يُعد سانجاي تولاني أحد أصغر الشخصيات عمراً ومن أكثرها إنجازاً في مجال تخطيط الثروات العابرة للأجيال والتأمين العالمي. يشغل منصب المدير الدولي لمؤسسة «غودويل وورلد» (Goodwill World)، وهي مكتب عائلي متعدد الجنسيات يخدم العائلات ذات الثروات العالية في أكثر من 53 دولة، ويقدم حلولاً استراتيجية وشخصية لحماية الثروة العائلية وتنميتها عبر الأجيال، بالإضافة لكونه عضو مجلس إدارة (Tolani Family Office).
يتمتع تولاني بخلفية أكاديمية متعددة التخصصات، ويحمل درجة الدكتوراه، وله أكثر من 13 كتاباً منشوراً. ولعب دوراً محورياً في تصميم وتنفيذ منتجات واستراتيجيات مالية مبتكرة لآلاف العملاء، بما في ذلك أكثر من 50 عائلة من ذوي الثروات الفائقة، حيث أشرف على إدارة أصول تتجاوز قيمتها 25 مليار دولار.
في سن الـ19، أصبح تولاني أصغر عضو في رابطة «مائدة المليون دولار المستديرة»، وهي رابطة عالمية رفيعة المستوى للعاملين في القطاع المالي. وبحلول سن الـ28، أصبح أصغر عضو دائم في تاريخ الرابطة.
يتحدث سانجاي تولاني لـ«إرم بزنس» بصراحة عن المفاهيم الخاطئة في مجال المال، وخرافة التقاعد، وأهمية الثقة في عالم الأعمال، ولماذا يرى أن النجاح يكمن في الوضوح، والأخلاق، والفضول المستمر.
يصف تولاني دخوله هذا المجال بأنه «عفوي»، جاء بدافع من شغف والده، الذي عمل في هذا المجال لأكثر من 45 عاماً.
ويضيف «البعض يظن أن هذا المجال معقد، لكنني أراه بسيطاً للغاية إذا كانت الأسس سليمة. هناك 4 حقائق مؤكدة في الحياة: الوفاة، المرض، التقاعد، وتعليم الأبناء، وكلها تتطلب المال. ومع ذلك، لا يخطط معظم الناس لها. لا نستيقظ كل صباح لنقول: ماذا لو متّ اليوم؟ وهذا ما أبدأ به عند تقديم نصيحتي في التخطيط المالي».
يؤمن سانجاي أن النجاح في هذا المجال يرتكز على 4 مبادئ رئيسة علمه إياها والده:
1- لا تعتبره عملاً. إذا أصبحت النصيحة المالية جزءاً من شخصيتك، فلن تشعر بأنها عمل.
2- قابل أشخاصاً تحبهم كل يوم. إن كنت تقابل أشخاصاً لا تحبهم، فهذه وظيفة ستود تركها. يجب أن يبدو كل يوم كأنه يوم إجازة.
3- قدّم أفضل نصيحة للجميع. لا تحتفظ بأفضل ما لديك لأصدقائك أو عائلتك فقط. عندما تقدم الجودة نفسها للجميع، لن تحتاج لتتذكر ما قلته ولمن.
4- لا تقلق بشأن النتائج. فبيع منتجات التأمين والمنتجات المالية هو نتيجة تلقائية للنصيحة الجيدة.
يشرف تولاني على شبكة تضم أكثر من 200 ألف مستشار مالي حول العالم، ويسافر أكثر من 250 يوماً في العام! ورغم زخم العمل، إلا أنه يصرّ على التواصل مع الناس، ويؤمن أن الاستماع إلى مشاعر العملاء وتوقعاتهم أهم من أي بيانات أو تقارير.
كما يدير شبكة عالمية من مستشارين، ومن خلالهم يحصل على معلومات لحظية تتجاوز الأرقام والبيانات لتصل إلى مشاعر الناس. البقاء على اتصال بالبشر هو الطريقة الحقيقية لفهم تطور احتياجات العملاء، وفق سانجاي.
تولاني من أشد المدافعين عن الممارسات الأخلاقية في المجال المالي؛ إذ يرى أن تقديم النصيحة الجيدة أحياناً يتطلب الاعتراف بعدم امتلاك الخبرة الكافية، وإحالة العميل إلى مختص آخر.
ويعتبر أن التركيز هو مفتاح بناء الثروة، وليس التنويع كما يشاع. يضرب أمثلة حيّة بأشخاص مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك وبيل غيتس، ممن ركزوا على مشروع واحد وبنوا إمبراطوريات.
ويرى تولاني أن الثقة ليست خياراً، بل أساس، «فلا يمكن بناء مسيرة مهنية في مجال المال، أو في أي مهنة خدمية من دونها. بعد الثقة، تأتي النصيحة. النصيحة الجيدة«. وأن تعرف متى تقول: «لست الخبير في هذا المجال، دعني أحيلك لمن هو كذلك». فالمال يشمل مجالات كثيرة: الاستثمارات، العقارات، التأمين، الضرائب، العملات الرقمية، والخدمات المصرفية، «ولا يمكن لأحد إتقانها جميعاً. الأخلاق تعني أن تعرف حدودك وتكون صادقاً بشأنها».
أحد أكثر إنجازاته إثارة للإعجاب هو إنشاء نسخة رقمية من نفسه، والتي أطلق عليها «عقل صناعي بذكاء طبيعي»، مدرب على صوته، طريقته في التفكير، ومنطقه الشخصي.
ويصفه مازحاً بأنه أذكى منه وأكثر صبراً ومتاح دائماً.
ويجسد هذا المشروع رؤيته للمستقبل حيث يمكن للمستشارين الماليين أن يكونوا متاحين على مدار الساعة، وأن يقدموا خبراتهم بشكل رقمي فعال.
يرى تولاني أن كل جيل هو وصي على الجيل التالي. لا أحد يملك شيئاً. وإذا رأينا أنفسنا أوصياء لا مُلّاك، سيتغير أسلوبنا في الحفاظ على الثروة ونقلها.
وفي النهاية، يقول تولاني إن الإرث الحقيقي لا يتعلق بالأصول، بل بالقيم، والأنظمة، والوضوح وبالتعليم، والتمكين، والارتقاء بالناس ليعيشوا حياة أفضل وأكثر معنى.