خاص
خاصالشريحة الإلكترونية بدماغ الإنسان

الشريحة الإلكترونية بدماغ الإنسان.. ثورة في التكنولوجيا الطبية

تُجمع الأوساط التكنولوجية والطبية على الأهمية الاستثنائية والثورية لتجارب زراعة شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان، والتي يأمل القائمون عليها أن تتيح للمرضى التحكم في حركاتهم، والتواصل مع الآخرين باستخدام أفكارهم فقط.

وقال خبير تكنولوجيا المعلومات في لندن، إياد بركات، إنّ زراعة أول شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان، تُعد علامة فارقة في مجال التكنولوجيا، فهذه الشريحة تُمكّن مرضى الشلل الدماغي الحاد من استعادة بعض وظائفهم الحركية والتواصلية، ممّا يُحسّن بشكل كبير من نوعية حياتهم.


أوامر فورية للدماغ

وعن كيفية عمل الشريحة الإلكترونية، أشار الخبير، في تصريحات لـ"إرم الاقتصادية"، إلى أن "الشريحة الإلكترونية المزروعة في دماغ الإنسان جهاز معقد للغاية، إذ تعمل الشريحة ببطارية قابلة للشحن لاسلكياً، وتخزن البيانات في رقاقة متطورة، وتسمح هذه الرقاقة للمريض بإرسال أوامر فورية للدماغ لإجراء عمليات عقلية مثل الحساب أو إجراء المعاملات عبر الإنترنت".

ومع ذلك، لم يتم إثبات قدرة الشريحة على تمكين المريض من المشي حتى الآن، إذ تقتصر وظائفها الحالية على تحسين التواصل والحركة لدى مرضى الشلل الدماغي الحاد.

ومنذ أربعة أعوام، اتخذت شركة "Synchron" المُتخصصة في التكنولوجيا العصبية خطوةً جريئةً نحو تغيير مسار حياة هؤلاء المرضى، بوضع خطةٍ لزراعة شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان، وفي عام 2021، انطلقت التجربةُ الأولى، حاملةً معها آمالاً عريضةً في إعادة الأمل لمرضى عانوا قيودًا جسدية ونفسية.

تحقيق مع ماسك

وفي نوفمبر الماضي، طالب 4 مشرعين أميركيين بفتح تحقيق مع ماسك لمعرفة ما إذا كان يُضلل العالم بشأن سلامة شريحة الدماغ الإلكترونية التي تنتجها شركته، وجاء هذا الطلب بعد تقارير  ترتكز على تسجيلات طبية تُظهر مضاعفات خطيرة بعد زرع الشريحة، وفق الخبير.

ورغم إعلان ماسك مؤخراً عن تعافي أول مريض بعد جراحة زراعة الشريحة، فإن الخبراء يطالبون بمزيد من الشفافية من قبل الشركة.

مخاطر عصبية

ويُشير استشاري أمراض المخ والأعصاب، الدكتور محمد رفعت، إلى أنّ "زراعة الشرائح الإلكترونية في مخ الإنسان ليست تقنية جديدة تمامًا، إذ اُستخدمت منذ سنوات لعلاج بعض الأمراض مثل الرعاش والتوتر العضلي".

ويُؤكّد، في تصريحات لـ"إرم الاقتصادية"، أنّ "هذه التقنية لم تُثبت قدرتها على علاج الشلل الدماغي أو تمكين المريض من المشي حتى الآن"، محذرًا من مخاطر زراعة أي جسم غريب في جسم الإنسان، بما في ذلك الشرائح الإلكترونية.

ويُنتظر الإعلان عن تفاصيل حالة المريض الذي تمّت زراعة شريحة إلكترونية في دماغه، وعانى من الشلل الدماغي، وأصبح قادرًا على المشي، وفق الدكتور محمد رفعت.

ليس جديداً

ويرى استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات، المهندس عاصم جلال، أنّ "ما توصلت إليه شركة نيورالينك من زراعة شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان، ليس إبداعًا جديدًا، بل هو نتاج لسلسلة طويلة من الأبحاث التي عملت عليها العديد من الشركات منذ ستينات القرن الماضي".

وبدأت الأبحاث حول  زراعة شرائح إلكترونية في الدماغ في الستينات، وركزت على توصيل الكهرباء إلى خلايا مخ الإنسان من خلال شريحة إلكترونية، وفق المهندس عاصم جلال الذي أضاف أن هذه الشريحة تُستخدم لمنح نبضات كهربائية، وتوصيل الأوامر إلى الأعصاب للتحكم في وظائف الجسم المختلفة.

وأضاف استشاري العلوم الإدارية، أنّ العقد الماضي شهد ثورة تقنية هائلة في مجال زراعة الشرائح الإلكترونية، فقد تمّ تطوير أجهزة تُوضع على رأس الإنسان، وتُمكن من حساب الموجات الكهرومغناطيسية، دون الحاجة إلى اتصال مباشر بالمخ.

وألهمت هذه الأجهزة نيورالينك، فقد بدأت الشركة العمل منذ عام 2016 عن طريق تحفيز الحبل الشوكي لإرسال إشارات إلى الجهاز العصبي، بحسب المهندس عاصم جلال.

وتوقع أن تشهد الفترة المُقبلة ظهور تطبيقات متعددة لمنح المخ إشارات وتحويلها إلى أوامر فعلية، وأوضح أن "مراكز بحثية هولندية وفرنسية تُجري أبحاثًا متقدمة في هذا المجال، ما يُبشر بحدوث طفرة طبية لمرضى الشلل الدماغي خلال السنوات المُقبلة".

وتُثير هذه الأبحاث الأمل في إمكانية تمكين مرضى الشلل الدماغي من السير على الأقدام، ما يُحسّن بشكل كبير من نوعية حياتهم.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com