تعثر وتصفية وهيكلة.. قنبلة العقار الصيني على وشك الانفجار
على خطى عملاق العقار الصيني إيفرغراند، يبدو أن قطب العقار الثاني في الصين شركة كانتري غاردن قد تعلن عن إعادة هيكلة ديونها الخارجية قريبًا، وسط مخاوف من تفاقم أزمة الشركة التي قد تصل إلى حد التصفية.
وبينما تتأزم الأوضاع في كانتري غاردن، تأتي صورة أكثر قتامة من العملاق المتعثر إيفرغراند، حيث أثار حاملو السندات في مجموعة تشاينا إيفرغراند غروب المحاصرة بالديون مخاوف بشأن تصفية محتملة للشركة مع تعثر خطط ديونها.
يأتي ذلك رغم المحاولات المضنية وحزم التحفيز التي أعلنت عنها السلطات في بكين بهدف إنعاش القطاع المتأزم بفعل تفاقم ديون كبار مطوري العقار.
والشهر الماضي، وصف الرئيس الأميركي الأوضاع الاقتصادية في الصين بأنها باتت كالقنبلة التي توشك على الانفجار في ظل العديد من البيانات السلبية التي تشير إلى فقدان زخم النمو الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
ماذا يحدث؟
وأفادت شركة كانتري غاردن التي تعد أكبر الشركات الصينية حاليًا من حيث عدد المشروعات تحت التنفيذ، بأنها لم تتمكن من سداد قرض مستحق الثلاثاء بقيمة 470 مليون دولار هونغ كونغ (60 مليون دولار أميركي).
وقالت كانتري غردن في بيان: "لا نتوقع الوفاء بسداد السندات الدولارية وغيرها من التزامات الديون الخارجية عند استحقاقها أو خلال فترات السماح"، وفقًا لإيداع البورصة في هونغ كونغ اليوم الثلاثاء.
ولفتت شركة كانتري غاردن إلى انها قامت بتعيين مستشارين ماليين وتخطط لإجراء محادثات مع دائنيها لبحث إعادة الهيكلة.
اقرأ أيضًا- إغلاق جسر الملك حسين.. يعطل حركة 3 ملايين مسافر
تعثر قادم
ولدى شركة كانتري غاردن، التي تخلفت عن سداد قسطين من الفائدة بالدولار الشهر الماضي، أقساط مستحقة بقيمة إجمالية تبلغ 66.8 مليون دولار يوم الاثنين المقبل.
ولدى شركة كانتري غاردن سندات خارجية بقيمة 10.96 مليار دولار وقروض بقيمة 42.4 مليار يوان (5.8 مليار دولار) غير مقومة باليوان.
وإذا تخلفت الشركة عن السداد، فسوف تحتاج إلى إعادة هيكلة هذه الديون، كما تتعرض الشركةو أصولها أيضًا لخطر التصفية من قبل الدائنين.
فترة سماح
وتتمتع مستحقات السندات بفترة سماح مدتها 30 يومًا، لكن كانتري غاردن تواجه اختبارًا كبيرًا في وقت لاحق من هذا الشهر، إذا فشلت في دفع أقساط جديدة بقيمة 15 مليون دولار بحلول 17 أكتوبر.
وترتبط الأقساط المستحقة بسندات تستحق في أبريل 2026 بعوائد تبلغ 6.5% و7.25%.
تأثر السهم
وفي غضون ذلك، انخفضت أسهم كانتري غاردن بنسبة 7% إلى 0.78 دولار في بورصة هونغ كونغ.
جاء ذلك بعدما أعلنت الشركة أن مبيعاتها تعرضت لضغوط ملحوظة، إذ تراجعت المبيعات المتعاقد عليها في الأرباع السنوية الثلاثة الأولى من هذا العام 44% على أساس سنوي لتصل إلى حوالي 21 مليار دولار.
أزمة القطاع
ويعاني قطاع العقارات في الصين من أزمة ديون منذ عام 2021، حيث تخلفت الشركات التي تمثل 40% من مبيعات المنازل الصينية - معظمها مطورو العقارات الخاصة - عن سداد التزامات الديون، مما ترك العديد من المنازل غير مكتملة.
وحتى الآن، فشلت التدابير العقارية التي اتخذتها الصين في شهر سبتمبر في رفع ثقة المشتري بشكل كبير.
وتتخلف شركة كانتري غاردن عن سداد السندات، مما يشير إلى احتمال التخلف عن سداد جزء من الالتزامات البالغة 180 مليار دولار أميركي مع استمرار تراجع قطاع الإسكان في الصين.
تراجع المبيعات
وأظهرت البيانات الأخيرة أن مبيعات المنازل المتعاقد عليها تراجعت للشهر السادس في سبتمبر، مما حرم الشركات من مصدر مهم للتدفق النقدي.
وفي غضون ذلك، قامت كانتري غاردن ومقرها في فوشان بمقاطعة قوانغدونغ الجنوبية، بتعيين شركة تشاينا إنترناشيونال كابيتال كورب وهوليهان لوكي كمستشارين ماليين مشتركين لها، وسيدلي أوستن كمستشار قانوني لها، لتقييم هيكل رأس المال والسيولة.
الخطوط الحمراء
ولا تزال الخطوط الحمراء الثلاثة الازدهار والكساد والاقتراض محركات رئيسة للعقار الصيني، الذي فقد زخم وازدهار النمو رغم إجراء التحفيز تزامنًا وكساد عمليات البيع مع توقف إكمال بناء الآف المنازل مع ارتفاع تكاليف الإقراض على المطورين.
واستمرت سياسة الخطوط الحمراء الثلاثة في الصين، والتي تم الكشف عنها في أغسطس 2020 للحد من الاستدانة المفرطة بين المطورين الضعفاء، في الكشف عن مزيد من الأزمات في القطاع العقاري.
كانتري غاردن
وكانت شركة كانتري غاردن، بقيادة ثالث أغنى امرأة في الصين، يانغ هويان بثروة تبلغ 8.2 مليار دولار أميركي، أكبر شركة بناء منازل في البلاد قبل انخفاض المبيعات في عام 2021.
وكان لديها 101.7 مليار يوان (14 مليار دولار أميركي) من السندات الممتازة وسندات الشركات والسندات القابلة للتحويل المستحقة في نهاية يونيو، وفقا لأحدث تقرير مالي للشركة.
وبلغت قروضها المصرفية والقروض الأخرى 156.2 مليار يوان من بين إجمالي التزاماتها البالغة 1.3 تريليون يوان.
وقالت الشركة: "إن مبيعات المنازل المتعاقد عليها في كانتري غاردن انخفضت إلى 6.17 مليار يوان في سبتمبر، من حوالي 8 مليارات يوان في أغسطس".
أجواء قاتمة
وتأتي أحدث التداعيات في شركة كانتري غاردن في الوقت الذي تواجه فيه مجموعة تشاينا إيفرغراند تحديات في إعادة هيكلة ديونها.
جاء ذلك في أعقاب اعتقال رئيسها ومؤسسها Hui Ka-yan، إضافة إلى التحقيقات في الشؤون المالية لوحدتها الداخلية الرئيسية Hengda Real Estate.
مزيد من الضغوط
ونظرًا لتعرض النظام المصرفي الصيني للديون، يرى محللو سيتي غروب أن أزمة المطورين الرئيسيين للعقار ستضيف المزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن الاقتصاد الصيني شهد تباطؤًا هذا العام على الرغم من عدة جولات من إجراءات التحفيز لضمان إكمال المشاريع وتحيز الاقتصاد.
ولفت محللو سيتي غروب إلى أن مبيعات المنازل الجديدة خلال الأسبوع الذهبي جاءت أقل بنسبة 17 % و24% من المستويات التي تم تسجيلها خلال نفس العطلة في عامي 2022 و2019.