وتأتي تحذيرات يلين في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توترات شديدة ومؤشرات قوية على تجدد الحرب الحمائية التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم.
لقد أصبحت الولايات المتحدة تعتمد بشكل مفرط على الصين في سلاسل التوريد الحيوية، وخاصة في منتجات الطاقة النظيفةجانيت يلين
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية يلين: " تعتمد الولايات المتحدة بشكل مفرط على الصين في سلاسل التوريد الحيوية".
وخلال فعالية للرؤساء التنفيذيين لمجلة فورتشن في واشنطن، أكدت جانيت يلين على وجهة نظرها بأن الولايات المتحدة تفضل ألا تنفصل عن الصين اقتصاديًا.
وقالت وزير الخزانة الأميركية: "لقد أصبحت الولايات المتحدة تعتمد بشكل مفرط على الصين في سلاسل التوريد الحيوية، وخاصة في منتجات الطاقة النظيفة ونحتاج الآن إلى توسيع مصادر العرض".
ولفتت وزير الخزانة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ستواجه مخاوف تتعلق بالأمن القومي دون وجود قطاع قوي لأشباه الموصلات خاص بها.
وأوضحت وزيرة الخزانة الأميركية أنها لم تكن مؤيدة قوية لسياسة صناعية، لكن الولايات المتحدة وقفت مكتوفة الأيدي لفترة أطول مما ينبغي.
وفي الوقت ذاته أشارت يلين إلى أنه بينما وقفت الولايات المتحدة قامت دول أخرى ببناء صناعات أشباه الموصلات بدعم من إعانات وحوافز مالية ضخمة.
وقالت وزيرة الخزانة الاميركية : "نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن التخلي عن إنتاج أشباه الموصلات، لأي غرض من الأغراض العملية، هو استراتيجية ذكية للولايات المتحدة."
نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن التخلي عن إنتاج أشباه الموصلات، لأي غرض من الأغراض العملية، هو استراتيجية ذكية للولايات المتحدةجانيت يلين
وخلال اجتماعات قمة العشرين أشارت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى أن الصين تواجه مشكلات اقتصادية مختلفة، لكن لديها أيضا هامش مناورة معين للتعامل معها.
وقالت يلين : "إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التحديات التي تواجهها الصين، سواء كانت الاستهلاك الضعيف أو مشكلات الديون في القطاع العقاري أو التحديات الديموغرافية".
واستيعدت وزيرة الخزانة الاميركية جانيت يلين أن يكون لهذه التحديات في بكين أي تأثير مباشر على أميركا.
شهدت العلاقات الصينية الأميركية تحركا للأمام حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إنها ستدشن رسمياً مجموعتي عمل جديدتين بين الولايات المتحدة والصين.
وأضوجحت الوزارة في بيان أن المجموعين سيتناولان المسائل الاقتصادية والمالية بهدف توفير منصة ثابتة للاتصالات السياسية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت الوزارة في بيان: " أن مجموعتي العمل "ستعقدان اجتماعات منتظمة" وسترفعان تقاريرهما إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين ونائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ".
وفي وقت سابق من سبتمبر وقع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يحظر بعض الاستثمارات الأميركية الجديدة في الصين في التقنيات الحساسة مثل رقائق الكمبيوتر.
وفي المقابل عبرت الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عن قلقها البالغ وقالت إنها تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ ما تراه من إجراءات، بعدما حظرت في وقت سابق صادرات المعادن الثمينة التي تدخل في صناعة الرقائق.
الولايات المتحدة تراقب عن كثب التحديات التي تواجهها الصين، سواء كانت الاستهلاك الضعيف أو مشكلات الديون في القطاع العقاري أو التحديات الديموغرافيةجانيت يلين
وفي إطار تصعيد الإجراءات الحمائية بين واشنطن وبكين وتضييق الخناق الاقتصادي المتبادل بين القطبين، أعلنت واشنطن عن فرض قيود جديدة على صادرات بعض المواد.
وفي سبتمبر الماضي قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشديد الضوابط على تصدير المواد والمكونات المستخدمة في محطات الطاقة النووية إلى الصين.
وفي الأشهر القليلة الماضية تصاعدت حدة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين وباتت أبعادها تتجاوز التنافس على الأسواق إلى العودة لسماع دوي طبول الحرب التجارية والإجراءات الحمائية بين البلدين.
ووفقًا للقرار يُلزم مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية، المصدرين بالحصول على تراخيص محددة لتصدير مولدات وحاويات وبرمجيات معينة مخصصة للاستخدام في المحطات النووية في الصين.
وأوضحت الإدار ة الأميركية أن هذه الإجراء ضروري لدعم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وتعزيز الدفاع والأمن المشترك، مشيرة إلى أن التغييرات التي تم اتخاذها جاءت مدفوعة بالسياسة العامة تجاه الصين.
وفي غضون ذلك قال المتحدث باسم السفارة الصينية ليو بينغيو: " إنه لن يعلق على تفاصيل الضوابط التي أعلنت عنها الإدارة الاميركية".
وفي وقت سابق اتخذت الصين قرارًا بحظر تصدير المعادن السمينة إلى واشنطن وهى المعادن التي تدخل في صناعة الرقائق.
ستصبح كارثة أن تحاول الولايات المتحدة الانفصال عن الصين نظرًا للتشابك التجاري الشديد بين البلدينجانيت يلين
وفي وقت سابق أسارت وزير التجارة الأميركية، جينا ريموندو إلى أن أن الصين تجعل الأمور أكثر صعوبة، نظرا لأن الصبر بين الشركات الأميركية بدأ ينفد.
ولفتت ريموندو إلى افتقار الصين إلى بيئة يمكن التنبؤ بها وتكافؤ الفرص باعتبارها المحفزات الرئيسية التي تضر الأعمال التجارية الأميركية.
وقالت وزير التجارة الأميركية: "التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات الأميركية داخل الصين هي الغرامات الكبيرة غير المبررة، بالإضافة إلى الغارات على الشركات، والتغييرات في قانون مكافحة التجسس".
وعلى عكس ما يحدث الان من احتدام المنافسة بين واشنطن وبكين قالت وزيرة الخزانة الأميركية: "ستصبح كارثة أن تحاول الولايات المتحدة الانفصال عن الصين نظرًا للتشابك التجاري الشديد بين البلدين".
وأشارت يلين أن الولايات المتحدة لا تسعى لوقف التقدم الصيني المستحق في مناحي الاقتصاد.
وقالت وزير الخزانة الأميركية: "لن يكون من مصلحة الولايات المتحدة خنق التقدم الاقتصادي للصين عبر فرض إجراءات حمائية".
وفي وقت سابق أطلق الرئيس الأميركي جوبادين انتقادات جديدة للصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم واصفاً الإدارة الصينية بالسيئة، مشيراً إلى أن الصين باتت قنبلة اقتصادية موقوتة.
وأشار بايدن في تصريحات للصحفين أن الصين تواجه تحديات اقتصادية، إضافة إلى أنها تعاني من مشاكل بسبب ضعف النمو، ولفت إلى أن الصين لديها بعض المشاكل الناجمة عن سوء الإدارة.
وقال الرئيس بايدن: "الصين في مأزق ونحن لا نريد أن نلحق ضرراً بها، وإنما نريد علاقة قائمة على العقلانية مع بكين، مشيراً إلى ارتفاع معدلات البطالة وشيخوخة القوى العاملة، والمشاكل الاقتصادية المتنامية التي تعصف بالصين".