logo
تكنولوجيا

حروب توصيل الطعام تهدد أرباح شركات التكنولوجيا في الصين

حروب توصيل الطعام تهدد أرباح شركات التكنولوجيا في الصين
درون لتوصيل الطعام تابعة لشركة «ميتوان»، مدينة شنتشن، مقاطعة قوانغدونغ، الصين، 31 مايو 2025.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:15 أغسطس 2025, 06:00 ص

تشهد أكبر شركات التكنولوجيا الصينية انتعاشاً ملحوظاً، مدفوعة بطموحات واسعة تمتد من الروبوتات والنظارات الذكية إلى الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يحث المستثمرون هذه الشركات على إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي بدلاً من الاشتباك المكلف في صراعات السوق المحلية، لا سيما في سوق توصيل الطعام الذي تتجاوز قيمته 80 مليار دولار.

ووفقاً لتقرير نشره موقع «بلومبرغ»، فإن «علي بابا جروب هولدينغ»، «جي دي دوت كوم»، و«ميتوان» مرتبطون بصراع محتدم لتقديم أسرع وأرخص خدمات التوصيل للوجبات والبضائع اليومية، وهو صراع يقلص هوامش الربح ويجذب مراقبة الجهات التنظيمية في بكين».

أخبار ذات صلة

قلق في واشنطن من استخدام برنامج ذكاء اصطناعي لـ«علي بابا» في آيفون

قلق في واشنطن من استخدام برنامج ذكاء اصطناعي لـ«علي بابا» في آيفون

ويقول محللون إن هذه الحروب على الطعام تُلهي الشركات عن الفرص طويلة المدى، لا سيما في تحقيق إيرادات من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تُحدث تحولاً في قطاع التكنولوجيا الصيني.

واستثمرت الشركات الثلاث حتى الآن في 2025 مليارات الدولارات في توظيف العمال، وتقديم الخصومات الترويجية، وتنفيذ حملات تسويقية مكثفة تستهدف ملايين المستخدمين يومياً.

ومع ذلك، كان رد فعل المستثمرين متحفظاً، حيث  خسرت «ميتوان» و«جي دي دوت كوم» ما يقارب 100 مليار دولار من قيمتهما السوقية منذ أواخر العام الماضي.

وتفاقم الوضع في يوليو الماضي عندما استدعت الجهات التنظيمية جميع الشركات الثلاث إلى اجتماع خاص للتحذير من «المنافسة غير المنضبطة».

وبعد ذلك بأيام، أصدرت الشركات بيانات منسقة تعهدت فيها بوقف المنافسة المفرطة، رغم أن المحللين يحذرون من أن الواقع التجاري يجعل التراجع الكامل أمراً غير عملي.

وقال فيي-سيرن لينغ، المدير العام في «يونيون بانكير بريفيه»: «المسألة تتعلق بالحفاظ على المستخدمين، لا يمكن لشركات التكنولوجيا أن تتراجع في هذه المعارك».

لكن المستثمرين يريدون رؤية تركيز أقل على حروب توصيل الطعام وتقدّم ملموس في تحقيق الإيرادات من الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الخدمات السحابية أو تحسين الأعمال الأساسية. هذا هو الطريق الحقيقي للنمو المستدام».

وبينما تعاود شركات التكنولوجيا الصينية التعافي بعد سنوات من الضغوط التنظيمية واضطرابات جائحة كورونا، يظل المستثمرون متفائلين بحذر.

كما شجع التقارب مع حكومة الرئيس شي جينبينغ في فبراير الماضي ثقة المستثمرين، مما أدى إلى ضخ رأس المال في الشركات الكبرى مثل «علي بابا» و«جي دي دوت كوم» و«ميتوان».

أخبار ذات صلة

روبوتات وطائرات مسيّرة تغيّر قواعد توصيل الطلبات في أميركا

روبوتات وطائرات مسيّرة تغيّر قواعد توصيل الطلبات في أميركا

ومع ذلك، لا تزال قيمتها السوقية أقل بكثير من مستوياتها قبل الجائحة، ولم تساعد حروب التوصيل على تحسين الصورة.

وتبرز شركة  «تينسنت هولدينغز» وهي واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في الصين والعالم، كقصة نجاح نسبية، إذ أعلنت مؤخراً عن إيرادات فاقت التوقعات وخطة للإنفاق الحذر على الذكاء الاصطناعي، ما دفع أسهمها للارتفاع حتى 2.4% في هونغ كونغ، مسجلة أعلى مستوياتها خلال أكثر من أربع سنوات، وهو ما يعكس موافقة المستثمرين على استراتيجيات الاستثمار المنضبطة في سوق تنافسية للغاية.

ودخلت «جي دي دوت كوم» سوق توصيل الطعام في فبراير، لتجد نفسها في ما يصفه المحللون بـ«معضلة السجين» مع «علي بابا» و«ميتوان»، حيث علقت الشركات الثلاث في حرب أسعار تبدو غير عقلانية، ولا يمكن لأي منها التراجع دون خسارة المستخدمين.

ووفقاً لمؤسسة «مورغان ستانلي»، لم يحقق توسع «جي دي» في التوصيل عوائد واضحة بعد، مما يترك المستثمرين يبحثون عن توضيح لرؤية الشركة الاستراتيجية.

وفي الوقت نفسه، تستثمر «علي بابا» بكثافة، حيث خصصت 52 مليار دولار للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى 7 مليارات دولار لدعم حملات توصيل الطعام.

ويشير المحللون إلى أن هذه الاستثمارات، رغم كونها علامة على الطموح الطويل الأمد، تؤثر على الهوامش على المدى القصير.

وقال لي تشنغ دونغ، رئيس مركز أبحاث الإنترنت في بكين: «لا يمكن لـ(علي بابا)» التراجع في معركة توصيل الطعام، حتى لو لم تكن جوهر أعمالها، في الوقت نفسه، تظل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي غير مؤكدة من حيث العوائد الفعلية».

أما «ميتوان»، فقد استفادت من شراكة مع منصة البث المباشر الصينية «كوايشو» لتعزيز نموها المحلي، بينما توسع نشاطها في الخارج.

ويعد تطبيقها «كيتا» في هونغ كونغ نموذجاً للتوسع الدولي، مع خطط للانتقال إلى السعودية وقطر والكويت وعمان والبحرين خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ومع ذلك، تعترف الشركة بأن المنافسة المحلية لا تزال تهيمن عليها حالة من الحماس غير العقلاني.

وقال وانغ بوزونغ، رئيس التجارة المحلية في «ميتوان»: «ستنتهي المنافسة عندما يعود الجميع إلى الحكم التجاري الطبيعي والعقلانية».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC