logo
مقالات الرأي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تحقيق أداء أفضل

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تحقيق أداء أفضل
تاريخ النشر:16 فبراير 2023, 05:57 ص

الذكاء الاصطناعي ليس الدواء الشافي للاستثمار كما يعتقد العديد من المستثمرين حالياً.

لكن لا تثق بأقوالي فقط. فاسأل "شات جي بي تي" ، برنامج الذكاء الاصطناعي الذي حققّ نجاحاً في الأسابيع الأخيرة. فعندما سألته عن كيفية الّتغلّب على سوق الأسهم، ردّ بالقول إن هذا "هدف صعب" ، وأن "الأداء السابق ليس ضماناً للنتائج المستقبلية".

فهو بالطبع على حق. لكن نصيحته المعقولة لا ترقى إلى مستوى التوقّعات المبالغة لدى العديد من المستثمرين بشأن ما يمكن أن يحقّقه الذكاء الاصطناعي في سوق الأوراق المالية.

وهناك سبب آخر للشك يأتي من أداء مؤشر صندوق التحوّط للذكاء الاصطناعي "إفريكا" والذي صمم لتوفير مقياس واسع لأداء مديري صناديق التحوّط الأساسيين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي ونظرية التعلّم الآلي في عمليات التداول الخاصة بهم. وهذا المؤشر خلف مؤشر "إس اند بي 500" في الأداء التراكمي منذ عام 2009.

ومن المؤكد أن "إس آند بي 500" قد لا يكون المعيار الأكثر ملاءمة لمقارنة أداء صناديق التحوّط المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. فعلى أساس المخاطر المعدّلة ، على سبيل المثال، أداء مؤشر "أفريكا هيدج" أفضل بكثير. لكن معظم المستثمرين المتحمسين للغاية بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي المزعومة للتغلب على سوق الأوراق المالية، يركزّون على النتائج الأولية للصناديق، عوضا عن تركيزهم على ميزات تقييم النتائج وفق معيار تسعير الأصول الرأسمالية.

والسبب الثالث للشك هو الدليل المتزايد على أن الأسهم االمرتبطة  بالذكاء الإصطناعي تشهد اقبالاً جنونياً. ضع في اعتبارك دراسة ظهرت مؤخراً في رسائل أبحاث التمويل من قبل  "شي شيانغ وو"  من جامعة "يوان زي"  في تايوان و "وين بن شنغ" من جامعة "تايبيه الوطنية للتكنولوجيا". ووجدت أنه، مع تساوي الأشياء الأخرى، كان أداء السهم أفضل إذا كان مملوكاً في صناديق التداول مع وجود كلمتي ذكاء اصطناعي في تسميته. هذا يذكرنا بفقاعة الإنترنت، عندما كان أداء الأسهم أفضل بشكل ملحوظ عندما غيّرت الشركات أسماءها لتشمل "دوت كوم".

 ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نستبعد أي نهج لمجرد أن بعض المستثمرين لديهم إحساس مبالغ فيه.

وللحصول على قراءة أفضل للإمكانيات الحقيقية للذكاء الإصطناعي، تواصلت مع دورون أفراموف ، أستاذ المالية في المركز متعدد التخصّصات الذي أجرى بحثاً مكثفاً على مر السنين في الذكاء الاصطناعي. وأكد في مقابلة على ما يلي: "الذكاء الإصطناعي ليس مناسباً تماماً لبيئة تتوقّع العوائد المستقبلية للأسهم أو العملات المشفّرة أو الأصول المالية الأخرى". ويشكّل  التقييم الدقيق للأسواق عقبة أخرى، وإذا اكتشف الذكاء الّإصطناعي استراتيجية جديدة مربحة فمن غير المرجّح أن يظل مربحاً لفترة طويلة جداً. لذلك لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كنت ستنجح بالفعل عندما تبدأ في اتباعها .

ويخدع المستثمرون أنفسهم إذا اعتقدوا أن الذكاء الإصطناعي سيكون قادراً على إجراء تنبؤات كلية وباستمرار حول اتجاه الاقتصاد أو سوق الأسهم. ويكمن أفضل أمل للذكاء الاصطناعي في تحديد سعرين، من بين مجموعة كبيرة من الأصول، لا يتماشيان قليلاً مع بعضهما البعض وحيث يمكن موازنة هذا الإختلال.

ونهج المراجحة هذا هو النهج الذي استخدمه بنجاح جيمس سيمونز من شركة "رينيسانس تكنولوجيز"، والذي حقّق صندوق ميداليون التابع له عائداً سنوياً بنسبة 39.2% (بعد الرسوم) بين عامي 1988 و 2018 ، مقارنةً بإجمالي عائد 10.0% "فقط" لمؤشر "إس اند بي". وعلى الرغم من أن هذا يبدو واعداً بشكل لا يصدّق ، يلاحظ أن متوسط فترة الإحتفاظ بصفقات المراجحة هذه، غالباً ما يتم قياسها بالثواني، وأكثر بقليل من 50% فقط من هذه التداولات مربحة. ولكسب الكثير من المال من هذا النهج، ستحتاج إلى تنفيذ عدد كبير من الصفقات. إنه ليس نهجاً يمكن لمستثمري التجزئة الأفراد أن يأملوا في تقليده.

علاوة على ذلك، هناك عوائد قياسية متناقصة من النهج المعتمد في "رينيسانس تكنولوجيز" ، فيمكن تداول مبلغ محدود فقط من المال باستخدام نهج الذكاء الإصطناعي. هذا هو السبب في أن صندوق الميدالية متاح فقط لشركاء الشركة، وممنوع على البقية.

ولا ينبغي اعتبار أي من هذا، على أنه يعني أن الذكاء الإصطناعي لن يكون قادراً على تحسين احتمالات التفوق على السوق. ويواصل البروفيسور أفراموف البحث في مختلف الإستراتيجيات المستنيرة للذكاء الاصطناعي، والذي يقول إن بعضها يبشّر بالخير. ولكن في الوقت الحالي، من المهم أن نبقي حماستنا وتوقعاتنا تحت السيطرة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC