تدريجياً.. التواصل الاجتماعي يفقد مجانيته

التواصل الاجتماعي على الهاتف
التواصل الاجتماعي على الهاتف
تنسف شبكات التواصل الاجتماعي بفرضها رسوماً تتراوح بين 5 و20 يورو شهرياً، مفهوم مجانية الاشتراكات فيها لكل الخدمات علماً بان هذه المجانية هي التي أدت إلى نجاحها الباهر.

ففي نوفمبر الجاري، سيفرض على المشترك في منصة فيسبوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي مبلغاً يتراوح بين 5 و20 يورو شهريا في أوروبا مقابل بعض الخدمات.

وبشكل عام، سيظل من الممكن الاتصال مجاناً ضمن شروط معينة، وفقاَ لما نقلت صحيفة لوفيغارو.

ويفرض النظام الجديد على مستخدمي الإنترنت الأوروبيين مثلاً، دفع 9.99 يورو شهرياً في فيسبوك وانستغرام مقابل خدمات خالية من الإعلانات.

وفي بداية هذا الشهر، كشف إيلون ماسك عن عرض قيمته 19.20 يورو شهرياً مقابل خدمات خالية أيضاً من الإعلانات في منصة إكس (تويتر)، ولكن مع إضافة مجموعة من التحسينات كتطويل مضمون النص وعرضه لمدة أطول أيضاً.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، اعترفت منصة "تيك توك" بأنها  اختبرت عرضاً خالياً من الإعلانات بقيمة 5 دولارات شهرياً.

وتحتفظ شبكة "سنابشات" بالإعلانات ويدفع المشترك فيها 3.99 يورو شهرياً، وأصبح لديها 5 ملايين مشترك منذ ربيع هذا العام.

وتعتبر موجة الاشتراكات ثورة كبيرة بالنسبة للشبكات الاجتماعية.

وتقول ماريا ميركانتي غيران، المحاضرة في التسويق الرقمي في باريس: "إن الإنترنت يواجه نقطة تحول حقيقية".

ومنذ إنشائها في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، اعتمدت شبكات التواصل الاجتماعي على عقد ضمني مع مستخدم الإنترنت.

فهذا الأخير كان يتمتع بإمكانية الوصول المجاني بالكامل وغير المحدود إلى الخدمة، مقابل التعرض للمساحات الإعلانية والحصول على بياناته الشخصية كتسجيل العمر وفئته الاجتماعية والعواطف وعادات التصفح على الشبكة الاجتماعية وأيضاً في أي مكان آخر على الإنترنت، وذلك للسماح للعلامات التجارية ببث إعلاناتها إلى الجمهور المناسب والأكثر تقبلاً لرسائلها.

 إشارات سلبية

وتمثّل الإعلانات المستهدفة، والتقنيات المختلفة لإبقاء مستخدم الإنترنت أمام الخدمة لأطول فترة ممكنة، ثروة لشبكات التواصل الاجتماعي. 

وفي عام 2022، حققت "ميتا" 117 مليار دولار من الإعلانات. وفي الولايات المتحدة، حققت "ميتا" من كل مستخدم يستفيد من بياناتها، 220 دولارا سنوياً .

ولكن بعد سنوات من النمو الهائل، بدأ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يستقرّ في أميركا الشمالية وأوروبا، وهي المناطق الجغرافية الأفضل تحقيققاً للدخل.

حتى أن شركة "جي دبل يو آي" سجلت انخفاضاً طفيفا في الوقت الذي تقضيه في هذه الخدمات بين عامي 2022 و2023 وذلك في حوالي ثلاثين دولة.

وهناك أيضاً إشارة ضعيفة أخرى، وهي الانخفاض الأول منذ ثماني سنوات في عدد الفرنسيين مثلاً الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 12 سنة والذين يعلنون أنهم يستخدمون الشبكات الاجتماعية.

وقالت ماريا ميركانتي غيرين: "إن لدى الأجيال الشابة تلقائياً حماية ضد خطر التحرش، وهي تكشف عن نفسها بشكل أقل بكثير من كبارها.

فعلى إنستغرام، لهذه الأجيال الشابة صورة واحدة فقط في ملفهم الشخصي، ويستخدمون بشكل أساسي الرسائل الخاصة.

وعندما يبدأ النهر بالجفاف، يصبح البحث عن مصادر أخرى للمال أمرا ملحّاً.

ويصبح الاعتماد الحصري على المعلنين أيضاً مشكلة عندما يقوم هؤلاء بتقليل إنفاقهم، كما حدث لشبكة "اكس" لإيلون ماسك التي خسرت خلال سنة واحدة، 60% من عائداتها الإعلانية في الولايات المتحدة.

كما أن الشبكات الاجتماعية تتأثر بالتشريعات الأوروبية، التي تتطلب أن يكون مستخدمو الإنترنت على علم تام بتداول بياناتهم الشخصية وأن يكونوا قادرين على تجنب ذلك.

وقد خففت شركة "ميتا" هذا التهديد المباشر لمواردها المالية (الإعلانات غير المستهدفة أقل ربحية) من خلال منع الوصول إلى خدماتها لمستخدمي الإنترنت الذين يرفضون كشف بياناتهم.

وتواجه المجموعة الآن وابلًا من الصعوبات القانونية، على سبيل المثال.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com