أصغر شقة في موسكو.. أقل من 9 أمتار وبسعر خيالي

قالت شركة "ميتريوم" الروسية للتحليلات، الأحد، إنه جرى عرض شقق صغيرة للبيع في موسكو لأول مرة، بمساحة لا تزيد على 8.8 متر مربع.

ونقلت قناة "آر تي عربية" الروسية عن الشركة، أن سعر هذه الشقق المعروضة في مجمع سكني، بجنوب العاصمة الروسية، يبلغ 4.3 مليون روبل (أي أكثر من 58 ألف دولار).

وأشارت إلى أن متوسط مساحة الشقق في المباني الجديدة بموسكو، انخفض بشكل عام خلال الشهر الماضي، بواقع 0.4 متر مربع.

ولفتت إلى أنه في السابق، كانت مساحة أصغر شقة في موسكو تبلغ 9.8 متر مربع.

ويُعرف سوق العقارات في العاصمة الروسية موسكو بغلائه، بالمقارنة مع باقي المدن، كما أن الصعود في أسعار الشقق، يجعل من إمكانية الشراء أكثر صعوبة، خاصة في مركز المدينة، حيث يفوق سعر هذه الشقة، 15 ضعف ثمن شقة صغيرة خارج العاصمة.

 ضعف المبيعات

ووفق "فرانس برس"، فإنه مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام، قُلِب الوضعُ رأسًا على عقب في سوق العقارات.

ونقلت عن مهندس ميكانيكي سابق، يدعى فلاديمير، أنه عرض  شقته المؤلفة من غرفتين للبيع في أكتوبر، لكن لم يُبدِ أحد اهتمامًا بشرائها، خاصة أن سعرها المرتفع لا يناسب السوق، بعد أن غادر موسكو آلاف ممن لديهم قوة شرائية عالية، للعيش في الخارج.

وأوضح أنه اضطر إلى بيعها بسعر أقل بـ 20% من قيمتها، ما يعكس واقعا جديدا لاقتصاد بلاده، في ظل العقوبات المفروضة على روسيا.

وقال المؤسس الشريك لشركة العقارات "ريو لاكس" في موسكو، فاديم أوريخوف، لفرانس برس، إن سوق العقارات أصبحت "معقدة" منذ عام.

وأضاف أن هناك الكثير من العقارات في السوق، ما يخلق تنافسًا كبيرًا بين البائعين، لافتا إلى أن هذا أمر غير مسبوق منذ عامَين، مؤكدا أن جائحة كوفيد-19، أثّرت بشدّة على سوق العقارات المحلية.

 تراجع الأسعار

فيما قالت أناستاسيا تشيتشيكينا، التي تعمل في سوق العقارات منذ مطلع 2022، إن سعر المتر المربّع يبلغ نحو 3200 يورو، مسجلًا تراجعًا بالنسبة للذروة، التي بلغتها الأسعار وسط موجة "الهلع" في مارس وأبريل 2022، حين هرع الروس إلى الاستثمار بالعقارات، عندما بدأت تنهار قيمة الروبل قبل أن تستقر.

بدوره، قارن مدير مركز تحليل "مؤشر سوق العقارات"، أوليغ ريبتشينكو، بين وضع السوق الحالي ووضع السوق "بين 2014 و2015، حين فُرضت العقوبات الأولى على موسكو، بعد ضمّ شبه جزيرة القرم، لافتا إلى أنه في الحالتَين انخفضت أسعار العقارات تدريجيًا، بعد ارتفاعها على مدى قصير. غير أن العام 2022 شهد ظاهرة جديدة، تمثلت في ارتفاع هائل في عدد المعاملات بالوكالة.

ووفق وكالة "إنكوم" INCOM للعقارات، فإن نسبة الشقق المبيعة في موسكو عبر وكيل، كانت 17% على الأقل هذا الخريف، مقابل أقل من 5% قبل الحرب.

وبحسب فرانس برس، فإن التطوّرات في سوق العقارات، تعكس تكيّف روسيا مع الواقع الجديد، كما يصفه مسؤولون روس، الذين يحرصون على تأكيد أن روسيا، تمكنت من مواجهة الموجة الأولى من العقوبات الدولية، دون أن تكون معزولة تمامًا.