وقالت المجموعة، التي تضم "أبل" و"تسلا" و"سامسونغ إلكترونيكس" من بين عملائها، إن المنشأة الجديدة في كاتانيا، صقلية، ستنتج أشباه الموصلات من كربيد السيليكون لأجهزة ووحدات الطاقة.
تعد رقائق كربيد السيليكون أكثر مقاومة وكفاءة في استخدام الطاقة من الرقاقات التقليدية، وهي محرك رئيس للنمو لمصنعي أشباه الموصلات لأنها أصبحت سائدة بسرعة في السيارات الكهربائية ومراكز البيانات.
وتقوم "إس تي ميكروإلكترونيكس" بتصنيع بعض منتجات كربيد السيليكون في كاتانيا، حيث تتواجد منذ عام 1962. ويُظهر الاستثمار الجديد أن الشركة تسعى إلى توسيع طاقتها الإنتاجية حيث يتوقع المحللون حدوث انتعاش في سوق أشباه الموصلات.
وتواجه "إس تي ميكروإلكترونيكس" مشاكل مع صناعة الرقائق الأوسع منذ أشهر نتيجة انخفاض الطلب على أشباه الموصلات في الأجهزة الاستهلاكية، حيث أحجم مصنعو الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر عن طلب المزيد من الرقائق التي قاموا بتخزينها في السنوات الأخيرة.
كما لم تسلم صناعة السيارات، التي وفرت لفترة طويلة شريان حياة للقطاع حيث سعت شركات صناعة السيارات إلى رقائق أصغر وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة في سعيها نحو السيارات الكهربائية، من التباطؤ أيضاً.
في أبريل، أعلنت شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، المملوكة لإيلون ماسك، عن أول انخفاض على أساس سنوي في عمليات التسليم الفصلية منذ عام 2020، في إشارة إلى تباطؤ سوق السيارات الكهربائية وترجمته إلى عدد أقل من الطلبات لشركات تصنيع الرقائق.
وخفضت "إس تي ميكروإلكترونيكس" مؤخراً توقعات مبيعاتها وهامشها لهذا العام بعد أن سجلت إيرادات أقل من توقعات المحللين للربع الأول. كما خفضت منافستها الألمانية "إنفينيون تكنولوجيز" مبيعاتها وتوجيهات الهامش للسنة المالية حتى نهاية سبتمبر.
يتضمن الاستثمار المخصص للمصنع والذي يبلغ حوالي 5 مليارات يورو حوالي 2 مليار يورو من الدعم الحكومي من إيطاليا، بعد أن وافقت سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي على الحزمة في شكل منحة مباشرة.
وقالت المفوضية الأوروبية – الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي ومنفذ مكافحة الاحتكار – إن المساعدات الحكومية ضرورية لدعم سلسلة توريد أشباه الموصلات في أوروبا حيث يسعى الاتحاد إلى أن يصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً في إنتاج الرقائق بينما تسعى الولايات المتحدة إلى جذب المستثمرين بإعانات سخية.
تقوم إدارة بايدن بتوزيع مليارات الدولارات على شركات، مثل "شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" و"إنتل" و"سامسونغ"، المستعدة للاستثمار في منشآت صنع الرقائق في الولايات المتحدة في خطوة تهدف إلى إحياء تصنيع الأجهزة في البلاد.
يعد مصنع "إس تي ميكروإلكترونيكس" الجديد في صقلية أحدث استثمار كبير في أوروبا. وحصلت "إنفينيون" يوم الخميس على تصريح بناء لمرحلة البناء النهائية لمصنع جديد في ألمانيا باستثمار قدره 5 مليارات يورو.
وفي العام الماضي، وضعت "شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" و"إنتل" خططاً لضخ عشرات المليارات من الدولارات لبناء منشآت لصنع الرقائق في ألمانيا.
وقالت شركة "إس تي ميكروإلكترونيكس" إن منشأتها الجديدة في كاتانيا يجب أن تبدأ الإنتاج في عام 2026، مع توقع طاقتها الكاملة بحلول عام 2033.