شركة تتفوق على "إنفيديا" في طفرة الذكاء الاصطناعي

وول ستريت
وول ستريتتشارلز ليانغ، رويترز
هيمنت شركة "إنفيديا" (Nvidia) على السوق، بعد أن قادت طفرة الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت قيمة أسهمها بأكثر من أربع مرات العام الماضي، لكن أداء أحد عملاء شركة تصنيع الرقائق كان أفضل منها.

ومؤخراً أصبحت شركة تصنيع الخوادم "سوبر مايكرو كمبيوتر" (Super Micro Computer)، المورد المفضل للشركات والحكومات الحريصة على المشاركة في طفرة الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تؤدي المبيعات الجامحة لخوادمها، المدعومة برقائق الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا" إلى مضاعفة إيراداتها هذا العام، وتجاوزها بعض أكبر منافسيها.

وارتفعت أسهم شركة "سوبر مايكرو كمبيوتر" بأكثر من 12 ضعفاً في الأشهر الـ 12 الماضية، ومن المقرر أن تصبح جزءاً من مؤشر "إس اند بي 500" للشركات الكبيرة المدرجة في الولايات المتحدة يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تصبح صاحبة الأداء الأفضل على المؤشر خلال عام واحد.

تأسست الشركة، التي يشار إليها عادة باسم "سوبرمايكرو" (Supermicro)، في وادي السيليكون في عام 1993 - وهو نفس العام الذي شارك فيه جنسن هوانغ في تأسيس "إنفيديا".

ومثل "إنفيديا"، قاد "سوبرمايكرو" طوال تاريخها بالكامل شخص واحد، وهو الرئيس والمدير التنفيذي تشارلز ليانغ، الذي ولد في تايوان وجاء إلى الولايات المتحدة بعد التخرج من الجامعة.

وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، قال ليانغ إنه يعرف هوانغ منذ عقود، لكن حظوظ الشركات أصبحت متشابكة بشكل كبير الآن فقط، وسط الطفرة في الذكاء الاصطناعي.

وبينما أمضت "إنفيديا" العقدين الأولين من عملها في التركيز في الغالب، على تصنيع الرقائق التي تعمل على تحسين رسومات الكمبيوتر للاعبين، ركزت "سوبرمايكرو" على المنافسة، في عالم خوادم مراكز البيانات الأقل بهرجة، متمسكة بنمو الحوسبة السحابية والاقتصاد الرقمي.

ثم جاء الذكاء الاصطناعي، وأصبحت رقائق "إنفيديا" بمثابة العمود الفقري للازدهار، وتم إنشاء أنظمة مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT) من شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI). وكانت الأفضلية والميزة في السوق، لمصنعي الخوادم الذين يمكنهم شحن تلك الرقائق إلى العملاء بشكل أسرع وبأكبر كميات.

وقال ليانغ إنه كان من المفيد أن يستقر في سان خوسيه، كاليفورنيا، على بعد 15 دقيقة فقط بالسيارة من المقر الرئيسي لشركة "إنفيديا" في سانتا كلارا، وقال: "فرقنا الهندسية قادرة على العمل معاً من الصباح الباكر حتى منتصف الليل".

يقول المسؤولون التنفيذيون والمحللون في الصناعة، إن هيمنة شركة "سوبرمايكرو" الأخيرة في طفرة الذكاء الاصطناعي، تنبع جزئياً أيضاً من استراتيجيتها المتمثلة في صنع "كتل إنشاء" إلكترونية، يمكن تجميعها في خوادم في عدد لا نهاية له تقريباً من النماذج، بينما يقدم المنافسون قائمة أكثر محدودية للعملاء.

ويضيف المحللون أن هذه المرونة كانت ميزة في طفرة الذكاء الاصطناعي، ويريد مطورو تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، إعدادات خادم مختلفة عن الشركات التي تصنع أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد اللغات، مثل "تشات جي بي تي"، ويمكن لـ "سوبرمايكرو" تقديم بنية تحتية مخصصة لكليهما.

ويوضح هانز موسيسمان، المحلل لدى شركة "روزنبلات سيكيوريتيز"، أن المنافسين يحاولون مضاهاة سرعة "سوبرمايكرو" في بناء خوادم مخصصة.

ويقول: "إن العمل يجري بسرعة كبيرة".

المزيد من الرقائق

يقول ليانغ إن شركة "سوبرمايكرو" استفادت أيضاً من وجود مخزون يزيد على مليار دولار، وتمكنت من الحصول على كميات كبيرة من رقائق الذكاء الاصطناعي، الأكثر تقدماً من "إنفيديا"، حتى خلال فترة الطلب المرتفع عليها، والتي أدت إلى نقص طويل الأمد.

وعندما ظهر ليانغ وهوانغ معاً في مؤتمر للحوسبة في تايوان الصيف الماضي، أطلق ليانغ خادماً يعمل بالذكاء الاصطناعي، وقال إنه سيكون متاحاً في الأسابيع القليلة المقبلة، اعتماداً على مدى توفر رقائق إنفيديا، وقال هوانغ: "الأمر يعتمد عليك، وليس علي".

أجاب ليانغ: "أعطني المزيد من الرقائق!".

لقد نمت شركة "سوبرمايكرو" بسرعة كبيرة، لدرجة أنها احتاجت إلى جمع الأموال لشراء تلك الرقائق، التي تبلغ تكلفة كل واحدة منها حوالي 25 ألف دولار. وجمعت الشركة 1.5 مليار دولار من بيع ديون قابلة للتحويل الشهر الماضي، بعد إضافة 600 مليون دولار إلى خزائنها من إصدار أسهم قبل ثلاثة أشهر.

وقال ليانغ: "نحن بحاجة إلى المزيد من الأموال لأن الطلب قوي للغاية"، مضيفاً أن الأموال ستساعد أيضاً، في بناء سلسلة التوريد الخاصة بشركة "سوبرمايكرو".

وكجزء من هذا الجهد، يعمل ليانغ على توسيع التصنيع في سان خوسيه، وكذلك في تايوان وماليزيا، وصرح بأن هدفه هو إنتاج 5000 حامل خادم شهرياً - وهو مقدار من البنية التحتية للحوسبة يبلغ ارتفاعها 6 أقدام، وطولها حوالي 2 ميل - بحلول منتصف هذا العام.

وقال: "أكثر من 50% منها سيكون ذكاء اصطناعياً"، وأضاف ليانغ أيضاً أن نمو التصنيع كافٍ لرفع إيرادات الشركة المحتملة، إلى ما يزيد على 25 مليار دولار سنوياً، أي إضافة ما يقرب من 10 مليارات دولار إلى المبيعات السنوية، بناءً على إيراداتها الفصلية الأخيرة.

تحديات الماضي والمستقبل

وفي حين يقول المحللون إن آفاق الشركة لا تزال مشرقة، حتى بعد الارتفاع السريع للسهم، إلا أن شركة "سوبرمايكرو" حصلت على نصيبها من التحديات، حيث تنحى مديرها المالي وأحد مؤسسيها، بعد أن أدت عملية التدقيق الداخلي التي بدأت في عام 2017، إلى مراجعات البيانات المالية السابقة للشركة.

واتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصة SEC المدير المالي السابق، بارتكاب انتهاكات محاسبية في عام 2020، والتي أعقبتها تسوية الإجراء.

وعلق ليانغ على هذه المشاكل قائلاً، إنها أصبحت وراء الشركة، التي تركز الآن على التأكد من بقائها متقدمة على منافسيها في المعركة الشرسة المتزايدة، للحصول على حصة في السوق في مجال حوسبة الذكاء الاصطناعي. ولدى كل من المنافسين الرئيسيين لها وهما "دل تكنولوجيز" (Dell Technologies) و"هيلويت باكارد إنتربرايز" (Hewlett Packard Enterprise)، عدد أكبر من الموظفين، وأكثر من ضعف إيرادات الشركة، حتى بعد صعودها الأخير.

ومن المتوقع أن يستمر سوق معالجات الذكاء الاصطناعي في النمو بسرعة، حيث تتوقع شركة "إي إم دي" (Advanced Micro Devices) لصناعة الرقائق، أن يصل سوق مسرعات الذكاء الاصطناعي إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2027، ويتوقع المحللون زيادة الطلب على الخوادم جنباً إلى جنب.

وشكلت خوادم "سوبرمايكرو" الموجهة نحو الذكاء الاصطناعي، أكثر من نصف مبيعاتها البالغة 3.7 مليار دولار تقريباً، في تقريرها ربع السنوي الأخير. وبالمقارنة، قامت شركتا "ديل" Dell و"إتش بي" HPE بشحن خوادم مماثلة بقيمة 800 مليون دولار، وأكثر من 400 مليون دولار على التوالي.

ويختلف المحللون حول قدرة "سوبرمايكرو"، على التمسك بمكانتها على المدى الطويل، حيث يرى مات برايسون، محلل "ويدبوش"، أنه تاريخياً، لم تمتلك أي شركة تبيع خوادم أكثر من 30% من حصة السوق.

وقال برايسون: "ليس هناك سبب يمنع شركة ديل من القيام بما تفعله بالضبط".

بينما يقول بعض المحللين إن المنافسين الراسخين، سيواجهون صعوبة في جلب منتجات جديدة إلى السوق بهذه السرعة، وسيحصلون على تدفقات إيرادات أكبر من البرامج والخدمات.

وتحاول "سوبرمايكرو" الحصول على المزيد من حصة السوق، من خلال مضاعفة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والاستمرار في شحن خوادمها بسرعة. وتحافظ الشركة أيضاً على انخفاض الأسعار لجذب عملاء جدد، حيث بلغ إجمالي هامش الربح حوالي 15% في الربع الأخير، بانخفاض عن 17% في الربع السابق. وبالمقارنة، حققت شركة HPE هوامش ربح إجمالية، بلغت 36% في الربع الأخير.

وقال ديفيد ويغاند، المدير المالي للشركة، في مكالمة أرباح الشركة في يناير: "من أجل الحصول على حصة في السوق، سنغتنم الفرص من خلال زيادة القدرة على المنافسة في الأسعار".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com