انخفض مؤشر أسعار العقارات في الربع الأول من هذا العام بنسبة 6.8% في ألمانيا، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2000، وفقاً للمكتب الفيدرالي للإحصاء (ديستاتيس).
وحال التضخم وارتفاع أسعار الفائدة بين الراغبين وشراء منزل، لكن ما زال لدى البائعين العديد من الأسباب للبقاء متفائلين.
وكانت برلين من بين المدن الألمانية السبع التي سجلت في الربع الأول، أكبر انخفاض لها في هذا القطاع، وبحسب "ديستاتيس"، بلغ الانخفاض 10.4% للبيوت المنفردة أو بمسكنين.
هل حان الوقت لشراء عقارات في ألمانيا؟
بعد اثني عشر عاماً من الزيادات المستمرة في الأسعار، سجل السوق السكني، وذلك للربع الثاني على التوالي، انخفاضاً بنسبة 6.8% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وهذا هو أقوى انخفاض منذ عام 2000، وفقا لمكتب الإحصاء الفيدرالي.
وتتوقع جمعية البنوك للرهن العقاري انخفاضا بنسبة 7% على مدار السنة.
فالتضخم المرتفع الذي يقلل من القوة الشرائية للأسر، والزيادة في تكلفة الائتمان الناجمة عن الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، حالا بوضوح بين المرشحين وشراء منزل، وتراجع عدد القروض المقبولة بنسبة 49.2% على أساس سنوي في الربع الأول، وفقاً لبيانات جمعية بنوك الرهن العقاري، فيما كانت الزيادة في حجم الرهون العقارية 3.2% في الفصل الأول من العام 2022.
فترة انتقالية
ومع ذلك رأى أندرياس كونرت، مدير الأبحاث في إحدى الوكالات "في دي بي ريسرش" أن هذا الوضع مؤقت، والسوق في طور التكيف مع بيئة أسعار الفائدة الجديدة، ولكننا بعيدون عن الفقاعة لأنه لا يوجد فائض في المعروض من العقارات.
ووفق هذا المحلل، سنصل إلى توازن جديد بين البائعين والمشترين، كما هو الحال في فرنسا، ولا بد أيضا من أن يستعيد البائعون هيمنتهم بسرعة.
وأضاف كونرت: "هناك نقص حاد في السكن في ألمانيا، ولا سيما في المدن الكبيرة حيث يتوافد اللاجئون والباحثون عن عمل، وسجلت برلين وحدها زيادة قدرها 78 ألفا من السكان في العام الماضي، ومعدل السكن الشاغر الآن أقل من 2%، وتشهد المدن الألمانية الرئيسة نفس الأوضاع.
والمستأجرون، الذين يمثلون ما يقرب من نصف السكان في ألمانيا، هم أول الضحايا لهذا النقص، وخاصة الوافدين الجدد، وقفز مؤشر أسعار الإيجارات بالفعل بنسبة 7.4% في الربع الأول، ولا يوجد أمل في حدوث تحسن في ظل نقص الإنشاءات الجديدة، وتعهدت الحكومة الألمانية ببناء 400 ألف منزل سنوياً، ولكن لم يتم بناء سوى 295300 فقط العام الماضي.
ولا يوجد أي أمل في أن ينعكس هذا الاتجاه بسرعة بل على العكس من ذلك، فوفقاً لآخر مسح أجراه معهد "إيفو" فإن عدد المنازل التي سيتم إنشاؤها عام 2024، لن يتجاوز 210 آلاف وفي عام 2025، 175 ألف منزل.
ولا بدّ من النظر في أن ارتفاع أسعار المواد الخام والمتطلبات البيئية الجديدة يزيدان تكاليف البناء، لدرجة أن ربحية المشاريع لم تعد كافية.
وفي فبراير، أبلغت 14.3% من الشركات التي شملها استطلاع "إيفو" عن إلغاء مشاريعها، وهو رقم قياسي منذ عام 2012، وفي ظل هذه الظروف، يرى كونرت أن سوق العقارات السكنية يجب أن تشهد ارتفاعاً تدريجيا للأسعار مرة أخرى.
وتتوقع "في دي بي ريسرش" زيادة بنسبة 1% اعتباراً من العام المقبل، وفي فترة الهدوء، قد يكون الوقت مناسبا للشراء في ألمانيا.
