كشفت شركة «هيوماين» (Humain) السعودية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، عن مساعيها لجذب استثمارات من كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، وعزمها إطلاق صندوق رأس مال جريء بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في الشركات الناشئة، في إطار قيادتها لجهود المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، طارق أمين، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز»، إن الشركة تجري محادثات مع جهات أميركية من بينها OpenAI، وشركة xAI التابعة لإيلون ماسك، وشركة Andreessen Horowitz، بهدف جذب شركاء استراتيجيين إلى مشروع مراكز البيانات العملاق الذي تطوره «هيوماين».
وأضاف أن «هيوماين» تهدف إلى أن تصبح من أكبر مزودي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتسعى لتوفير 1.9 غيغاواط من قدرة مراكز البيانات بحلول عام 2030، ترتفع إلى 6.6 غيغاواط بحلول 2034، بتكلفة إجمالية تصل إلى 77 مليار دولار.
وأشار أمين إلى أن صندوق رأس المال الجريء الذي تستعد الشركة لإطلاقه، «هيوماين فنتشرز»، سينطلق هذا الصيف بقيمة استثمارية مبدئية تبلغ 10 مليارات دولار، وسيتركز نشاطه في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية سعودية موسعة تهدف إلى توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتصميم الرقائق، واستقطاب الشركاء الدوليين، وقد أبرمت «هيوماين» منذ إطلاقها صفقات بقيمة 23 مليار دولار مع شركات أميركية من بينها Nvidia وAMD وAWS وQualcomm.
وتزامن الإعلان عن الشركة مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، بصحبة عدد من أبرز رؤساء شركات التكنولوجيا، من بينهم ماسك وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لـOpenAI، وجينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia.
في سياق متصل، أكد أمين أن «هيوماين» لن تدخل مجال تصنيع الرقائق، لكنها وقعت اتفاقاً بقيمة 2 مليار دولار مع Qualcomm لإنشاء مركز لتصميم الشرائح في الرياض، سيوفر 500 وظيفة هندسية، كما أبرمت اتفاقاً مع AMD بقيمة 10 مليارات دولار لتوفير 500 ميغاواط من الطاقة الحاسوبية خلال خمس سنوات.
وفي إطار المرحلة الأولى من مشروع مراكز البيانات، تبدأ الشركة بإنشاء مركز قدرته 50 ميغاواط باستخدام 18 ألف وحدة معالجة من Nvidia، على أن يتم توسيعه لاحقاً إلى 500 ميغاواط تتطلب نحو 180 ألف وحدة معالجة.
وأكد أمين أن «هيوماين» ستبدأ خلال 30 يوماً عملية شراء الرقائق من الشركات الأميركية، معبّراً عن ثقته بدعم إدارة الرئيس ترامب لتلك الصفقات، خصوصاً بعد إلغاء واشنطن لقرار سابق كان يقيّد تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى بعض الدول، من بينها السعودية.
من جهتها، تعتزم الحكومة السعودية تقديم حوافز تشمل دعم أسعار الكهرباء لجذب شركات الذكاء الاصطناعي العالمية، في ظل تكلفة الطاقة المنخفضة في المملكة، كما يُتوقع إصدار قانون يُخضع مراكز البيانات للقوانين السارية في الدول الأصلية للشركات المستأجرة، بهدف طمأنة الجهات الدولية بشأن سيادة البيانات.
وفي إطار توحيد الأصول التقنية تحت مظلة واحدة، ستنتقل مشاريع مشتركة مثل مركز البيانات العملاق لشركة Groq من «أرامكو ديجيتال» إلى «هيوماين»، حيث حصلت الأخيرة على أرض مساحتها 6 كيلومترات مربعة في المنطقة الشرقية، لبناء 10 مراكز بيانات، وتخطط لبناء مجمع أكبر بثلاثة أضعاف الحجم في العاصمة الرياض.
واختتم أمين بالقول: «الطلب العالمي على القدرات الحاسوبية هائل، وهناك طريقان: إمّا التدرج وإما السرعة، ونحن اخترنا الطريق الأسرع.. فمن يصل أولاً سيحظى بحصة كبيرة من السوق».