في خطوة تهدف إلى جذب اهتمام المستهلكين الأصغر سناً، أطلقت شركة «ماجد الفطيم» الإماراتية نسخاً افتراضية من اثنين من مراكزها التجارية في دبي على منصة الألعاب العالمية «روبلوكس» (Roblox).
تعكس هذه الخطوة اشتداد المنافسة بين تجار التجزئة لاستقطاب الأجيال المولودة في العصر الرقمي، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول أساليب التسويق في لعبة يشكل الأطفال أغلبية مستخدميها، وفق ما أشار إليه خبراء في تقرير نشره موقع (AGBI).
وأعلنت «ماجد الفطيم» الأسبوع الماضي أن «مول الإمارات» (Mall of the Emirates) ومراكز «سيتي سنتر» (City Centre) أطلقا لعبتين منفصلتين على منصة «روبلوكس»، تجسدان رقمياً بعض المرافق والمعالم الموجودة داخل المول.
تتيح المنصة للمستخدمين إنشاء ألعابهم الخاصة أو اللعب في ألعاب أنشأها آخرون، وتضم أكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهرياً، منهم 58% تقل أعمارهم عن 16 عاماً، و22% دون سن التاسعة، وفق بيانات شركة «ستاتيستا» (Statista).
تتبع المنصة لشركة «روبلوكس كوربوريشن» (Roblox Corporation)، وهي شركة مساهمة عامة تبلغ قيمتها السوقية 89 مليار دولار، وتعتمد في إيراداتها بشكل رئيسي على بيع العملة الافتراضية «روبوكس» (Robux) التي يستخدمها اللاعبون لشراء المحتوى داخل اللعبة.
ترى المستشارة التقنية وكاتبة العمود في (AGBI)، أديلين بيلون، أن خطوة «ماجد الفطيم» تعكس الحاجة إلى الحفاظ على حضور قوي وسط منافسة متزايدة من مراكز تسوق أحدث وأكثر تفاعلية.
قالت بيلون: «لطالما كان مول الإمارات واحداً من أبرز وجهات التسوق في دبي، لكن مع التطور العمراني السريع وتغير اتجاهات السوق، ظهرت موجة جديدة من المراكز التجارية الأحدث والأكثر تفاعلية وارتباطاً بالمواضيع الرائجة».
يشتهر «مول الإمارات» عالمياً بمنحدر التزلج الداخلي، ويخضع حالياً لعملية تطوير بقيمة 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار)، تشمل افتتاح مسرح جديد هذا العام، وإضافة أربع وجهات ترفيهية جديدة، وتوسيع خيارات المطاعم خلال السنوات المقبلة.
أشارت بيلون إلى أن هذه المشاريع، إلى جانب الدخول إلى «روبلوكس»، تأتي ضمن استراتيجية أوسع لـ«تجديد الصورة» والحفاظ على جذب الزوار.
تأتي هذه الخطوة في إطار توجه أوسع في صناعة الألعاب نحو التعاون بين الألعاب الشهيرة والعلامات التجارية الواقعية. فقد استضافت لعبة «فورتنايت»، التي تحظى أيضاً بجمهور واسع من الشباب، حفلات موسيقية افتراضية لفنانين مثل آيساب روكي، كما تعاونت بانتظام مع مشاهير مثل المغنية سابرينا كاربنتر لتقديم شخصياتهم في صورة محتوى قابل للشراء داخل اللعبة.
توقعت هاذرول-شو أن تحذو المزيد من العلامات التجارية الإقليمية حذو «ماجد الفطيم» مع تزايد الطابع الرقمي لأسلوب حياة المستهلكين، وقالت: «مقابلة جمهورك في الأماكن التي يتواجد فيها دائماً استراتيجية ناجحة».