات لأي إشارات مبكرة، خاصة إذا كان التوجه السياسي للفيدرالي الجديد تيسيرياً (Dovish).
  • تأثر العوائد قصيرة الأجل بتغير توقعات السياسة المستقبلية، والعوائد طويلة الأجل بتساؤلات حول استقلالية السياسة النقدية.
  • قد يكون الذهب التحوّط الأكثر توازناً في هذا السيناريو، إذ يوفر حماية ضد كل من تقلبات السياسة، وفقدان مصداقية الفيدرالي.

ما الذي يجب أن يراقبه المستثمرون؟

حتى الآن، تبقى الأسواق مركّزة على العناصر الأساسية:

  • بيانات اقتصادية قوية.
  • تضخم في اتجاه انحداري.
  • تراجع تقلبات التجارة.
  • فيدرالي صبور.

هذا المزيج كافٍ للحفاظ على شهية المخاطرة في الأسواق واحتواء التقلبات. العناوين السياسية لم تختفِ، لكن قدرتها على تحريك السوق بدأت تتلاشى. وطالما بقيت الأسس الاقتصادية قوية، فإن المستثمرين سيواصلون النظر لما وراء الضجيج.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC