تراجع اليورو أمام الدولار يوم الأربعاء الـ30 من أبريل، في نهاية يوم مضطرب من التداولات، وسط أجواء طغى عليها القلق والتساؤلات حول مسار الاقتصاد العالمي. زوج EUR/USD فقد بعضاً من توازنه، ليس فقط تحت وطأة الأرقام، بل بسبب حالة الترقب التي سادت بين المستثمرين بعد صدور سلسلة من البيانات التي عكست ملامح التباطؤ في الولايات المتحدة.
جاءت البداية من سوق العمل، حيث أظهر تقرير ADP للوظائف في القطاع الخاص إضافة 62 ألف وظيفة فقط خلال أبريل، وهو رقم دون التوقعات وبفارق كبير عن قراءة الشهر السابق البالغة 147 ألفاً.
هذا التراجع المفاجئ أشعل المخاوف من أن الزخم الاقتصادي بدأ يفقد قوته. وما زاد الصورة ضبابية، بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والتي سجلت انكماشاً بنسبة -0.3%، بعد أن كانت الأسواق تتعامل مع نمو سابق عند 2.4%؛ ما اعتبره كثيرون إشارة مقلقة على هشاشة التعافي.
ولم تكن بيانات التضخم أفضل حالاً؛ إذ تراجع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس إلى 2.6% في مارس، من 3.0% سابقاً، وهو المؤشر الذي يراقبه «الفيدرالي» عن كثب لتحديد توجهاته.
وبين التباطؤ في النمو وتراجع التضخم، بدت السياسة النقدية الأميركية على مفترق طرق؛ ما دفع المستثمرين للتحرك بحذر، مع منح الدولار أفضلية نسبية لكنها محدودة.
على الجانب الآخر، ورغم صدور بيانات أوروبية أقل درامية، فإنها لم تكن كافية لدعم اليورو. فمؤشر أسعار المستهلكين
في ألمانيا ارتفع بنسبة 0.4% في أبريل، مقابل 0.3% في الشهر السابق، وهو ما عكس استقراراً طفيفاً في وتيرة التضخم.
أما الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو، فقد حافظ على وتيرته السنوية عند 1.2%، وهو ما جاء مطابقاً للتوقعات، دون أي مفاجآت.
أمام هذه الصورة المتباينة، اختارت السوق الوقوف إلى جانب العملة الأميركية في الوقت الراهن، وهو ما دفع زوج EUR/USD للتراجع، وسط حالة من الترقب تخيم على الأجواء بانتظار ما قد تحمله الأسابيع المقبلة من إشارات حاسمة من البنوك المركزية.
يسلط هذا التحليل الضوء على رسوم الشموع اليابانية لزوج اليورو/دولار باستخدام مناطق العرض والطلب، ومناطق فيبوناتشي، والاتجاهات السعرية، ومؤشري القوة النسبية (RSI) ومتوسط الحركة الاتجاهية (ADX) والمتوسط المتحرك وبعض الأدوات.
استناداً إلى الرسم البياني، يُلاحظ أن زوج اليورو/ دولار يتفاعل بقوة مع منطقة العرض، ويتحرك داخل قناة هابطة واضحة، حيث يُرجّح أن يواصل الاتجاه السلبي في حال استقر بشكل مؤكد دون الحد السفلي لخط الاتجاه الهابط. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فمستقر عند مستوى 41؛ ما يدل على وجود قوة نسبية سلبية.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) متوسطة عند 28 ما يشير إلى وجود قوة متوسطة في الاتجاه الهابط حالياً.
يعتمد هذا التحليل الفني على إلقاء نظرة على الاتجاهات السعرية ومناطق العرض والطلب والمتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI). وقد وضعت رؤية مناسبة لهذا اليوم. أما احتمال تحقق هذه الرؤية بحسب التحليل، فيراوح بين 60% و70%.
أخيراً، يعتبر هذا التحليل الفني بمثابة أداة مساعدة فقط للمتداول في اتخاذ قراره الاستثماري، ولا يشكّل أي توصية بالبيع أو الشراء أو إجراء أي تعاملات مالية. ويُعتبر الحذر، وكذلك إدارة المخاطر، أمراً واجباً عند التداول.