حذر البنك المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء من أن احتمالية زيادة الرسوم الجمركية ترفع مخاطر حدوث صدمات نادرة، ولكنها ضارة على الاقتصاد العالمي، وتهدد استقرار النظام المالي. وأوضح البنك في تقريره نصف السنوي أن هناك مؤشرات على تشكل فقاعة مالية، وهو ما يتجلى في تركّز الاستثمارات في «عدد محدود من الشركات» خاصة شركات الذكاء الاصطناعي، ما يشكل تهديداً للنظام المالي ككل إذا ما تعرضت تلك الشركات لأي نكسات غير متوقعة.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، أعلن عزمه زيادة الرسوم الجمركية على جميع الدول المصدرة إلى الولايات المتحدة، دون أن يقدم تفاصيل محددة عن خططه في هذا الشأن، وأكد البنك أن مثل هذه الزيادات في الحواجز الجمركية قد تُضعف النظام المالي العالمي.
وقال لويس دي غويندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي: «إلى جانب حالة عدم اليقين الجيوسياسية والسياسية، تزداد حدة التوترات التجارية العالمية، ما يرفع مخاطر حدوث تطورات غير مرغوب فيها».
وأضاف البنك أن زيادة الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي العالمي، والتضخم، وأسعار الأصول، في وقت يبدو فيه أن المستثمرين يستخفون باحتمالية وقوع مثل هذه السيناريوهات.
وأوضح التقرير: «تشير بعض المؤشرات إلى أن المستثمرين قد يقللون من شأن احتمالية حدوث سيناريوهات سلبية وتأثيرها، كما يظهر من المستويات المنخفضة تاريخياً لعلاوات المخاطر على الأسهم والفوارق الضيقة نسبياً في عوائد سندات الشركات على جانبي الأطلسي».
كما حذر البنك من أن التركيز الكبير لرؤوس أموال أسواق الأسهم في عدد قليل من شركات التكنولوجيا يمثل تهديداً إضافياً للاستقرار المالي، وأشار إلى أن أي إعلانات مخيبة للآمال تتعلق بنتائج أو منتجات هذه الشركات قد تكون لها تداعيات أوسع نطاقاً.
وأضاف البنك: «أن التقييمات المرتفعة والتركيز الكبير للمخاطر يجعل الأسواق المالية عرضة لتعديلات مفاجئة وعنيفة، لا سيما في أسواق الأسهم»، وأكد أن «هذا التركيز في عدد قليل من الشركات الكبرى يثير مخاوف بشأن احتمالية وجود فقاعة مالية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي».