وبحسب دراسة جديدة أظهرت أسباب نجاح تقنية الحركة البطيئة في الإعلانات، حيث إن أحد الأسباب، أنها تجعل المشاهدين يشعرون وكأنهم منغمسون في المشهد، مما يجعلهم متشوقين لظهور المنتج، وبالإضافة إلى أن الإعلانات جميعها، التي يتم تطويرها بواسطة الحركة البطيئة، تجعل المشاهدين يرون في نهاية الأمر أن المنتج متطور.
وقبل بضع سنوات، بدأ الأستاذ المشارك في التسويق في كلية إنسياد للأعمال في فونتينبلو بفرنسا، ديفيد دوبوا، في النظر من كثب إلى إعلانات سوبر بول على مر السنين، ووجد أن ثلث الإعلانات، تم إجراؤها عن طريق استخدام تقنيات لتغيير السرعة.
ويقول إنه من بين هذه الإعلانات، ظهرت الغالية العظمى من المنتجات في حركة بطيئة.
وبالتالي قام بإجراء مقابلة مع مديري العلامات التجارية الفاخرة، الذين أكدوا أن وكالاتهم الإبداعية تقوم على نحو غريزي، بتقليل سرعة الصور في الحملات الإعلانية، ولم يعرف مديرو الحملات الإعلانية السبب.
أظهرت الدراسة التي تتضمن 12 جزءاً، والتي أجراها الدكتور دوبوا، وجود ارتباط بين العلامات التجارية الفاخرة والفيديو بتقنية الحركة البطيئة، وأوضح دوبوا أنه أراد معرفة متى تعمل هذه الآلية، ومتى لا تعمل، وما إذا كان هناك رابط سببي.
وخلال الدراسة قام دوبوا أولاً بتشغيل إعلانات، تعرض علامات تجارية لمنتجات الشوكولاته على فيسبوك، وقام ببث نسختين من الإعلان لحوالي 12 ألف مستخدم عشوائي في أميركا وبريطانيا، وحصل الفيديو الذي تظهر فيها الشوكولاته بسرعة على معدل نقر أقل، بينما حصل الفيديو الذي يتضمن المشهد المعروض بسرعة عادية على معدل نقر أعلى.
ولتأكيد إمكانية هذا التأثير، قام بإشراك 171 شخصاً للترويج لأحد المشروبات بالقرب من جامعته، وقام بفصل المشاركين عشوائيا، قسم شاهد الإعلان بالحركة البطيئة، وقسم شاهد الإعلان بدون أي تغيير بالحركة، وأعطيت كلتا المجموعتين من المشروب نفسه.
وبعد أن تذوقوا المشروب أدرك الأشخاص الذين شاهدوا الإعلان بالحركة البطيئة، أنه أغلى من أولئك الذين شاهدوا الإعلان بالحركة العادية.
وكانت المجموعة التي شاهدت الإعلان بطيئاً، على استعداد لدفع 31 دولاراً في المتوسط ثمن المشروب، مقابل 27 دولاراً للمجموعة الأخرى.
واتبع الدكتور دوبوا تصميميات بحثية مماثلة عبر خمس فئات، بما في ذلك المنتجات النفعية مثل الشامبو والماء، بالإضافة إلى المنتجات الأخرى مثل الشوكولاته، وكانت النتيجة واحدة في جميع الحالات.
وعلى الرغم من أنه لم يستخدم أي أشخاص في إعلاناته، إلا أنه استشهد في دراسة أخرى حديثة، تشير إلى أن وجود شخص ما، يقلل من التأثير الغامر لتصوير الإعلان بالحركة البطيئة.
ويقول الدكتور دوبوا: "عندما يكون هناك بطل في الإعلان يستهلك المنتج بطريقة أبطأ، مما يمكن اعتباره طبيعيًا، فقد يأتي ذلك بنتائج عكسية، لأن المشاهدين يميلون إلى الاعتقاد بأن العلامة التجارية والشخص ليسا أصليين".
يقترح بحث دوبوا أن مديري العلامات التجارية، يمكنهم استخدام الصور البطيئة كطريقة سهلة وبأسعار معقولة، لنقل مفهوم الرفاهية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنتجات جديدة بدون سمعة ثابتة، أو علامات تجارية راسخة تريد الحفاظ على حسن نيتها.
ويقول دوبوا: "من مستحضرات التجميل إلى الطعام، يمكن للعلامات التجارية أن تحاول دمج فيديو بطيء الحركة، بتكلفة زهيدة وفعالة للغاية". "بينما ينتقل كل شيء إلى الفيديو، يمكن الوصول إلى هذه الأداة بسهولة، وهي موجودة بالفعل في صناديق أدوات الشركات".