لماذا يستهدف المليارديرات الذهاب للفضاء؟

هبطت مركبة فضائية خاصة على سطح القمر، الشهر الماضي، في أول هبوط أميركي منذ أكثر من 50 عاما، في مهمة ترعاها وكالة ناسا، وتقوم بها شركة "إنتويتف ماشينز"، ومقرها هيوستن.

ثم في الأسبوع الماضي، أُطلق صاروخ Starship الضخم، التابع لشركة SpaceX أخيرًا إلى الفضاء، وحلّق فوق الأرض دون أن ينفجر، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر" إفريقيا.

وكان كلا الإنجازين بمثابة قفزات كبيرة للأمام، لبرنامج القمر الجديد التابع لناسا، والذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر باستخدام المركبة الفضائية.

وتعتمد أكبر خطط ناسا - لاستبدال المحطة الفضائية القديمة، وإنشاء قاعدة دائمة على القمر، وإرسال رواد فضاء إلى المريخ - على شركات مثل SpaceX أو Blue Origin التابعة لجيف بيزوس.

• خطط المليارديرات

لكن المليارديرات الذين يديرون تلك الشركات لديهم خطط أكبر، على سبيل المثال، قال إيلون ماسك إنه يخطط لإطلاق 1000 مركبة فضائية لبناء مدينة على المريخ وسكنها.

كما يتصور بيزوس أن يعيش تريليون شخص في محطات فضائية عملاقة عبر النظام الشمسي.

ولدى الشركات الناشئة الأخرى في مجال الفضاء، طموحات تشمل تعدين الكويكبات، والتخصيب في المختبر (IVF) في الفضاء، والفنادق الفضائية.

مايا كروس، أستاذة الشؤون الدولية والدبلوماسية في جامعة نورث إيسترن، قالت لموقع بيزنس إنسايدر: "لا يوجد أي شيء قابل للتنفيذ على وجه التحديد".

وفي الوقت الذي تتنافس فيه الشركات الناشئة في مجال الفضاء والمليارديرات، على موطئ قدم على القمر وما بعده، يرى الخبراء أن الحكومات، ربما تحتاج إلى البدء في وضع بعض القواعد الأساسية.

وقال جورج نيلد، المدير المساعد السابق لمكتب الفضاء التجاري، التابع لإدارة الطيران الفيدرالية: "سيتعين علينا أن نعرف كيف نريد أن نعمل، وما هي القواعد التي نريد أن نعيش بموجبها، وكيف سيبدو الإطار".

• اقتصاد الفضاء

ولفت جويل كيرنز، نائب المدير المساعد للاستكشاف، في مديرية المهام العلمية التابعة لناسا، في مؤتمر صحفي قبل مهمة "إنتويتف ماشينز": "نريد حقًا أن نحاول تنمية الاقتصاد القمري وإنجاح هذه الشركات".

وحتى الآن، تعمدت حكومة الولايات المتحدة، تجنب تنظيم اقتصاد الفضاء الناشئ، خوفاً من خنقه قبل انطلاقه، بحسب بيزنس إنسايدر.

على سبيل المثال، تنشط إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، بشكل كبير في تنظيم سلامة الركاب على متن الطائرات، ولكن ليس لديها قواعد لسلامة ركاب الرحلات الفضائية، حتى عندما تنقل شركات Blue Origin وSpaceX وVirgin Galactic السياح إلى حافة الفضاء أو حول الكوكب.

وقالت كروس: "نحن بحاجة إلى تنظيم أكثر بكثير، مما هو موجود حاليًا"، مضيفة أنه: "من مصلحة الشركات الخاصة أيضًا الدعوة إلى هذا التنظيم عاجلاً وليس آجلاً، لأنهم لا يريدون البدء في الاستثمار، واتخاذ إجراءات بشأن أشياء ستعتبر غير قانونية في المستقبل".