ورغم أن التوقعات تتجه على نطاق واسع إلى أن يبقي الفيدرالي الأميركي بنهاية اجتماعه اليوم وغدًا على أسعار الفائدة، إلا أن أن الأسواق تراهن على تقرير توقعات البنك الأميركي بشأن مستقبل سياسته النقدية.
وفي اجتماع ديسمبر الماضي توقعت لجنة السياسة النقدية في الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية لعام 2024، ورجحت أن تأتي عبر ثلاث تخفيضات، وذلك نزولًا من التوقعات السابقة التي رجحت 7 تخفيضات.
من المتوقع أن يلمح بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى دورة خفض أسعار الفائدة التي قد تبدأ في يونيو المقبلبنك أوف أميركا
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء قرب أعلى مستوياته خلال الشهر مع تراجع احتمالات أن يتخذ الفيدرالي قراراً بالخفض في يونيو المقبل.
وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من ست عملات رئيسة إلى مستويات 103.83 نقاط أو ما يعادل 0.4% معززًا بقاءه أعلى مستويات الـ 103 نقاط، متجهًا صوب مستويات المقاومة عند 104 نقاط.
وفي مقابل ارتفاع الدولار تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، مع توقعات انخفاض فوائد الأموال الفيدرالية في الفترة المقبلة، تزامنا مع انخفاض العائد على سندات الثلاثة أشهر.
وانخفض العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات هامشيًا بحوالي 0.008 نقطة عند مستويات 4.325%، بينما تراجع العائد على سندات خزانة الثلاثة أشهر بنسبة 0.01% عند مستويات 5.379%.
ستبدأ لجنة السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو المقبل بدلا من اجتماع مايوويلز فارغو
ويتوقع خبراء بنك أوف أمريكا أن يقدم اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة توقعات محدثة تظهر نموا اقتصاديا أقوى وتضخما مستمرا، وأن تظل معدلات البطالة بالقرب من أدنى مستوياتها التاريخية.
ويرى الاقتصاديون في البنك أنه على الرغم من هذه التوقعات الجديدة، فمن المتوقع أن يلمح بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى دورة خفض أسعار الفائدة التي قد تبدأ في يونيو المقبل.
بيد أنه وفي المقابل وبعد حزمة من البيانات كشفت عن رسوخ التضخم وثباته في الشهر الماضي، تزايدت المخاوف من وجود خطورة لتأجيل خفض الفائدة بنحو ملحوظ.
ورجح اقتصاديو بنك أوف أميركا أيضا إجراء مناقشات بشأن استراتيجيات الميزانية العمومية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مع التركيز على توقيت ومدى تقليص سقف التخفيضات في سندات الخزانة.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه محللو ويلز فارغو الفيدرالي الأميركي من التسرع في اتخاذ القرار بخفض أسعار الفائدة حتى لا تحدث ردة عكسية لمعدلات التضخم التي يبدو أنها لا تزال أكثر رسوخًا.
وقال خبر ويلز فارغو: "إنهم لا يتوقعون أي تغييرات في السياسة النقدية من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في اجتماع هذا الأسبوع، لكنهم أشاروا إلى ضرورة أن يوضح المسار المحتمل لتعديلات السياسة النقدية".
وتوقع المحللون في ويلز فارغو أن تبدأ لجنة السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو المقبل بدلا من اجتماع مايو".
يظل الدولار خيارا مقنعا لتحوط المحافظ ضد تقلبات السوق المحتملة أو الانحرافات عن المسار الاقتصادي المتوقعغولدمان ساكس
وقال خبر اء ويلز فارغو: "نتطلع إلى خفض أسعار الفائدة بإجمالي 200 نقطة أساس بعامي 2024 و2025 للوصول بالنطاق المستهدف لأسعار الفائدة الأميركية إلى 3.25-3.50% بحلول نهاية 2025".
و أشار خبراء ويلز فارغو إلى أن توقعاتهم الأساسية بشأن متوسط معدل الفائدة ستبقى دون تغيير عند 4.625% لعام 2024.
بيد أنه وفي المقابل تميل التوقعات نحو متوسط أعلى نظرا لبيانات التضخم الأخيرة، ومع ذلك، فلا يتوقع المحللون أي تغيير في متوسط معدل الفائدة لعامي 2025 و2026.
ويرى الخبراء لدى غولدمان ساكس بنك أن جاذبية الدولار الأميركي ستستمر بعدِّه أداة تحوط استراتيجية للمحفظة، وأشاروا إلى احتمالية حدوث انحرافات غير متوقعة عن توقعات السوق الحالية.
وقال خبراء غولدمان ساكس: "الدولار يُعد أحد الضمانات الفعالة ضد التحولات غير المتوقعة في الأسواق، إذ أنه يؤدي بنحو جيد رغم الارتباطات المتزايدة بين الأسواق التي لوحظت في الآونة الأخيرة".
وأضاف خبر غولدمان ساكس: "يظل الدولار خيارا مقنعا لتحوط المحافظ ضد تقلبات السوق المحتملة أو الانحرافات عن المسار الاقتصادي المتوقع".
هناك قدرة للدولار على الحماية ضد تحركات السوق غير المتوقعة بما يجعله خيارا جذاباغولدمان ساكس
ولفت محللو غولدمان مان ساكس إلى الارتباط المنخفض شبه التاريخي بين الدولار والمحافظ الاستثمارية التقليدية والذي يعزز قيمته كتحوط، مما يوفر الحماية في سيناريوهات السوق المتنوعة.
نظرا للمستويات العالية الحالية من الارتباط بين الأسواق، فإن الاستثمار في التحوطات القائمة على الدولار يعتبر استراتيجية مجدية اقتصاديا للتخفيف من المخاطر، بحسب غولدمان ساكس
ونصح خبراء غولدمان ساكس المستثمرين بضرورة اعتبار الدولار أداة تحوط ضمن محافظهم الاستثمارية.
وقال محللو غولدمان ساكس: "هناك قدرة للدولار على الحماية ضد تحركات السوق غير المتوقعة بما يجعله خيارا جذابا، خاصة في سياق ديناميكيات السوق الحالية.