أفاد تقرير جديد بأن أول تجربة صينية لتقنية تعرف باسم واجهة الدماغ والحاسوب، التي تسمح بالتحكم بإشارات الدماغ عبر جهاز خارجي، أثبتت نجاحها، مما يجعل الصين ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تصل إلى هذه المرحلة. حتى الآن، نجحت شركة نيورالينك، المملوكة لإيلون ماسك، في زرع شريحة دماغية في إنسان، مما مكّنه من أداء مهام مثل التحكم في فأرة الكمبيوتر باستخدام أفكاره.
تُنشئ تقنية واجهة الدماغ والحاسوب اتصالاً مباشراً بين الدماغ والعالم الخارجي؛ فهي ليست مجرد نافذة لفهم آليات معالجة المعلومات في الدماغ، بل هي مسار واعد لعلاج الأمراض واستكشاف الجيل القادم من أنماط التفاعل بين الإنسان والحاسوب. ومن المتوقع أن تحسّن هذه التقنية بشكل كبير جودة حياة ملايين المرضى الذين يعانون إصابات كاملة في الحبل الشوكي، وبتر في الأطراف العلوية، والتصلب الجانبي الضموري، من خلال توفير تقنية تستبدل الوظائف الحركية.
أجرت الصين بنجاح أول تجربة سريرية لها على تقنية واجهة الدماغ والحاسوب، مما مكّن مريضاً فقد أطرافه الأربعة في حادث كهربائي عالي الجهد قبل 13 عاماً من التحكم في ألعاب الكمبيوتر باستخدام عقله.
وتمت العملية من خلال جراحة طفيفة التوغل، نجح الجراحون عبرها في زرع شريحة لاسلكية لدى المريض، ويُقال إن الشريحة الصينية أصغر حجمًا وأكثر مرونة من جهاز نيورالينك التابع لإيلون ماسك.
وبحسب التقارير، يهدف الباحثون الصينيون إلى إطلاق الشريحة في السوق بحلول عام 2028 بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة، مع خطط لتمكين الأشخاص بالتحكم الآلي بالذراع لأداء مهام معقدة. وخلال التجربة، استخدم الباحثون شريحة لاسلكية في مريض مصاب بالشلل الرباعي، وبعد أسابيع قليلة فقط من الجراحة، تمكن المريض من لعب ألعاب السباق والشطرنج على الكمبيوتر باستخدام عقله فقط للتحكم في الأجهزة الإلكترونية.
بحسب التقارير، فإن الشريحة المستخدمة في التجربة الصينية هي الأصغر في العالم حتى الآن، إذ يبلغ قطرها 26 ملم وسمكها أقل من 6 ملم، وهي أكثر مرونة بأكثر من 100 مرة من الشريحة التي طورتها نيورالينك.
وتسمح هذه المقاييس أن تكون الشريحة بالكاد يمكن إدراكها، مما يُقلل بشكل كبير من تلف أنسجة الدماغ. وفي المرحلة التالية، يخطط الفريق لتمكين المريض من تشغيل ذراع آلية باستخدام أفكاره لأداء حركات جسدية أكثر تعقيدًا، مثل مسك الكوب وحمله. وقد أطلق المركز هذه التجربة بالتعاون مع مستشفى هواشان في جامعة فودان الصينية.
في الختام، لا بد من الإشارة إلى أن واجهة الدماغ والحاسوب تُعد تقنية ناشئة تساعد المصابين بالشلل على استعادة وظائفهم.
وكانت شركة نيورالينك، التي شارك في تأسيسها إيلون ماسك، هي الشركة الأولى التي نجحت في تجربة هذه التقنية على البشر، لكن يبدو أن شركة إيلون ماسك تواجه تحديًا جديدًا من أحدث التطورات التكنولوجية في الصين، إذ من المتوقع أن تشكل الشريحة الصينية تهديدًا لمشروع ماسك، كونها من المتوقع أن تكون أرخص ومتوفرة بكميات أكبر.